www.daroukhoudoss.org

slt

samedi 20 août 2011

معالم في التربية والدعوة
مواعظ
الإمام الشافعي
150- 204 هجرية

قام بجمعها
صالح أحمد الشامي




بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله رب العالمين, حمدا طيّبا مباركا فيه, وأفضل الصلاة وأتمّ السلام على سيّدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

قد يستغرب القارئ الكريم أن يكون الامام الشافعي واحدا من أعلام سلسلة "معالم في التربية والدعوة" والتي موضوعها المواعظ والنصائح.

وقد عرف الشافعي اماما لمذهب فقهي, فعندما تتبادر الى الأذهان الأحكام الفقهية في العبادات والمعاملات.. وتأصيل المسائل, وتدويت الأصول.. الأمر الذي شغل وقت الامام بكامله.. ومع ذلك فهو الواعظ البليغ.

وقد كا ن للشعر دورا في حياته, وشعره يغطّي مساحة واسعة من نظرته الى المجتمع, كما يحمل من الحكم الشيء الكثير, وكذا فيه من النصح والتوجيه ما ليس بالقليل.

وكذلك كان للحكمة والموعظة دورها أيضا, فالحكمة خلاصة التجربة, فهي ترفد الموعظة في مهمتها.. والنصح والتوجيه بعض واجبات العالم, فما بالنا اذا كان اماما في العلم والفقه.

ويمتاز الامام الشافعي بأن مواعظه تارة تكون نثرا وتارة أخرى تكون شعرا, ونتمنى لو كان الامام قد جمع شعره, حتى لا يدخل فيه ما ليس منه, ولكنه لم يفعل, يرحمه الله.

هذا وقد جعلت هذه المواعظ قسمين. الثاني منها ضمّنته من أشعاره ما يدخل ضمن موضوع الكتاب. سائلا الله تعالى أن يجعل أعمالنا خالصة له, انه نعم المسؤول.

وصلى الله على سيّدنا محمد, وعلى آله وصحبه وسلّم, والحمد لله رب العالمين.
25 شوال 1418
22شباط 1998
كتبه صالح أحمد الشامي




الامام الشافعي

هو محمد بن ادريس الشافعي, يرجع نسبه الى هاشم بن عبد المطلب, فهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولد بغزّة سنة خمسين ومائة, ومات أبوه وهو صغير, فحملته أمه الى مكّة وهو ابن سنتين, فنشأ بها, وقرأ القرآن وهو ابن سبع سنين, وحفظ " المطأ" وهو ابن عشر.

نشأ رحمه الله في حجر أمه, في قلة عيش, وضيق حال, وكان في صبه يجالس العلماء ويكتب ما يستفيده في العظام ونحوها, لعجزه عن الورق.

وتفقّه في مكة على مسلم بن خالد الزنجي, ونزل في شعب الخيف منها.

ثم قدم المدينة فلزم الامام مالكا رحمه الله, وقرأ عليه الموطأ حفظا, فأعجبته قراءته, وقال له: اق الله, فانه سيكون لك شأن, وكان سن الشافعي حين أتى مالكا ثلاث عشرة سنة.

ثم رحل الى اليمن حين تولى عمه القضاء بها, واشتهر بها.

ثم رحل الى العراق, وجدّ في الاشتغال بالعلم, وناظر محمد بن الحسن وغيره, ونشر علم الحديث, وأقام مذهب أهله, ونصر السنة, واستخرج الأحكام منها. ورجع كثير من العلماء على مذاهب كانوا عليها الى مذهبه.

ثم خرج الى مصر آخر سنة تسع وتسعين ومائة, وصنف كتبه الجديدة, ورحل الناس اليه من سائر الأقطار.

وقد برع في جميع العلوم.

قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي رحمه الله يجلس في حلقته اذا صلى الصبح, فيجيئه أهل القرآن, فاذا طلعت الشمس قاموا, وجاء أهل الحديث, فيسألونه تفسيره ومعانيه, فاذا ارتفعت الشمس, قاموا, فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر, فاذا ارتفع الضحى تفرّقوا, وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر, فلا يزالون الى قرب انتصاف النهار ثم ينصرف.

وقال محمد بن الحكم: ما رأيت مثل الشافعي؛ كان أصحاب الحديث يجيئون اليه ويعرضون عليه غوامض علم الحديث, وكان يوقفهم على أسرار لم يقفوا عليها, فيقومون وهم يتعجبون منه, وأصحاب الفقه الموافقون والمخالفون, لا يقومون الا وهم مذعنون له, وأصحاب الأدب يعرضون عليه الشعر فيبيّن لهم معانيه...

وهو أوّل من دوّن علم أصول الفقه, فكتب في ذلك " الرسالة".

وكان شاعرا ولكنه لم يهتم لهذا لبجانب وقال في ذلك:

ولولا الشعر بالعلماء يزري
لكنت اليوم أشعر من لبيب

وقد حذق الرمي حتى كان يصيب من كل عشر تسعة.

وكان ذا عبادة وورع:

قال الربيع بن المرادي: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين مرّة.

وقال الربيع بن سليمان: قال الشافعي: ما شبعت منذ ستة عشرة سنة الا شبعة طرحتها, لأن الشبع يقتل البدن, ويقسي القلب, ويزيل الفطنة, ويجلب النوم وشضعف صاحبه عن العبادة.

وكان رحمه الله من أسخى الناس بما يجد, وقصص سخائه مشهورة.

ومناقبه جمّة, وقد ألفت كتب في مناقبه.

توفي بمصر آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين, عن أربع وخمسن سنة.

ومذهب الامام الشافعي أحد المذاهب الأربعة التي انتشرت في العالم الاسلامي وهو أوّل من دوّن علم أصول الفقه.

شهادات

أقوال العلماء الأعلام في عالم تعدّ شهادات. دونها كل الشهادات العلمية. وهي دلالة على مكانة المشهود له, وبخاصة اذا كانت من أصحاب العلم والفضل, ولا يعرف الفضل الا ذووه.

وأذكر بعض الأقوال التي قيلت في حق الامام الشافعي, استكمالا للترجمة السابقة الوجزة.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: أي رجل كان الشافعي, فاني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ قال: يا بني, كان كالشمس للدنيا, وكالعافية للناس, فهل لهذين من خلف, أو منهما عوض؟

وقال أحمد: كان الشافعي من أفصح الناس.

وقال: ما أحد مسّ بيده محبرة ولا قلما؛ الا وللشافعي في رقبته منه, ولولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث, وكان الفقه قفلا على أهله, حتى فتحه الله بالشافعي.

وقال محمد بن الحسن: ان تكلّم أصحاب الحديث يوما, فبلسان الشافعي.

قال اسحاق بن راهويه: لقيني أحمد بن حنبل بمكة, فقال: تعال أريك رجلا لم تر عيناك مثله, فأراني الشافعي. قال: فتناظرا في الحديث, فلم أر أعلم منه, ثم تناظرا في الفقه فلم أر أفقه منه, ثم تناظرا في القرآن, فلم أر أقرأ منه, ثم تناظرا في اللغة, فوجدته بيت اللغة, وما رأت عيناي مثله قط.

وقال أبو ثور الكلبي: ما رأيت مثل الشافعي, ولا رأى مثل نفسه.

وقال الحميدي: سيّد علماء زمانه الشافعي.

وقال الفضل بن دكين: ما رأينا ولا سمعنا أكمل عقلا, ولا أحضر فهما, ولا أجمع علما من الشافعي.

وقال أبو ثور: من زعم أنه رأى مثل محمد بن ادريس في علمه, وفصاحته, ومعرفته, وثباته وتمكّنه, فقد كذب, كان منقطع القرين في حياته, فلما مضى لسبيله لم يعتض منه.

وقال الامام أحمد: ان الله يقيض للناس في رأس كل مئة من يعلمهم السنن, وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب, قال: فنظرنا, فاذا في رأس المئة عمر بن عبد العزيز, وفي رأس المائتين الشافعي.

اكتفي بهذه الشهادات وغيرها كثير...


الامام الشافعي والمواعظ

عرف الامام الشافعي فقيها, وعرف محدّثا, وعرف أديبا..

فهل كان واعظا؟

لم يكن الامام الشافعي واعظا بالمعنى التقليدي, وانما شأنه شأن العلماء في هذه الأمة, يرون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبا من واجبات هذا الدين.

فقيامهم بهذا الواجب يشكل أداءهم لمهمة الوعظ والنصيحة للمسلمين.

وقد كان للامام الشافعي تلاميذ, فكانت ارشاداته لهم تسهم في اثراء هذا الجانب.

وكانت للامام الشافعي نفس مرهفة, شديدة التأثر بالأحداث فهي نفس شاعر, ولذا كانت الحكمة تنساب على لسانه شعرا ونثرا.

كل هذه الأمور وغيرها ساعدت في أن يكون له دور في الميدان, وان كان مكانه الأول في ساحة الفقه والاجتهاد في مسائله وأصوله.

ومن استطلاع بعض مواعظه مما أمكن جمعه يمكن الاشارة الى الجوانب التي كانت تشغل بال الامام, فكان تأكيده عليها متكررا.


1. العقيدة:

حذّر الامام الشافعي من علم الكلام, الذي انتشر في زمنه, ورأى فيه ذنبا من أعظم الذنوب فقال:

لأن يبتلى المرء بكل ما نهى الله عنه ما عدا الشرك به, خير به من النظر في الكلام.

ودحض حجة أصحاب الكلام بأنهم يبحثون عن العقيدة الصحيحة بقوله:

محال أن نظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه علم امته الاستنجاء, ولم يعلمهم التوحيد, والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم,( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا اله الا الله) فما عصم به المال والدم حقيقة التوحيد.

وبهذه الحجة الدامغة والمنطق السليم, والبيان المستند الى السنة الصحيحة أبطل الشافعي أصل علم الكلام, ودلّ على الطريق الصواب, وتجاوز كل المصطلحات التي أتخمت بها بطون الكتب. ولقد كان يتم اسلام الانسان زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنطق بالشهادتين. ثو يصبح واحدا من الصحابة..

رحم الله الشافعي فقد كان بيانه شافيا في هذا الأمر.

2. العلم:

كثيرة هي المواعظ التي قالها الشافعي بشأن العلم, بل لعل معظم مواعظه كانت في هذا الميدان.

فضيلة العلم لا تعدلها فضيلة.

اذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث, فكأني رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, جزاهم الله خيرا, هم حفظوا لنا الأصل فلهم علينا الفضل.

والفقه سيّد العلم, اذ به يفهم الحديث.

وكتابة العلم أمر مهم, اذ بها تحفظ النصوص, وتصان من العبث, وهذا ما أشار اليه الشافعي بقوله: لولا المحابر, لخطبت الزندقة على المنابر.

وغاية العلم العمل به. فالعلم ما نفع, وليس العلم ما حفظ.

وللعلم آداب بعضها مرتبط بالعالم وبعضها مرتبط بالمتعلّم.
وفي مقدمو ما يطلب من العالم الذي يعلم الناس: اصلاح نفسه, فان أعين الناس معقودة به, تنظر الى عمله أكثر مما تنظر الى قوله.

وعليه أن يكون مخلصا في عمله يبتغي الدار الآخرة.

ولا عيب بالعلماء أقبح من رغبتهم فيما زهدهم الله فيه.

واذا كانت هذه بعض آداب العالم, فآداب المتعلم أكثر, وفي مقدمتها أدبه مع معلمه.

ويضرب لنا الامام الشافعي مثلا من سلوكه في حضرة استاذه الامام مالك رحمه الله فقول:

كنت أتصفح الورق بين يدي مالك برفق, لئلا يسمع وقعها.

ومما يضيع العالم ويذهب بمكانته الا يكون له اخوان.

بل ويرى الامام الشافعي أنه ينبغي للفقيه أن يكون معه سفيه يدافع عنه عند الحاجة فيقول:

ينبغي للفقيه أن يكون سفيه ليسافه عنه.

وهو حرسص على تبليغ العلم ونشره. فقد قال للربيع: لو قدرت أن أطعمك العلم لأطعمتك.

وقال: وددت أن الخلق يتعلمون هذا العلم, ولا ينسب شيء اليّ منه.

وهكذا فالامام حريص على نشر العلم, حريص على شخصية العالم, حريص على تأدّب المتعلم..

3. الطب:

واذا كان حديثنا في الفقرة السابقة عن العلم. فالطب من العلم, فالعلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان.

وعلم الأديان هو الفقه.
وعلم الأبدان هو الطب.

وهما جانبان ضروريان لكل انسان. ولهذا فهو ينصح أن يسكن الانسان في بلد فيه عالم وطبيب, فيقول:

لا تسكنن بلدا لا يكون فيه عالم يفتيك عن دينك, ولا طبيب ينبئك عن أمر بدنك.

ويبدي الامام أسفه لترك المسلمين تعلم الطب, وقيام اليهود والنصارى بذلك فيقول:

ضيّعوا ثلث العلم, ووكلوه الى اليهود والنصارى.

وقال: لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب, الا أن أهل الكتاب غلبونا عليه.

وهكذا كان الامام رحمة الله عليه ذا نظرة شاملة, فالانسان المسلم بحاجة الى نوعين من العلوم: علوم تبيّن له أمر دينه, وعلوم أخرى تساعده وتوفّر له السعادة في أمر دنياه وفي مقدمتها الطب.

4. التصوّف:

بدأ التصوف يأخذ أبعاده كمذهب سلوكي في زمن الامام الشافعي. ويبدو أن هذا المذهب لم يقم على العلم ولذا كان قول الشافعي:

"لو أن رجلا عاقلا تصوّف, لم يأت الظهر حتى يصير أحمق"

ولو كان هذا الرجل يضبط سلوكه على أساس من العلم لم يصر أحمق. وأمر آخر يأخذه الامام على التصوّف حيث يقول:

"أسس التصوّف على الكسل".

ذلك أن كثيرا منهم يظن أن الاشتغال بالعبادة يقتضي ترك العمل والبعد عن الدنيا.. فيؤدي به ذلك الى الكسل.

والولي, في رأي الشافعي, لا يكون وليا عن طريق التصوف, وانما عن طريق العلم فيقول:

" ان لم يكن للعلماء العاملون أولياء الله, فلا أعلم لله وليا".

وخوارق العادات ينبغي أن لا يغترّ بها أحد, فليست دليلا على الولاية, ولا يصح أن تتخذ الخوارق دليلا على الولاية. بل الدليل هو التزام الكتاب والسنة.

قال الشافعي رحمه الله: اذا رأيتم الرجل يمشي على الماء. ويطير في الهواء, فلا تغترّوا به, حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة.

على أن الشافعي وهو يذكر هذه الحقائق لا ينسى أن يذكر ما استفاده منهم فيقول:

صحبت الصوفية عشر سنين, ما استفدت منهم الا هذين الحرفين: الوقت سيف, وأفضل العصمة أن لا تجد.

والأمر الأول يدل على قيمة الوقت عندهم, والحرص على الاستفادة منه في الخبر.

والأمر الثاني: أن العصمة من الشبهات في المأكل والملبس.. هذه العصمة ان لم تجد, أي عند فقدان الأشياء التي تورث لك الشبهات.

5. ذكر الآخرة:

مواعظ الامام الشافعي التي تذكر بالآخرة كثيرة. وهي مبثوثة ضمن مواعظ ولعل من أفضلها ما جاء بشأن العصا.

فقد كان يكثر من امساك العصا والاستعان بها, وهو ليس بضعيف. فقيل له في ذلك فقال: لأذكر أني مسافر.

أجل كل انسان مسافر, يقطع طريقه على مراحل منضبطة, وما الليل والنهار الا الضوابط لهذه المراحل.

6. الحالة الاجتماعية:

يرى الامام الشافعي أن الترابط الاجتماعي بين الناس أصبح ضعيفا. وازاء هذا الوضع على الانسان أن يعايش الواقع ويتكيّف معه ما أمكن ذلك.

فليس بالأمر السهل المحافظة على صديق, ما ام تخفض جناحك وتغضي عن كثير من الأمور. وللشافعي في ذلك درس مطوّل ألقاه على يونس بن عبد الأعلى.

والانسان الذي تحتاج الى مداراته ليس بأخ لك.

وارضاء الناس أمر لا سبيل اليه, ولذلك فعليك بما ينفعك فالزمه.

وبهذه الوصايا وغيرها يرشد الامام الى كيفية التعامل مع الناس.

ولا يبخل الامام بنصائحه في سبيل تبصير المسلم بكيفية أداء دوره في الحياة الاجتماعية بشكل فاعل ومنج.. فهو ينصح بصحة النظر في الأمور, والعزم في الرأي, والروية والفكر ومشاورة الحكماء ثم يقول: فكّر قبل أن تعزم, وتدبّر قبل أن تهجم, وشاور قبل أن تتقدم.

7. الأخلاق:

ولتهذيب الأخلاق نصيب كبير في مواعظ الامام الشافعي نثرا وشعرا.

فالعجب داء مهلك, ويصف الامام العلاج لهذا الداء, فيقول: اذا خفت على عملك العجب, فانظر رضى من تطلب, وفي أي ثواب ترغب, ومن أي عقاب ترهب.. فاذا تفكّرت في واحدة من هذه الخصال, حضر في عينك عملك.

والتواضع امر مطلوب, وأرفع الناس قدرا من لا يرى قدره. ولكن التواضع اذا كان عند من لا يقدره فهو ظلم للنفس.

وتنزيه الأسماع عن سماع الخنا مطلوب, كما ينزه الانسان لسانه عن النطق به, والسخاء والكرم يغطيان العيوب.

والصبر خلق كريم, به يتغلب الانسان على كل العقبات.

والتكبر من أخلاق اللئام.

وهكذا تكثر نصائح الامام في ميدان الأخلاق, وللمروءة مكانتها, وان كان أهلها دائما في جهد, ولكنها خلق لها الصدارة وفيها يقول:

لو علمت أن الماء البارد ينقص مروءتي, ما شربته الا حارا.

8. البدع:

البدعة مذمومة, وقد حصل فيما يبدو خطأ في فهم حدودها, والشافعي كامام فقيه, تلفت نظره هذه الانحرافات في الفهم. ولذا فهو يوضح لنا ذلك ببيان لا لبس فيه.

فالمحدثات, البدع, ضربان:

ما أحدث يخالف كتابا أو سنة اأو أثرا أو اجماعا, فهذه البدعة الضلالة.

وما أحدث من الخير, لا خلاف فيه لواحد من هذه الأصول, فهذه محدثة غير مذمومة. فقد قال عمر في قيام رمضان: نعمت البدعة هذه.

وبهذا يضع الامام حدودا تميّز البدعة عما سواها. فهي ما جاء مخالفا لواحد من الأصول التي اليها المرجع في الفقه والتشريع, فاذا لم يكن الأمر كذلك وكان من الخير فليس ببدعة.

تكتفي بذكر هذه الجوانب, وغيرها كثير مما سيراه القارئ الكريم في مواعظه.

مواعظ الشافعي
نثرا
فضيلة العلم:
قال الشافعي رحمه الله: كفى بالعلم فضيلة أن يدعيه من ليس فيه, ويفرح اذا نسب اليه.
وكفى بالجهل شينا أن يتبرأ منه من هو فيه, ويغضب اذا نسب اليه.

أشد الأعمال:
قال الشافعي رحمه الله:
أشدّ الأعمال ثلاثة:
الجود من القلّة.
والورع في الخلوة.
وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف.

ما أفلح سمين:
قال الشافعي رحمه الله:
ما أفلح سمين قط, الا أن يكون محمد بن الحسن.
قيل: ولم؟
قال: لأن العاقل لا يخلو من احدى خلتين: اما أن يغتم لآخرته ومعاده, أو لدنياه ومعاشه, والشحم مع الغم لا ينعقد, فاذا خلا من لمعنيين صار في حد البهائم فيعقد الشحم.

طلب الرياسة:
قال الشافعي رحمه الله:
من طلب الرياسة فرّت منه, واذا تصدّر الحدث فاته علم كثير.
ضعف الانسان:
قال الامام الشافعي رحمه الله:
أبين ما في الانسان ضعفه, فمن شهد الضعف من نفسه نال الاستقامة مع الله تعالى.

علاج العجب:
قال الشاعي رحمه الله:
اذا أنت خفت على عملك العجب, فانظر: رضا من تطلب, وفي أي ثواب ترغب, ومن أي عقاب ترهب, وأي عافية تشكر, وأي بلاء تذكر. فانك اذا تفكرت في واحدة من هذه الخصال, صغر في عينك عملك.

وصف الدنيا:
قال الشافعي رحمه الله:
ان الدنيا دحض مزلة,ودار مذلة, عمرانه الى خرائب صائر, وساكنها الى القبور زائر, شملها على الفرق موقوف, وغناها الى الفقر مصروف, الاكثار فيها اعسار, والاعسار فيها يسار.
فافزع الى الله, وارض برزق الله, لا تتسلف من دار فنائك الى دار بقائك. فان عيشك فيء زائل, وجدار مائل, أكثر من عملك, وأقصر من أملك.

عواقب الأمور:
قال الشافعي رحمه الله:
صحة النظر في الأمور, نجاة من الغرور.
والعزم في الرأي, سلامة من التفريط والندم.
والروية والفكر, يكشفان عن الحزم والفطنة.
ومشاورة الحكماء, ثبات في النفس, وقوة في البصيرة.
ففكر قبل أن تعزم
وتدبر قبل أن تهجم
وشاور قبل أن تتقدم.

فضل أصحاب الحديث:
قال الشافعي رحمه الله:
اذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث, فكأني رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, جزاهم الله خيرا, هم حفظوا لنا الأصل, فلهم علينا الفضل.
وقال: عليكم بأصحاب الحديث فانهم أكثر الناس صوابا.

كتابة العلم:
قال الشافعي رحمه الله:
لولا المحابر, لخطبت الزنادقة على المنابر.

اللبيب:
قال الشافعي رحمه الله:
اللبيب العاقل هو الفطن المتغافل.

الخير في خمسة:
قال الشافعي رحمه اله:
الخير في خمسة:
غنى النفس
وكف الأذى
وكسب الحلال
والتقوى
والثقة بالله.

امساك العصا:
قيل للشافعي رحمه الله: ما لك تكثر من امساك العصا, ولست بضعيف؟
قال: لأتذكر أني مسافر.

مؤهلات الرياسة:
قال الشافعي رحمه الله:
آلات الرياسة خمس:
صدق اللهجة
وكتمان السر
والوفاء بالعهود
وابتداء النصيحة
وأداء الأمانة.

اغتربوا:
قال الشافعي رحمه الله:
أيما أهل بيت لم يخرج نساؤهم الى رجال غيرهم, ورجالهم الى نساء غيرهم؛ الا وكان في أولادهم حمق.

علم الطب:
قال الشافعي رحمه الله:
لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب, الا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه.


قال حرملة:
كان الشافعي يتلهف على ما ضيّع المسلمون من الطب ويقول:
ضيّعوا ثلث العلم, ووكلوه إلى اليهود والنصارى.

رضا الناس:
قال الشافعي رحمه الله:
رضا الناس غاية لا تدرك, وليس الى السلامة من ألسنة الناس سبيل, فعليك بما ينفعك فالزمه.

التزلف:
قال الشافعي رحمه الله:
ما رفعت من أحد فوق منزلته, الا وضع مني بمقدار ما رفعت منه.

ضياع:
قال الشافعي رحمه الله:
ضياع العالم أن يكون بلا اخوان.
وضياع الجاهل قلة عقله.
وأضيع منهما من واخى لا عقل له.

من استغضب:
قال الشافعي رحمه الله:
من استغضب فلم يغضب فهوحمار, ومن استرضي فلم يرضى فهو شيطان.



ثلاثة لا تقربها:
قال الربيع: قال الشافعي رحمه الله:
يا ربيع, اقبل مني ثلاثة:
لا تخوضنّ في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فان خصمك النبي غدا.
ولا تشتغل بالكلام, فاني قد اطلعت من أهل الكلام على التعطيل.
ولا تشتغل بالنجوم.

الشبع:
قال الشافعي رحمه الله:
الشبع س\يثقل البدن, ويقسي القلب, ويزيل الفطنة, ويجلب النوم, ويضعف عن العبادة.

الزهد:
قال الربيع: قال الشافعي رحمه الله:
عليك بالزهد, فان الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على المرأة الناهد.

أصول:
قال الشافعي رحمه الله:
أصل العلم التثبت, وثمرته السلامة.
وأصل الورع القناعة, وثمرته الراحة.
وأصل الصبر الحزم, وثمرته الظفر.
وأصل العمل التوفيق, وثمرته النجاح.
وغاية كل أمر الصدق.


أدب العلماء:
قال الشافعي رحمه الله:
المحدثات من الأمور ضربان:
ما أحدث يخالف كتابا أو سنة, أو أثرا, أو اجماعا, فهذه البدعة الضلالة.
وما أحدث من الخير, لا خلاف فيه لواحد من هذا, فهذه محدثة غير مذمومة, قد قال عمر في قيام رمضان: نعمت هذه البدعة.
يعني أنها محدثة لم تكن, واذا كانت فليس فيها رد لما مضى.

التوسط:
قال الشافعي رحمه الله:
الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة, والانبساط اليهم مجلبة لقرناء السوء, فكن بين المنقبض والمنبسط.

العلم ما نفع:
قال الشافعي رحمه الله:
العلم ما نفع ليس ما حفظ.

الاستنباط:
قال الشافعي رحمه الله تعالى:
استعينوا على الكلام بلبصمت, وعلى الاستنباط بالفكر.

العقل:
قيل للشافعي رحمه الله: أخبرنا عن العقل, يولد به المرء؟
فقال: لا, ولكنه يلقح من مجالسة الرجال, ومناظرة الناس.
أرفع الناس:
قال الشافعي رحمه الله:
أرفع الناس قدرا من لا يرى قدره, وأكثرهم فضلا من لا يرى فضله.

المحافظة على الصديق:
قال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي ذات يوم رحمه الله:

يا يونس, اذا بلغك عن صديق لك ما تكرهه, فاياك أن تبادره بالعداوة, وقطع الولاية, فتكون ممن أزال يقينه بشك.

ولكن القه وقل له: بلغني عنك كذا وكذا, واحذر أن تسمي له المبلّغ, فان أنكر ذلك فقال له: أنت أصدق وأبر. ولاتزيدن على ذلك شيئا.

وان اعترف بذلك, فرأيت له في ذلك وجها لعذر, فاقبل منه, وان لم تر ذلك فقل له: ماذا أردت بما بلغني عنك؟

فان ذكر لك ما له وجه م العذر فاقبل منه, وان لم تر لذلك وجها لعذر, وضاق عليك المسلك, فحينئذ أثبتها عليه سيئة أتاها, ثم أنت في ذلك الخيار, ان شئت كافأته بمثله من غير زيادة, وان شئت عفوت عنه, والعفو أقرب للتقوى, وأبلغ في الكرم لقول الله تعالى:

{ وجزاء سيئة سيئة مثلها, فمن عفا وأصلح فأجره على الله}. الشورى 40.

فان نازعتك نفسك بالمكافأة, فاذكر فيما سبق له لديك من الاحسان, ولا تبخس باقي احسانه السالف بهذه الشيئة, فان ذلك الظلم بعينه.

وقد كان الرجل الصالح يقول: رحم الله من كا فأني على اساءتي من غير أن يزيد, ولا يبخس حقا لي.

يا يونس, اذا كان لك صديق فشدّ بيديك به, فان اتخاذ الصديق صعب, ومفارقته سهل.

وقد كان الرجل الصالح يشبّه سهولة مفارقته الصديق, بصبي يطرح في البئر حجرا عظيما, فيسهل طرحه عليه, ويصعب اخراجه على الرجال.

فهذه وصيتي واليك السلام.

الحسد:
قال الشافعي رحمه الله:
الحسد انما يكون من لؤم العنصر, وتعادي الطبائع, واختلاف التركيب, وفساد مزاج البنية, وضعف عقد العقل.

الحاسد طويل الحسرات, عادم الدرجات.

الظالم لنفسه:
قال الشافعي رحمه الله:
أظلم الظالمين لنفسه:
من تواضع لمن لا يكرمه,
ورغب في مودة من لا ينفعه,
وقبل مدح من لا يعرفه.
السعاية:
قال الشافعي رحمه الله:
قبول السعاية شر من السعاية, لأن السعاية دلالة, والقبول اجازة, وليس من دلّ على شيء كمن قبل وأجاز.

فائدتان من الصوفية:
قال الشافعي رحمه الله:
صحبت الصوفية عشر سنين, ما استفدت منهم الا هذين الحرفين:
الوقت سيف.
وأفضل العصمة أن لا تجد.

حسن الخاتمة:
قال الشافعي رحمه الله:
من أحب أن يقضي له بالحسنى, فليحسن بالناس الظن.

تنزيه الأسماع:
قال أحمد بن يحيى الوزير:
خرج الشافعي يوما من سوق القناديل, متوجها الى حجرته, فاذا رجل يسفه على رجل من أهل العلم. فالتفت الينا الشافعي فقال:
نزهوا أسماعكم عن استماع الخنا, كما تنزهون ألسنتكم عن النطق به, فان المستمع شريك القائل.
وان السفيه ينظر الى أخبث شيء في وعائه, فيحرص أن يفرغه في أوعيتكم, ولو ردّت كلمة السفيه, لسعد رادها, كما شقي بها قائلها.

الفقه سيّد العلم:
سأل طال علم الشافعي رحمه الله تعالى فقال: أي العلم أطلب؟
فقال: يا بني: أما الشعر, فيضع الرفيع ويرفع الخسيس.
وأما النحو, فاذا بلغ الغاية صار مؤدبا.
وأما الفرائض, فاذا بلغ صاحبها فيها الغاية, صار معلم حساب.
وأما الحديث فتأتي بركته وخيره عند فناء العمر.
وأما الفقه, فللشاب وللشيخ وهو سيّد العلم.

السؤال عن العمر:
قال الربيع: سال رجل الشافعي عن سنه فقال:
ليس من المرءة أن يخبر الرجل بسنه, سأل رجل مالكا عن سنه فقال: أقبل على شأنك.

وقال الشافعي: ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه, لأنه ان كان صغيرا استحقروه, وان كان كبيرا استهرموه.

أركان المروءة:
قال الشافعي رحمه الله:
أركان المروءة أربعة:
حسن الخلق, والسخاء, والتواضع والنسك.

ليس بأخ لك:
قال الشافعي رحمه الله:
ليس بأخيك من احتجت الى مداراته.

مع أهل الطاعة:
قال الشافعي رحمه الله:
ما أحد الا وله محب ومبغض, فان كان لا بدّ من ذلك, فليكن المرء مع أهل طاعة الله عز وجل.

الأصل والفروع:
قال الشافعي رضي الله عنه:
اذا ثبت الأصل في القلب, أخبر اللسان عن الفروع.

اللؤم:
قال الشافعي رحمه الله:
طبع ابن آدم على اللؤم, فمن شأنه أن يتقرّب ممن يتباعد عنه, ويتباعد ممن يتقرّب منه.

السخاء والكرم:
قال الشافعي رحمه اله:
من واعظ أخاه سرا, فقد نصحه وزانه, ومن وعظه علانية, فقد فضحه وخانه.

العلم والذنوب:
قال الشافعي رحمه الله:
كتب حكيم الى حكيم: يا أخي قد أوتيت علما, فلا تدنّس علمك بظلمة الذنوب, فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم بنور علمهم.



وصية لمؤدب:
أدخل الشافعي رحمه الله يوما الى بعض حجر هارون الرشيد, ليستأذن له, ومعه سراج الخادم, فأقعده عند أبي عبد الصمد, مؤدب أولاد الرشيد.

فقال سراج للشافعي: يا أبا عبد الله هؤلاء أولاد أمير المؤمنين, وهو مؤدبهم, فلو أصيته بهم.

فأقبل الشافعي على أبي عبد الصمد فقال:
ليكن أول ما تبدأ به من اصلاح أولاد أمير المؤمنين, اصلاح نفسك, فان أعينهم معقودة بعينك, فالحسن عندهم ما تستحسنه, والقبيح عندهم ما تكرهه.

علمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه, ولا تتركهم منه فيهجروه.
ثم روّهم من الشعر أعفّه, ومن الحديث أشرفه.
ولا تخرجهم من علم الى علم غيره حتى يحكموه, فان ازدحام الكلام في السمع مضلّة للفهم.

الاخلاص في العلم:
قال الشافعي رحمه الله:
من أراد الآخرة فعليه بالاخلاص في العلم.

الكفاءة في الدين:
قال الشافعي رحمه الله:
الكفاءة في الدين لا في النسب, لو كانت الكفاءة في النسب لم يكن أحد في الخلق كفوءا كفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا لبنات الرسول صلى الله عليه وسلم.


التصوف:
قال الشافعي رحمه الله:
أسس التصوف على الكسل.
وقال: لو أن رجلا عاقلا تصوّف, لم يأت الظهر حتى يصير أحمق.

التواضع في طلب العلم:
قال الشافعي رحمه الله:
لا يطلب أحد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح, ولكن من طلبه بذل النفس, وضيق العيش, وخدمة العلماء أفلح.
وقال أيضا:
لا يدرك العلم الا بالصبر على الذل.

المستشار:
قال الشافعي رحمه الله:
لا تستشر من ليس في بيته دقيق لأنه مدلّه العقل.

أقل الضررين:
قال الشافعي رحمه الله:
ليس العاقل الذي يدفع بين الخير والشر, فيختار الخير, ولكن العاقل الذي يدفع بين الشرّين فيختار أيسرهما.




مروءة العلم:
قال الشافعي رحمه الله:
على قدر علم المرء يعظم خوفه
فلا عالم الا من الله خالف
وآمن مكر الله بالله جاهل
وخائف مكر الله بالله عارف

سورة العصر:
قال الشافعي رحمه الله:
لو فكّر الناس كلهم في سورة العصر لكفتهم.

التغلب بالصبر على الفاقة:
قال الشافعي رحمه الله:
أمطري لؤلؤا سماء سرنديـ
ـب وفيضي آبار تكرور تبرا
أنا ان عشت لست أعدم قوتا
واذا متّ لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسي
نفس حر ترى المذلة كفرا
واذا ما قنعت بالقوت عمري
فلما أزور زيدا وعمرا

صاحب الهوى:
قال الشافعي رحمه الله:
لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء ما قبلته.
فنون العلم:
قال الشافعي رحمه الله:
من تعلم القرآن عظمت قيمته.
ومن تكلم في الفقه نما قدره.
ومن كتب الحديث قويت حجته.
ومن نظر في اللغة رقّ طبعه.
ومن نظر في الحساب جزل رأيه.
ومن لم يصن نفسه, لم ينفعه علمه.

التوحيد:
قال الشافعي رحمه الله:
سئل مالك عن الكلام والتوحيد فقال:
محال أن نظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه علم أمّته الاستنجاء, ولم يعلمهم التوحيد, والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم:" أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله", فما عصم به الدم والمل حقيقة التوحيد.

المراء:
قال الشافعي رحمه الله:
المراء في الدين يقسي القلب, ويورث الضغائن.

عيب العلماء:
قال الشافعي رحمه الله:
لا عيب بالعلماء أقبح من رغبتهم فيما زهدهم الله فيه.

الكتاب والسنة:
قال الشافعي رحمه الله:
كل متكلم على الكتاب والسنة فهو الجدّ, وما سواهما فهو هذيان.

الأصول:
قال الشافعي رحمه الله تعالى:
الأصل القرآن أو السنة.
فان لم يكن فقياس عليهما.
واذا صحّ الحديث فهو سنّة.
والاجماع أكبر من الحديث المنفرد.
والحديث على ظاهره, واذا احتمل الحديث معاني. فما أشبه ظاهره.

فضل العلم:
قال الشافعي رحمه الله:
طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.
وقال: الحديث خير من صلاة التطوّع.

صيادلة وأطباء:
قال الشافعي رحمه الله لبعض أصحاب الحيث:
أنتم الصيادلة, ونحن الأطباء.

علمان:
قال الشافعي رحمه الله:
العلم علمان: علم الأبدان, وعلم الأديان.
علمان:
قال الشافعي رحمه الله:
العلم علمان:
علم الدين وهو الفقه.
وعلم الدنيا وهو الطب.
وما سواه من الشعر وغيره فعناء عسث.

العالم يسأل:
قال الشافعي رحمه الله:
العالم يسألأ عما يعلم, وعما لا يعلم, فيثبّت ما يعلم, ويتعلّم ما لا يعلم.
والجاهل يغضب من التعلّم, ويأنف من التعليم.

العدوان:
قال الشافعي رحمه الله:
بئس الزاد الى المعاد العدوان على العباد.

الفقه أولا:
قال الشافعي رحمه الله:
تفقّه قبل أن ترأس, فاذا رأست فلا سبيل الى التفقّه.

دقائق العلم:
قال الشافعي رحمه الله:
دققوا مسائل العلم, لئلا تضيع دقائقه.

جمال العلماء:
قال الشافعي رحمه الله:
جمال العلماء: كرم النفس, وزينة العلم: الورع والحلم.

مراقبة اللسان:
سئل الشافعي رحمه الله عن مسألة.
فقيل له: ألا تجيب رحمك الله!
فقال: حتى أدري الفضل في سكوتي أو في جوابي.

حب وحب:
قال الشافعي رحمه الله:
من ادعى أنه جمع بين حب الدنيا وحب خالقها في قلبه فقد كذب.

النجاة:
قال الشافعي رحمه الله:
اعلم أن من صدق الله مجا, ومن أشفق على دينه سلم من الردى, ومن زهد في الدنيا قرت عيناه بما يراه من الثواب لله تعالى غدا.

وقال:
من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الايمان:
ومن أمر بالمعروف وائتمر,
ونهى عن المنكر وانتهى.
وحافظ على حدود الله تعالى.

وقال أيضا:
كن فب الدنيا زاهدا, وفي الآخرة راغبا, واصدق الله تعالى في جميع أمورك, تنج مع الناجين.

النظافة:
قال الشافعي رحمه الله تعالى:
من نظف ثوبه, قلّ هممه, ومن طاب ريحه زاد عقله.

لا بد من ورد:
قال الشافعي رحمه الله:
لا بدّ للعالم من ورد من أعماله, يكون بينه وبين الله تعالى.

الاخلاص:
قال الشافعي رحمه الله:
لو اجتهد أحدكم كل الجهد على أن يرضي الناس كلهم عنه فلا سبيل له, فليخلص العبد عمله بينه وبين الله تعالى.

وقال أيضا:
لا يعرف الرياء الا المخلصون.

الحلال والحرام:
قال الشافعي رحمه الله:
ليس لأحد أن يقول في شيء حلال ولا حرام الا من جهة العلم.
وجهة العلم: ما نص في الكتاب أو في السنة أو في الاجماع أو في القياس, على هذه الأصول ما في معناها.
الفضائل أربع:
قال الشافعي رحمه الله:
الفضائل أربع:
احداها: الحكمة, وقوامها الفكرة.
والثانية: العفّة, وقوامها الشهوة.
والثالثة: القوة, وقوامها الغضب.
والرابعة: العدل, وقوامه في اعتدال قوى النفس.

الفقر:
قال الشافعي رحمه الله:
فقر العلماء اختيار, وفقر الجهلاء اضطرار.

عز التقوى:
قال الشافعي رحمه الله:
من لم تعزه التقوى فلا عز له.

طلب الفضول:
قال الشافعي رحمه الله تعالى:
طلب فضول الدنيا, عقوبة عاقب الله بها أهل التوحيد.

صدق الأخوة:
قال الشافعي رحمه الله:
من صدق في أخوّة أخيه: قبل علله, وسدّ خلله, وعفا عن زلاته.

النمام:
قال الشافعي رحمه الله:
من نمّ لك نمّ عليك, ومن نقل اليك نقل عنك.

ما ليس فيك:
قال الشافعي رحمه الله:
من اذا أرضيته قال فيك ما ليس فيك, كذلك اذا أغضبته قال فيك ما ليس فيك.

الرجل الكامل:
قال الشافعي رحمه الله:
لا يكمل الرجل الا بأربع: بالديانة, والأمانة, والصيانة, والرزانة.
التواضع والكبر:

قال الشافعي رحمه الله:
التواضع من أخلاق الكرام, والتكبّر من شيم اللئام.
التواضع يورث المحبة, والقناعة تورث الراحة.

حرص على العلم:
قال الشافعي رحمه الله للربيع:
لو قدرت أن أطعمك العلم لأطعمتك.
وقال:
وددت أن الخلق يتعلمون هذا العلم, ولا ينسب اليّ منه شيء.
وقال:
وددت أن كل علم أعلمه يعلمه الناس, وأوجر عليه, ولا يحمدوني.
تشجيع من أجل العلم:
قال الحامدي:
ربما ألقى الشافعي عليّ وعلى ابنه أبي عثمان المسألأة ويقول: أيكما أصاب فله دينار.

حاجة طلب العلم:
قال الشافعي رحمه الله:
طالب العلم يحتاج الى ثلاث خصال:
احداها: حسن ذات اليد.
والثانية: طول العمر.
والثالثة: أن يكون له ذكاء.

أنفع الذخائر:
قال الشافعي رحمه الله:
أنفع الذخائر التقوى, وآخرها العدوان.

سياسة الناس:
قال الشافعي رحمه الله:
سياسة الناس أشد من سياسة الدواب.

العاقل:
قال الشافعي رحمه الله:
العاقل من عقله عقله عن كل مذموم.


الكلام والأهواء:
قال الشافعي رحمه الله:
لأن يبتلى المرء بكل ما نهى الله عنه ما عدا الشرك به, خير من النظر في الكلام, فاني والله اطلعت من أهل الكلام على شيء ما ظننته قط.

وقال:
لأن يلقى العبد الله بكل ذنب ما خلا الشرك به, خير من أن يلقاه بشيء من الأهواء.

وقال:
من ارتدى بالكلام لا يفلح.

وقال:
لو علم الناس ما في الكلام والأهواء, لفروا منه كما يفرون من الأسد.

وقال: اياكم والنظر في الكلام, فان رجلا لو سئل عن مسألة في الفقه فأخطأ فيها, أو سئل عن رجل قتل رجلا, فقال: ديته بيضة, كان أكبر شيء أن يضحك فيه, ولو سئل عن مسألة في الكلام فأخطأ فيها, نسب الى البدعة.

القناعة والحرية:
قال الشافعي رحمه الله:
من غلبته شدة شهوة الدنيا, لزمته العبودية لأهلها, ومن رضي بالقنوع, زال عنه الخضوع.


صحبة الاخوان:
قال الشافعي رحمه الله:
ليس سرور يعدل صحبة الاخوان, ولا غمّ يعدل فراقهم.

وثاق واطلاق:
قال الشافعي رحمه الله:
كم برّك فقد أوثقك, ومن جفاك فقد أطلقك.

فوق ما يساوي:
قال الشافعي رحمه الله:
من سام بنفسه فوق ما يساوي, ردّه الله تعالى الى قيمته.

وقال:
من تزيّن بباطل هتك الله ستره.

وقال:
التكبّر من أخلاق اللئام.

السفيه مع الفقيه:
قال الشافعي رحمه الله:
ينبغي للفقيه أن يكون معه سفيه ليسافه عنه.



الراشدون:
قال الشافعي رحمه الله:
الخلفاء خمسة: أبو بكر, وعمر, وعثمان, وعلي, وعمر بن عبد العزيز.

مسألة لا تنسى:
قال الشافعي رحمه الله:
من ضحك منه في مسألة لم ينسها أبدا.

حلية العالم:
قال الشافعي رحمه الله:
رتبة العلماء التقوى, وحليتهم حسن الخلق, وجمالهم كرم النفس.

من لا يحب العلم:
قال الشافعي رحمه الله:
اذا رأيتم الكتاب فيه الحاق واصلاح, فاشهدوا له بالصحة..

علم العربية:
قال الشافعي رحمه الله:
أصحاب العربية جنّ الانس, يبصرون ما لا يبصر غيرهم.

حد العقل:
قال الشافعي رحمه الله:
ان للعقل حدا ينتهي اليه, كما أن للبصر حدا ينتهي اليه.

عالم وطبيب:
قال الشافعي رحمه الله:
لا تسكنن بلدا لا يكون فيه عالم يفتيك عن دينك, ولا طبيب ينبئك عن أمر بدنك.

الحرص على المروءة:
قال الشافعي رحمه الله:
لو علمت أن شرب الماء البارد ينقص مروءتي, ما شربته الا حارا.

أهل المروءة:
قال الشافعي رحمه الله:
أهل المروءة في جهد.

الشفاعة:
قال الشافعي رحمه الله:
الشفاعات زكاة المروءات.

أولويات:
قال الشافعي رحمه الله:
اذا كثرت الحوائج, فابدأ بأهمها.

كتمان السر:
قال الشافعي رحمه الله:
من كتم سرّه كانت الخيرة في يده.

أصحاب العاهات:
قال الشافعي رحمه الله:
احذر الأعور, والأحول, والأعرج, والأحدب, والأشقر, والكوسج, وكل من به عاهة في بدنه, وكل ناقص الخلق فاحذره, فان فيه التواء, ومخالطته عسرة.

أولياء الله:
قال الشافعي رحمه الله:
ان لم يكن العلماء العاملون أولياء الله, فلا أعلم لله وليّا.

يطير في الهواء:
قال يونس بن عبد الأعلى: قلت للشافعي:
ان صاحبنا, يعني الليث بن سعد, كان يقول: اذا رأيتم الرجل يمشي على الماء فلا تغتروا, حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة.

ميدان الألفاظ:
ذاك الشافعي رحمه الله:
أقدر الفقهاء على المناظرة: من عوّد لسانه على الركض في ميدان اللفاظ, ولم يتلعثم اذا رمقته العيون والألحاظ.

تعزية:
مات لعبد الرحمن بن مهدي ابن, فجزع عليه جزعا شديدا, حتى امتنع عن الطعام والشراب, فبلغ ذلك محمد بن ادريس الشافعي, فكتب اليه:
أما بعد:
فعزّ نفسك بما تعزّي به غيرك, واستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك.
واعلم أن أمضّ المصائب فقد سرور مع حرمان أجر, فكيف اذا اجتمعا على اكتساب وزر؟ فأقول:
اني معزيك لا أني على ثقة
من الخلود ولكن سنة الدين
فما المعزّى بباق بعد صاحبه
ولا المعزّي ولو عاشا الى حين
قال: فكانوا يتهادونه بينهم بالبصرة.

العلم للدنيا والآخرة:
قال الشافعي رحمه الله:
من أراد الدنيا فعليه بالعلم, ومن أرادالآخرة فعليه بالعلم.





مواعظ الشافعي
شعرا

شعر الامام الشافعي

لا شك بأن الامام الشافعي يملك موهبة شعرية جيدة, واو أراد لكان من الشعراء المجلين في عصره, ولكنه انصرف عن ذلك الى السنة والفقه.. وترك الشعر لأنه لا يتناسب مع العلم, ويزري بالعالم. وهو القائل:

ولولا الشعر بالعلماء يزري
لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الورى من كل ليث
وآل مهلب وبني يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي
حسبت الناس كلهم عبيدي
ومع ذلك فقد ترك شعرا جيدا.
قال: المبرد:" رحم الله الشافعي فانه كان من أشعر الناس, وآداب الناس وأعرفهم بالقرآن".
" وأكثر موضوعاته الشعرية تمليها عليه مناسبة عابرة, أو حكمة اجتماعية أو دينية, أو تجربة من تجاربه مع الناس والحياة, وأكثر شعره مما يصلح أن يتمثل به في كل ما قيل فيه".
وأختار بعض شعر الامام ما يدخل في موضوع بحثنا.


ربّ أشعث

لما أشخص الشافعي الى سرّ من رأى, دخلها وعليه أطمار رثة, وطال شعره, فتقدم الى مزين فاستقذره لما رأى من رثاثته, فقال له: تمضي الى غيري, فاشتد على الشافعي, فالتفت الى غلام كان معه فقال: ايش معك من النفقة؟ قال: عشرة دنانير, فقال: ادفعها الى المزين, فدفعها الغلام اليه, فولى الشافعي وهو يقول:
عليّ ثياب لو يباع جميعها
بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو يقاس بمثلها
جميع الورى كانت أجل وأخطرا
فما ضرّ نصل السيف اخلاق غمده
اذا كان غضبا حيث أنقذته برا
فان تكن الأيام أزرت ببذلتي
فكم من حسام في غلاف تكسرا

أنطقتهم الدراهم

قال الشافعي رحمه الله:
وأنطقت الدراهم بعد صمت
أناسا بعدما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل
ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا


الأنس بالوحدة
قال الشافعي رحمه الله:
ليت الكلاب لنا كانت مجاورة
وليتنا لا نرى مما نرى أحدا
ان الكلاب لتهدأ في مواطنها
والناس ليس بهاد شرّهم أبدا
فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتها
تبقى سعيدا اذا ما كنت منفردا

اضاعة العلم
لما دخل الشافعي على مصر, أتاه جلة أصحاب مالك, وأقبلوا عليه, فابتدأ يخالف أصحاب مالك في مسائل, فتنكّروا له. فقال:
أأنثر درا وسط سارحة النعم
وأنظم منثورا لراعية الغنم؟
لعمري لئن ضيّعت في شرّ بلدة
فلست مضيّع بينهم غرر الحكم
فان فرّج الله الطيف بلطفه
وصادفت أهلا للعلوم وللحكم
بثثت مفيدا واستفدت ودادهم
والا فمكنون لديّ ومكتتم
فمن منح الجهال علما أضاعه
ومن منع المستوجبين فقد ظلم.


الرضا بالقدر
دع الأيام تفعل كما تشاء
وطب نفسا اذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء
ورزقك ليس ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء
ومن نزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن
اذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الايام تغدر كل حين
فما يغني عن الموت الدواء

القناعة
قال الشافعي رحمه الله:
اذا ما كنت ذا قبل قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء


السخاء
قال الشافعي رحمه الله:
وان كثرت عيوبك في البرايا
وسرّك أن يكون لها غطاء
تستّر بالسخاء فكل عيب
يغطّيه , كما قيل, السخاء
ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النار للظمآن ماء

سهام الليل
قال الشافعي رحمه الله:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن
لها أمد وللأمد انقضاء

تأمّل
قال لشافعي رحمه الله:
تموت الأسد في الغابات جوعا
ولحم الضأن تأكله الكلاب
وعبد قد ينام على حرير
وذو نسب مفارشه التراب


نذر المنيّة
قال الشافعي رحمه الله:
أأنعم عيشا بعدما حلّ عارضي
طلائع شيب ليس يغني خضابها
اذا اصفرّ لون المرء وابيضّ شعره
تنغضّ من أيامه مستطابها
فدع عنك سوءات الأمور فانها
حرام على نفس التقي ارتكابها

زكاة الجاه
قال الشافعي رحمه الله:
وأدّ زكاة الجاه واعلم بأنها
كمثل زكاة المال تمّ نصابها
وأحسن الى الأحرار تملك رقابهم
فخير تجارات الكرام اكتسابها

الدنيا سراب
ومن يذق الدنيا فاني طعمتها
وسيق الينا عذبها وعذابها
فلم أرها الا غرورا وباطلا
كما لاح في ظهر الفلاة سرابها
وما هي الا جيفة مستحيلة
عليها كلاب همّهنّ اجتذابها
فان تجنّبتها كنت سلما لأهلها
وان تجتذبها نازعتك كلابها
فطوبى لنفس أولعت قعر دارها
مغلّقة الأبواب مرخيّ حجابها

السفيه
اذا نطق السفيه فلا تجبه
فخير من اجابته السكوت
فان كلمته فرّجت عنه
وان خليّته كمدا يموت

وقال أيضا:
يخاطبني السفيه بكل قبح
فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما
كعود زاده الاحراق طيبا

غنى النفس
قال الشافعي رحمه الله تعالى:
غنيّ بلا مال عن الناس كلهم
وليس الغنيّ الا عن الشيء لا به


العفو والمداراة
قال الشافعي رحمه الله:
لما عفوت ولم أحقد على أحد
أرحت نفسيا من همّ العداوات
اني أحييّ عدوي عند رؤيته
لأدفع الشرّ عني بالتحيّات

الجود الكبير
يا لهف نفسي على مال أجود به
على المقلّين من أهل المروءات
ان اعتذاري الى من جاء يسألني
ما ليس عندي لمن احدى المصيبات

الشدائد
ولربّ نازلة يضيق لها الفتى
ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج

تسليم:
أسلّم إذا أراد الله أمرا
فأترك ما أريد لما يريد


احذر صفو الليالي

أحسنت ظنّك بالأيام اذا حسنت
ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
وسالمتك الليلي فاغتررت بها
وعند صفو الليالي يحث الكدر

الصديق عند الضيق
صديقا ليس ينفع يوم بؤس
قريب من عدوّ في القياس
وما يبقى الصديق بكل عصر
ولا الاخوان الا للتآسي
عمرت الدهر ملتمسا بجهدي
أخا ثقة فألهاني التماسي
تنكّرت البلاد ومن عليها
كأن أناسها ليسوا بناسي

لو كان حبّك صادقا

تعصي الإله وأنت تظهر حبه
هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع


الطمع والهوان

أمتّ مطامعي فأرحت نفسي
فان النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع وكان ميتا
ففي احيائه عرض مصون
اذا طمع يحلّ بقلب عبد
علته مهانة وعلاه هون

الحظ والرزق

قال الشافعي رحمه الله:
ان الذي رزق اليسار فلم يصب
حمدا ولا أجرا لغير موفّق
فالجدّ يدني كل شيء شاسع
والجد يفتح كل باب مغلق
فاذا سمعت بأن مجدودا حوى
عودا فأثمر في يديه فصدّق
واذا سمعت بأن محروما أتى
ماء ليشربه فغاض فحقق
لو كان بالحيل الغني لوجدتني
بنجوم أقطار السماء تعلقي
لكن من رزق الحجا حرم الغنى
ضدان مفترقان أي تفرّق
وأحق خلق الله بالهمّ أمرؤ
ذو همّة يبلى برزق ضيّق
ومن الدليل على القضاء وكونه
بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق

الحسد

وذي حسد يغتابني حيث لا يرى
مكاني ويثني صالحا حين أسمع
تورّعت أن أغتابه من ورائه
وما هو اذ يغتابني يتورّع

يا واعظ الناس

قال الشافعي رحمه الله:
يا واعظ الناس عمّا أنت فاعله
يا من يعدّ عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من عيب يدنّسه
ان البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها
وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها
ان السفينة لا تجري على اليبس

شكوى

شكوت الى وكيع سوء حفظي
فأرشدني الى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
ونور الله لا يهدى لعاصي

حب الصالحين

قال الشافعي رحمه الله:
أحبّ الصالحين ولست منهم
لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي
ولو كنا سواء في البضاعة

حسن النصيحة

تعمّدني بنصحك في انفرادي
وجنّبني النصيحة في الجماعة
فان النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه


الغربة
إن الغريب له مخافة سارق
وخضوع مديون وذلّة موثق
فاذا تذكّر أهله وبلاده
ففؤاده كجناح طير خافق

اعمل بنفسك
ما حكّ جلدك مثل ظفرك
فتولّ أنت جميع أمرك

صيانة النفس
صن النفس واحملها على ما يزينها
تعش سالما والقول فيك جميل
ولا تولّين الناس الا تجمّلا
نبا بك دهر أو جفاك خليل
وان ضاق رزق اليوم فاصبر الى غد
عسى نكبات الدهر عنك تزول

قلة الاخوان
ولا خير في ودّ امرىء متلوّن
اذا الريح مالت, مال حيث تميل
وما أكثر الاخوان حين تعدّهم
ولكنهم في النائبات قليل

المرء بعلمه
تعلّم فليس المرء يولد عالما
وليس أخو علم كمن هو جاهل
وان كبير القوم لا علم عنده
صغير اذا التفّت عليه الجحافل
وانّ صغير القوم وان كان عالما
كبير اذا ردّت اليه المحافل

حب آل البيت

يا آل بيت الرسول حبّكم
فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظم الفخر أنكم
من لم يصل عليكم لا صلاة له

وقال:
يا راكبا قف بالمحصّب من منى
واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحرا اذا فاض الحجيج اذا منى
فيضا كمتلطم الفرات الفائض
ان كان رفضا حب آل محمد
فليشهد الثقلان اني رافضي


حفظ اللسان

احفظ لسانك أيها الانسان
لا يلدغنّك انه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه
كانت تهاب لقاءه الأقران

نعيب زماننا

نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزمانا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لكان هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعض عيانا

وللناس أعين

اذا رمت أن تحيا سليما من الرّدى
ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطقن منك اللسان بسوأة
فكلك سوءات وللناس أعين
وعيناك ان أبدت اليك معائبا
فدعها, وقل: يا عين للناس أعين
سفينة الأعمال
إن لله عبادا فطنا
تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحيّ وطنا
جعلوها لجّة واتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا

ترك الهموم
سهرت أعين ونامت عيون
في أمور تكون أو لا تكون
فادرﺇ الهمّ ما استطعت عن النف
س فحملانك الهموم جنون
ان ربا كفاك بالأمس ما كا
ن سيكفيك في غد ما يكون

عين الرضا
عين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكنّ عين السخط تبدي المساويا
ولست بهيّاب من لا يهابني
ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
فان تدن مني تدن منك مودتي
وان تنأ عني, تلقني عنك نائيا
كلانا غنيّ عن أخيه حياته
ونحن اذا متنا أشد تغانينا
العلم الحق
كل العلوم سوى القرآن مشغلة
الا الحديث والا الفقه في الدين
العلم ما كان فيه: قال, حدثنا
وما سوى ذاك وسواس الشياطين

على أبواب الآخرة
دخل المزني على الشافعي رحمه الله في مرضه الذي توفي فيه, فقال له: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟
فقال: أصبحت من الدنيا راحلا, وللاخوان مفارقا, ولسوء عملي ملاقيا, ولكأس المنيّة شاربا, وعلى الله تعالى واردا.
ولا أدري أروحي تصير الى الجنة فأهنيها, أم الى النار فأعزيها.
ثم بكى وأنشأ يقول:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرضا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظم
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجود وتعفو منّة وتكرّما.

والحمد لله الذي وفقنا لانهاء هذا العمل لنشر الخير والفائدة على أبناء المسلمين.
الجمعة في 29 آذار 2002 ميلادية,
الموافق في 15 محرّم 1413 هجرية,
وعذرا على التقصير منا ومن جميع المسلمين للدين أولا ولعلماء المسلمين ثانيا.

من المراجع

حلية الأولياء, للحافظ الأصبهاني.
صفوة الصفوة, لابن الجوزي.
البداية والنهاية لابن كثير.
سير أعلام النبلاء للذهبي.
الطبقات الكبرى للشعراني.
احياء علوم الدين للامام الغزالي.
العقد الفريد لابن عبد ربه.
رسالة المسترشدين للمحاسبي تحقيق أبي غدّة.
الزهد الكبير للبيهقي.
صفحات من صبر العلماء لعبد الفتاح أبي غدّة.
الاستقامة لابن تيمية.
جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر.
مناقب الامام الشافعي, لابن كثير.
آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم الرازي.
الامام الشافعي لعبد الغني الدقر.
طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى.
ديوان الامام الشافعي, جمعه محمد عفيف الزغبي.
شذرات المذاهب لابن عماد الحنبلي.

القواعد الفقهية للأستاذ شيخ أحمد بوصو








من إعداد
شيخ أحمد بن محمد الفاضل بوسو، الطوباوي








بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

1- تعريف القواعد الفقهية:
يعرف هذا الفن باعتبارين:
الاعتبار الأول: كونه مركبا:
- القاعدة في لغة العرب: الأساس، وقاعدة البيت أساسه؛ ومنه قوله تعالى: "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة: 127)".
واصطلاحا: "قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها".
- الفقه في اللغة: الفهم، يقال: فقه الرجل؛ إذا فهم. ومنه قوله تعالى: "وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ" (الإسراء: من الآية: 44).
واصطلاحا: "معرفة الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد".
الاعتبار الثاني: كونه علما، ولقبا لهذا الفن:
اختلفت عبارات العلماء في تعريفها على أقوال، والمختار منها:
"حكم كلي فقهي يتعرف منه حكم الجزئيات الفقهية مباشرة في أكثر من باب".
2- فوائد دراسة القواعد الفقهية:
- تكوين الملكة الفقهية لدى طالب العلم، فيمكنه من معرفة سر الفقه، ومسائله.
- حفظ الفروع الفقهية، فالقواعد مثل المصباح يضيء ذاكرة طالب العلم.
- إدراك مقاصد الشريعة.
- إظهار رونق الفقه، حيث تبين أن للفقه ضوابط تضبطه، وليس مجرد مسائل منثورة لا يمكن حصرها.
قال القرافي: "وهذه القواعد مهمة في الفقه، وعظيمة النفع، وبقدر الإحاطة بها يعظم قدر الفقيه، ويشرف، وتتضح مناهج الفتوى وتعرف، ويظهر رونق الفقه ويكشف".
وقال السبكي: "إن دراسة القواعد أهم من دراسة الفروع إذا لم يتسع الوقت للجميع".
3- ميزة القواعد الفقهية، ومكانتها في الشريعة:
أ- أنها تمتاز بإيجاز عبارتها مع عموم معناها وسعة استيعابها للمسائل الجزئية.
ب- أنها تمتاز بأن كلا منها ضابط يضبط فروع الأحكام العملية، ويربط بينها برابطة تجمعها، وإن اختلفت موضوعاتها وأبوابها.
ج- أنها قواعد كثيرة جدا غير محصورة بعدد، وهي منثورة في كتب الفقه العام، والفتاوى، والأحكام.
3- الفرق بين القواعد الفقهية، وغيرها:
من تمام التعريف؛ أن نعرف الفرق بين المعرَّف، وما يشابهه من الفنون؛ لأن مقصود التعريف هو التمييز.
ويضاف إلى الفقه من الفنون أربعة:
أ‌- أصول الفقه. ب- قواعد الفقه. ج- ضوابط الفقه. د- نظريات الفقه.
أولا: الفرق بين قواعد الفقه، وأصول الفقه:
هناك فروق كثيرة بينهما، نذكر منها أهمها:
- أن القاعدة الفقهية يعرف منها الحكم مباشرة، وأما القاعدة الأصولية فلا يعرف منها حكم المسألة الفقهية مباشرة.
- أن عمل القواعد الفقهية فيما يصدر من المكلفين من أقوال وأعمال، وأن عمل أصول الفقه في الأدلة الشرعية.
- أن العمل بأصول الفقه للمجتهدين، والعمل بقواعد الفقه للمفتين.
- أن أصول الفقه وسيلة لاستنباط الأحكام الفقهية، وأن قواعد الفقه وسيلة لحفظ الأحكام الفقهية.
- أن مباحث أصول الفقه أربعة؛ وهي: الأحكام، والأدلة، وكيفية الاستدلال، وحال المستفيد، ومباحث قواعد الفقه ليس فيها هذه المباحث.
ثانيا: الفرق بين قواعد الفقه، وضوابط الفقه:
الضابط الفقهي: حكم كلي تكون أحكامه الفرعية متعلقة بباب واحد.
وبعض علماء القواعد لا يفرقون بين القاعدة والضابط.
وأكثر علماء القواعد فرقوا بينهما؛ فقالوا:
1- إن القاعدة تدخل في أبواب متعددة، مثال ذلك: "الأمور بمقاصدها" نأخذ منها وجوب نية الصلاة في باب الصلاة، ونأخذ منها في البيع أن المقاصد معتبرة...
بينما الضابط الفقهي يكون خاصا بباب واحد، مثال ذلك: (لا تجب زكاتان في مال) فهذا ضابط متعلق بباب الزكاة فقط.
2- أن القاعدة الفقهية في الأغلب متفق على مضمونها بين المذاهب، أو أكثرها. وأما الضابط فهو يختص بمذهب معين، بل منه ما يكون وجهة نظر فقيه واحد في مذهب معين قد يخالفه فيه فقهاء آخرون من المذهب نفسه.
4- أقسام القواعد الفقهية:
تنقسم القواعد الفقهية إلى أقسام عديدة باعتبارات متعددة:
أ‌- باعتبار شمولها، واستقلالها:
تنقسم إلى قسمين:
- قواعد كلية؛ وهي التي لا تندرج تحت قاعدة أخرى، وإنما هي مستقلة بذاتها، وهي على ضربين:
== قواعد كلية كبرى؛ وهي القواعد الخمس المحصورة:
1- الأمور بمقاصدها. 2- المشقة تجلب التيسير. 3- اليقين لا يزول بالشك. 4- الضرر يزال-أو لا ضرر ولا ضرار. 5- العادة محكمة.
== قواعد كلية؛ وهي ما كانت دون القواعد الخمس الكبرى، مع استقلالها؛ كقاعدة: "الإيثار بالقرب مكروه".
- قواعد مندرجة؛ وهي القواعد التي تدخل تحت قواعد أخرى؛ كقاعدة: "الأصل بقاء ما كان على ما كان" فهي مندرجة تحت قاعدة: "اليقين لا يزول بالشك".
ب‌- تقسيمها باعتبار الصيغة:
- قواعد خبرية؛ أي: تصاغ بصيغة الخبر؛ إشارة إلى عدم وجود خلاف فيها؛ مثل: الضرر يزال.
- قواعد استفهامية؛ أي: تصاغ بصيغة الاستفهام؛ إشارة إلى وجود خلاف فيها؛ مثل: هل العبرة بصيغ العقود، أم بمعانيها؟
5- نماذج من المؤلفات في القواعد الفقهية:
أ- في المذهب الحنفي:
# أصول الكرخي (الأصول التي عليها مدار كتب أصحابنا). لأبي الحسن عبيد الله بن الحسن الكرخي (ت340هـ).
# تأسيس النظر. لعبيد الله بن عمر الدبوسي، (ت430هـ).
# الأشباه والنظائر. لابن نجيم الحنفي، (ت970هـ).
ب - في المذهب المالكي:
# الفروق (أنوار البروق في أنواء البروق) لأبي العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي (القرافي) (ت684هـ).
# القواعد. لأبي عبد الله محمد بن محمد المقري المالكي، (ت758هـ).
# إيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك. لأحمد بن يحيى الونشريسي، (ت914هـ).
ج – في المذهب الشافعي:
# قواعد الأحكام في مصالح الأنام. للعز بن عبد السلام، (ت660هـ).
# الأشباه والنظائر. لابن الوكيل، (ت716هـ).
# المنثور في القواعد. لمحمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي، (ت794هـ).
# الأشباه والنظائر. للسيوطي، (ت911هـ).
د- في المذهب الحنبلي:
# القواعد النورانية الفقهية. لشيخ الإسلام بن تيمية، (ت728هـ).
# تقرير القواعد، وتحرير الفوائد. (القواعد). لابن رجب الحنبلي، (795هـ).
# خاتمة (مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام). لابن عبد الهادي، واشتهر أيضا بابن المبرد، (ت909هـ).
* * *

مفردات القاعدة:
اليقين: طمأنينة القلب على حقيقة الشيء. يقال: يقِن الماء في الحوض؛ إذا استقر فيه.
الشك في اللغة: التردد بين النقيضين دون ترجيح لأحدهما.
والشك عند الفقهاء: تردد الفعل بين الوقوع وعدمه.
وأما الشك في اصطلاح الأصوليين: فهو استواء طرفي الشيء، فإن ترجح أحدهما ولم يطرح الآخر فهو ظن، فإن طرحه فهو غالب الظن، وهو بمنزلة اليقين. وإن لم يترجح فهو وهم.
معنى القاعدة:
أن الأمر المتيقن ثبوته لا يرتفع إلا بدليل قاطع، ولا يحكم بزواله لمجرد الشك، كذلك الأمر المتيقن عدم ثبوته لا يحكم بثبوته بمجرد الشك؛ لأن الشك أضعف من اليقين فلا يعارضه ثبوتا وعدما.
دليل القاعدة:
أ- من القرآن الكريم:
قوله تعالى: "وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا" (يونس: 36).
ب- من السنة:
قوله-صلى الله عليه وسلم-: "إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا" رواه مسلم.
ج- من العقل:
أن اليقين أقوى من الشك؛ لأن في اليقين حكما قطعيا جازما فلا ينهدم بالشك.
مكانة القاعدة:
قال السيوطي: هذه القاعدة تدخل في جميع أبواب الفقه والمسائل المخرجة عليها تبلغ ثلاثة أرباع الفقه أو أكثر.
أمثلة القاعدة:
= إذا ثبت دين على شخص، وشككنا في وفائه، فالدين باق.
= إذا وقع النكاح بين رجل وامرأة بعقد صحيح، ثم وقع الشك في الطلاق، فالنكاح باق.
= المتيقِّن للطهارة إذا شك في الحدث فهو متطهر عند الأئمة الثلاثة، خلافا للإمام مالك الذي يرى أنه يجب عليه الطهارة بناء على قاعدة تقول: "الشك في الشرط مانع من ترتب المشروط".
* * *
القواعد الكلية الفرعية المندرجة تحت قاعدة: "اليقين لا يزول بالشك"
القاعدة الأولى: [الأصل بقاء ما كان على ما كان]
معنى القاعدة:
أن ما ثبت على الحال في الزمان الماضي –ثبوتا أو نفيا- يبقى على حاله، ولا يتغير ما لم يوجد دليل يغيره.
فروع هذه القاعدة:
= من تيقن الطهارة، وشك في الحدث فهو متطهر. أو تيقن الحدث، وشك في الطهارة فهو محدث.
= من أكل آخر النهار-بلا اجتهاد- وشك في الغروب، بطل صومه؛ لأن الأصل بقاء النهار. وأما من أكل آخر الليل، وشك في طلوع الفجر صح صومه؛ لأن الأصل بقاء الليل.


القاعدة الثانية: [الأصل براءة الذمة]
مفردات القاعدة:
الذمة في اللغة: العهد والأمان.
والذمة عند الفقهاء: أهلية الإنسان لتحمل عهدة ما يجري بينه وبين غيره من العقود الشرعية أو التصرفات.
المعنى الفقهي للقاعدة:
القاعدة المستمرة أن الإنسان بريء الذمة من وجوب شيء أو لزومه، وكونه مشغول الذمة خلاف الأصل.
فروع القاعدة:
= إذا ادَّعى رجل على بكر بالغة أن زوجها زوَّجها منه قبل استئذانها، فلما بلغها سكتت، وقالت: بل رددت. فالقول لها في الراجح؛ لأن الزوج يدعي سكوتها؛ ليتملك بضعها من غير ظاهر معه، وهي تنكر، والظاهر هو الاستمرار على الحالة المتيقنة، وهي عدم ورود الْمِلْك عليها الذي هو الأصل، فكانت متمسكة بالظاهر.
أما إن أقام الزوج البينة على سكوتها فيعمل بها.

القاعدة الثالثة: [ما ثبت بيقين لا يرتفع إلا بيقين]
معنى القاعدة:
هذه القاعدة بيان للقاعدة الكبرى؛ لأن اليقين إذا لم يزل بالشك فهو يزول ويرتفع بيقين مثله.
فروع القاعدة:
= من عليه دين، وشك في قدره، لزمه إخراج القدر الـمُتيَقَّن به إبراء الذمة.
= لو شك أصلى ثلاثا أم أربعا؟ أتى برابعة.
القاعدة الرابعة: [الأصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته]
معنى القاعدة:
إذا وقع اختلاف في زمن حدوث أمر-ولا بينة- ينسب هذا الأمر إلى أقرب الأوقات إلى الحال، ما لم يثبت نسبته إلى زمن أبعد؛ لأن وجود الحادث في الوقت الأقرب مُتَيَقَّن، وفي الأبعد مشكوك.
فروع القاعدة:
= من رأى في ثوبه منيا، ولم يذكر احتلاما، لزمه الغسل، تجب عليه إعادة كل صلاة صلاها من آخر نومة نامها فيه.
= إذا ادَّعت الزوجة أن زوجها طلقها أثناء مرض الموت، وادَّعى الورثة أنه طلقها في حال صحته، فالقول للزوجة؛ لأن الأمر الحادث المختلف على زمن وقوعه هنا هو الطلاق، فيجب أن يضاف إلى الزمن الأقرب ، وهو مرض الموت.
القاعدة الخامسة: [هل الأصل في الأشياء الإباحة؟]
اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
القول الأول: الأصل في الأشياء الإباحة. وهو قول الجمهور.
ومن أدلتهم:
أ‌- قوله تعالى: " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا" (البقرة:29).
ب‌- قوله تعالى: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ" (الأعراف: 32)".
ت‌- قوله-صلى الله عليه وسلم-: "أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته".
أ‌- أن الانتفاع بالمباح انتفاع بما لا ضرر فيه على المالك-وهو الله عز وجل- قطعا، ولا على المنتفع، فوجب أن لا يمتنع.
القول الثاني: الأصل في الأشياء الحظر. وبه قال بعض الشافعية والحنفية، وبعض المعتزلة.
ومن أدلتهم:
أ‌- قوله تعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ" (النحل: 116).
ووجه الدلالة من الآية: أن التحليل والتحريم ليس إلينا، وإنما إلى الله تعالى.
وأجيب عن ذلك بأن القائلين بالإباحة لم يقولوا بذلك من جهة أنفسهم، بل استدلوا بدليل من الكتاب والسنة.
ب‌- أن التصرف في ملك الغير بغير إذنه لا يجوز، والقول بالإباحة دون دليل تصرف في ملك الله بغير إذنه، وهذا باطل.
وأجيب عن هذا الاستدلال بأن ذلك بالنسبة للعباد؛ لأنهم يصيبهم الضرر عند التصرف في أملاكهم بغير إذنهم، وأما بالنسبة لله عز وجل فذلك غير وارد.
القول الثالث: الوقف. وبه قال بعض الحنفية، وأبو الحسن الأشعري، وأبو بكر الصيرفي.
ودليلهم:
أن الأدلة تعارضت فلم يترجح واحد منها.
ويظهر أثر هذا الخلاف فيما أشكل حاله من الحيوانات، والنباتات، والأطعمة، والأشربة...التي لم يدل دليل على تحريمها، أو تحليلها، ولا كان يضر مستعمله.
القاعدة السادسة: [الأصل في الأبضاع التحريم].
مفردات القاعدة:
الأبضاع: جمع بُضْع؛ وهو الفرج-كناية عن النساء والنكاح-.
معنى القاعدة:
أن الأصل في النكاح الحرمة، وأبيح لضرورة حفظ النسل ولذلك لم يُبِحْه الله-سبحانه وتعالى- إلا بإحدى طريقتين: هما العقد، وملك اليمين، وما عداهما فهو محظور.
فروع القاعدة:
= امتنع الاجتهاد فيما إذا اختلطت محرمة -بنسب أو رضاع- بنسوة قرية محصورات؛ لأنه ليس أصلهن الإباحة حتى يتأيد الاجتهاد باستصحابه، وإنما جاز النكاح في غير صورة المحصورات رخصة من الله؛ لئلا ينسد باب النكاح.
القاعدة السابعة: [لا عبرة للدلالة في مقابلة التصريح].
مفردات القاعدة:
العبرة: الاعتداد.
الدلالة: المراد بها هنا غير اللفظ من حال أو إشارة أو عرف أو يد أو غير ذلك.
الصريح عند العلماء: ما كان المراد منه ظاهرا ظهورا بينا نطقا أو كتابة.
معنى القاعدة:
أن التصريح بالمراد أقوى من الدلالة، فإذا تعارضا-أي: الصريح والدلالة- فلا عمل للدلالة ولا اعتداد بها، وأما عند عدم التعارض فيعمل بالدلالة لأنها في حكم التصريح وقوته، وهذا في المواضع التي جعلوا النطق السكوت.
فروع القاعدة:
= الأمين له السفر بالوديعة دلالة، فأما إذا نهاه المودع عن السفر بها صراحة فليس له السفر بها؛ لأن التصريح أقوى من الدلالة.
= لو تُصُدِّق على إنسان فسكت الـمُتصدَّق عليه يثبت له الملك، ولا حاجة إلى قوله: قبلت. لكن لو صرح بالرد والرفض لا يملك؛ لأن الصريح أقوى من الدلالة.
القاعدة الثامنة: [لا ينسب إلى ساكت قول، ولكن السكوت في معرض الحاجة إلى البيان بيان].
معنى القاعدة:
تشتمل هذه القاعدة على فقرتين:
الفقرة الأولى: (لا ينسب إلى ساكت قول) تفيد أن الشرع حيث ربط معاملات الناس بالعبارات الدالة على المقاصد، فما جعل للسكوت حكما ينبني عليه شيء كما تبنى عليه الأحكام على الألفاظ.
الفقرة الثانية: (ولكن السكوت في معرض الحاجة إلى البيان بيان) أفادت أن السكوت في حكم النطق، وذلك في كل موضع تمس الحاجة فيه إلى البيان.
فروع الفقرة الأولى:
= إذا سكتت الثيب عند الاستئذان في النكاح لم يقم سكوتها مقام الإذن قطعا.
= لو أتلف شخص مال آخر وصاحب المال يشاهد وهو ساكت، لا يكون سكوته إذنا بالإتلاف، بل له أن يضَمِّنه.
فروع الفقرة الثانية:
= سكوت البكر عند استئمار وليها قبل التزويج يعد قبولا.
= سكوت المتصدَّق عليه يعتبر قبولا.
القاعدة التاسعة: [لا عبرة بالتوهم].
مفردات القاعدة:
التوهم: التخيل والتمثُّل في الذهن، وهو أدنى درجة من الظن أو الشك.
معنى القاعدة:
لا يثبت حكم شرعي استنادا إلى وهم، كما لا يجوز تأخير الشيء الثابت بصورة قطعية بوهم طارئ.
فروع القاعدة:
= لو اشتبهت عليه القبلة فصلى إلى جهة بدون تَحَرٍّ ولا اجتهاد، لا تصح صلاته؛ لابتنائها على مجرد الوهم.
القاعدة العاشرة: [لا عبرة بالظن البَيِّن خطؤه].
مفردات القاعدة:
الظن: إدراك الاحتمال الراجح الذي ظهر رجحانه على نقيضه بدليل معتبر.
معنى القاعدة:
إذا بُنِيَ فعل من حكم أو استحقاق على ظن ثم تبين خطأ ذلك الظن فيجب عدم اعتبار ذلك الفعل أو إلغاؤه.
فروع القاعدة:
= المجتهد في المسائل الظنية إذا عرض له استنباط أو دليل آخر أقوى فيجب عليه الرجوع عن قوله الأول إلى ذلك القول الآخر؛ لأن القول الأول ثبت أنه كان مبنيا على ظن خاطئ.
= لو ظن أنه متطهر فصلى، ثم تبين له الحدث، أو ظن دخول الوقت، فصلى، ثم تبين أنه صلى قبل الوقت، أو ظن طهارة الماء، فتوضأ به، ثم تبين أنه نجس، ففي ذلك كله لا اعتداد بظنه؛ لأنه ظن تبين خطؤه.
* * *

مفردات القاعدة:
الأمور: جمع أمر بمعنى الحال، والشأن، وهو المراد بالقاعدة، ومنه قوله تعالى: "وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ" (هود: 97).
ويأتي الأمر بمعنى الطلب، ويجمع على أوامر.
الباء: هنا للمصاحبة.
المقاصد: جمع مقصد؛ وهو الإرادة، والنية، والتوجه.
المعنى الإجمالي:
أن أعمال المكلف وتصرفاته من قولية، أو فعلية تختلف باختلاف نتائجها، وأحكامها الشرعية التي تترتب عليها باختلاف مقصود الشخص وغايته، وهدفه، من وراء تلك الأعمال، والتصرفات. والحكم الذي يترتب على أمر يكون موافقا ومطابقا لما هو المقصود من ذلك الأمر.
أدلة القاعدة:
- قال تعالى: "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ" (البينة: 5).
- قال النبي : (إنما الأعمال بالنيات) رواه البخاري.
- قوله : "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك" رواه البخاري.
- الإجماع: قد نقل السيوطي، وأبو نجيم، وأئمة الإسلام على هذه القاعدة، لكنهم قد يختلفون في جزئيات منها.
أمثلة القاعدة:
- من التقط لقطة بقصد أخذها لنفسه كان غاصبا عليه ضمانها إذا تلفت في يده، ولو التقطها بنية حفظها، وتعريفها، وردها لصاحبها متى ظهر كان أمينا، فلا يضمنها إذا هلكت بلا تعد منه عليها، أو تقصير في حقها.
- من قال لغيره: خذ هذه الدراهم، فإن نوى التبرع كان هبة، وإلا كان قرضا واجب الإعادة، أو أمانة وجب عليه حفظها، وإلا كان ضامنا.
أهمية القاعدة:
تتجلى أهمية القاعدة فيما يلي:
أولا: أن هذه القاعدة من القواعد الخمس الكبرى، وإنما أفردها العلماء بالذكر؛ لأهميتها.
ثانيا: أن العلماء مجمعون عليها، وإجماعهم دليل على أهميتها.
ثالثا: أن أهمية هذه القاعدة تؤخذ من أهمية الحديث الذي استندت إليه، وهو حديث: (إنما الأعمال بالنيات).
لم لا يستغنى عن لفظ القاعدة بلفظ الحديث؟
الجواب من وجهين:
1- أن كلمة النيات مصطلح يراد به في الشرع –غالبا- ما يتعلق بالعبادات، والقرب. وأما القصد فيكون متعلقا بما هو عبادة، وبما هو عادة، ومنها المعاملات؛ فيكون اختيار كلمة "مقاصد؛ ليحصل الشمول.
2- أن "الأمور" أظهر في الدلالة على عموم الأقوال والأفعال من كلمة الأعمال.
مباحث النية:
تعريف النية:
النية في اللغة: القصد، والعزم على الشيء.
وفي الشرع: انبعاث القلب تجاه الفعل تقربا لله .
أنواع النية:
أ‌- نية المعمول له، هل هو لله ؟ أو هو للناس، ونحو ذلك؟.
ب‌- نية العمل الذي يراد فعله.
والأعمال على قسمين:
1- العادات؛ وهي عند الفقهاء ما تكون مصلحتها دنيوية؛ كالبيع. فهذه لا تشترط لصحتها نية العمل.
2- العبادات؛ وهي ما كانت مصلحتها العظمى أخروية؛ لأنه قد تكون عبادات فيها مصالح دنيوية.
وهذه العبادات تنقسم على قسمين:
الأول: عبادات محضة؛ وهي التي تقصد لذاتها، وليست وسيلة إلى غيرها. وهي على نوعين:
أ‌- عبادات لا تلتبس بغيرها، فلا يوجد ما يشابهها لا في العبادات، ولا في العادات؛ كالإيمان بالله، والأذان، والصلاة على النبي .
وهذه لا يشترط لها تية تعيين العمل؛ لأنها متعينة بذاتها.
ب‌- عبادات تلتبس بغيرها، فيوجد ما يشابهها إما في العادات، وإما في العبادات؛ مثل: الصلاة؛ فإنها قد تكون فريضة، وقد تكون نافلة، وقد تكون الظهر، وقد تكون غيرها. وكذلك الصوم قد يكون عادة؛ كإنقاص الوزن، وقد يكون عبادة إذا كان تقربا لله .
وهذه يشترط لها تعيين العمل.
الثاني: عبادات ليست محضة؛ وهي العبادات التي تراد لغيرها. وهي على نوعين:
أ‌- عبادات مترددة؛ والمقصود بها الوسائل التي تشترط لصحة العبادة التي يتوصل بها إليها؛ مثل الوضوء، والغسل، فهما وسيلتان لصحة الصلاة.
وهذا النوع يشترط لصحتها نية التعيين عند الجمهور، وهو الصحيح.
ب‌- عبادات ليست مترددة؛ وهي الوسائل التي لا تشترط لصحة العبادة التي يتوصل بها إليها؛ كالمشي إلى المسجد، فهو وسيلة إلى صلاة الجماعة.
وهذا النوع لا يشترط لصحتها نية التعيين.
محل النية:
اتفق العلماء على أن محل النية القلب.
قال ابن كثير: "وأجمعوا على أن النية محلها القلب".
الحكمة من النية:
1- تمييز المعمول له؛ لأن العمل قد يكون لله، وقد يكون للدنيا، وقد يكون للرياء، والمميز لهذا كله هو النية.
مثال ذلك: ثلاثة أشخاص دخلوا في مسجد واحد، وفي صلاة واحدة، أحدهم يصلي لغرض من أغراض الدنيا، والآخر يريد الثناء من الناس، والثالث يريد بها تقربا إلى الله ، فالعمل واحد، لكن النية مختلفة.
2- تمييز العبادة عن العادة؛ كالغسل.
3- تمييز العبادة عن العبادة؛ مثل: صلاة الظهر، والعصر.
4- تمييز رتب العبادات؛ مثل: الفرض، والنفل؛ كالصيام في شوال قد يكون قضاء، وقد يكون نفلا.
شروط صحة النية:
1- الإسلام.
2- العقل.
3- التمييز، وهو القوة التي في الدماغ، وبها تستنبط المعاني.
4- العلم بالمنوي، معناه: أن يعلم المكلف حكم ما نواه من فرض أو نفل، عبادة أو غيرها.
5- عدم المنافي بين النية والمنوي، والمراد بذلك العمل الخارج عن المنوي، وليس من النية، كمن ارتد بعد نية العبادة فقد بطلت عبادته.
6- مقارنة النية للعمل.
* * *
القواعد الكلية الفرعية المندرجة تحت قاعدة: "الأمور بمقاصدها"
القاعدة الأولى: [العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني]
مفردات القاعدة:
العبرة: الاعتداد.
العقود: جمع عقد، وهو ارتباط الإيجاب بالقبول؛ كعقد البيع.
اللفظ: هو الكلام الذي ينطق به الإنسان بقصد التعبير عن ضميره وما في نفسه.
المقاصد: جمع مقصد، معناه نية المتكلم.
المعاني: جمع معنى، وهو الصورة الذهنية التي دل عليها القول أو الفعل.
معنى القاعدة:
أنه عند حصول العقد لا ينظر للألفاظ التي يستعملها العاقدان، وإنما ينظر إلى مقاصدهم الحقيقية من الكلام الذي يلفظ به حين العقد؛ لأن المقصود الحقيقي هو المعنى، وليس اللفظ ولا الصيغة المستعملة؛ لأن الألفاظ ما هي إلا قوالب للمعاني.
مسائل القاعدة:
= لو اشترى شخص من بائع سلعة، وقال له: خذ هذا السيف أمانة عندك حتى أحضر لك الثمن، فالثمن يعتبر رهنا، وله حكم الرهن، ولا يكون أمانة؛ لأن الأمانة يحق للمؤتمن استرجاعها وقتما يشاء، ويجب على الأمين إعادتها.
القاعدة الثانية: [هل النية تخصص اللفظ العام أو تعمم اللفظ الخاص؟]
معاني المفردات:
العام: اللفظ المستغرق لما يصلح له-بحسب الوضع- دفعة واحدة من غير حصر.
الخاص: قصر العام على بعض أفراده.
معنى القاعدة:
أن تخصيص اللفظ العام في اليمين بالنية متفق عليه بين المذاهب- وإن كان جمهور الحنفية يعتبرونه ديانة لا قضاء-، وأما تعميم الخاص بالنية فأجازه المالكية والحنابلة، ومنعه الشافعي وجمهور الحنفية.
فروع القاعدة: (مثال الشطر الأول)
= من حلف لا يكلم أحدا، ثم قال: نويت محمدا فقط. فعند المالكية والحنابلة والشافعية والخصاف من الحنفية لا يحنث لو كلم غير محمد، إذ لفظ "أحدا" عام، ولكن حينما قال: نويت محمدا فقط، أعملت نيته فخص عدم التكلم به، وجاز أن يكلم غير محمد ولا يحنث.
وأما عند غير جمهور الحنفية فهو يحنث قضاء وعليه الكفارة، ويُدَّيَّن بينه وبين الله تعالى.
(مثال الشطر الثاني):
= لو حلف لا يشرب من ماء فلان من عطش، فعند الشافعية والحنفية أنه لا يحنث بطعامه أو شرابه؛ لأن اليمين انعقدت على الماء خاصة.
وأما عند المالكية والحنابلة فهو يحنث بتناول أي شيء يملكه المحلوف عليه.
ما يستثنى من هذه القاعدة:
1- [من استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه]
مضمون القاعدة: أن من يتوسل بالوسائل غير المشروعة تعجلا منه للحصول على مقصوده المستحق له؛ فإن الشرع عامله بضد مقصوده، فأوجب حرمانه جزاء فعله واستعجاله.
مثال القاعدة:
= إذا قتل الوارث مورثه عمدا مستعجلا الإرث؛ فإنه يحرم من الميراث.
2- [الإيثار في القُرَب مكروه، وفي غيرها محبوب]
قال عز الدين بن عبد السلام: لا إيثار في القربات، فلا إيثار بماء الطهارة، ولا بستر العورة، ولا بالصف الأول؛ لأن الغرض بالعبادات التعظيم والإجلال لله تعالى، فمن آثر به غيره فقد ترك إجلال الإله وتعظيمه، فيصير بمثابة من أمره سيده بأمر فتركه، وقال لغيره: قم به؛ فإن هذا يستقبح عند الناس بتباعده من إجلال الآمر.
* * *

مفردات القاعدة:
المشقة: التعب، من شق عليك الشيء إذا أتعبك.
التيسير: السهولة والليونة.
معنى القاعدة:
أن الأحكام التي ينشأ عن تطبيقها حرج على المكلف ومشقة في نفسه وماله، فالشريعة تخففها بما يقع تحت قدرة المكلف دون عسر أو إحراج.
دليل القاعدة:
أ- من القرآن الكريم:
- قوله تعالى: " يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" (البقرة: 185).
- قوله تعالى: " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" (البقرة: 286).
ب- من السنة:
قوله-صلى الله عليه وسلم-: "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" [رواه البخاري ومسلم].
أمثلة القاعدة:
- إباحة الشارع النظر إلى الأجنبية للطبيب، والشاهد، وعند الخِطبة.
- إباحة أربع نسوة تيسيرا على الرجل، وعلى النساء لكثرتهن.
- مشروعية الطلاق لما في إبقاء الزوجية مع التنافر من المشقة.
* * *
القواعد الكلية الفرعية المندرجة تحت قاعدة: "المشقة تجلب التيسير"
القاعدة الأولى: [إذا ضاق الأمر اتسع، وإذا اتسع ضاق].
معنى القاعدة:
إذا ظهرت مشقة في أمر فيرخص فيه ويوسع، فإذا زالت المشقة عاد الأمر إلى ما كان.
دليل القاعدة:
قوله تعالى: "وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا" (النساء: 101-102).
فروع القاعدة:
= إباحة أكل الميتة للمضطر، أو أكل مال الغير-على أن يضمنه- حفظا للحياة.
= المدين إذا كان معسرا، ولا كفيل له يترك إلى وقت الميسرة، وإذا لم يقدر على إيفاء الدين جملة يساعد على تأديته مقسطا.
القاعدة الثانية: [الضرورات تبيح المحظورات].
مفردات القاعدة:
الضرورات: جمع ضرورة؛ وهي الحاجة الشديدة.
المحظورات: جمع محظورة، وهي الحرام المنهي عن فعله.
معنى القاعدة:
أن الممنوع شرعا يباح عند الحاجة الشديدة-وهي الضرورة-.
دليل القاعدة:
قوله تعالى: "وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ" (الأنعام: 119).
فروع القاعدة:
= أخذ رب الدين من مال المدين الممتنع من أداء الدين بغير إذنه إذا ظفر بجنس حقه.
= جواز دفع الصائل ولو أدى ذلك إلى قتله إن لم يمكن الدفع بدونه.
القاعدة الثالثة: [ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها].
أو [الضرورات تقدر بقدرها]
معنى القاعدة:
تعتبر هذه القاعدة قيدا لسابقتها؛ أي: أن كل فعل أو ترك جُوِّز للضرورة فلا يتجاوز عنها.
فروع القاعدة:
= الطبيب ينظر من العورة بقدر الحاجة للمعالجة.
= إذا أحدث رجل في بنائه نافذة تُطِِلُّ على مقَرِّ نساء جاره لا يؤمر بهدم الحائط شد نافذته كليا، بل يؤمر بقدر ما يرفع الضرر عن جاره بصورة تمنع النظر.
القاعدة الرابعة: [ما جاز لعذر بطل بزواله].
معنى القاعدة:
أن ما قام على الضرورة يزول بزوال هذه الضرورة؛ لأن جوازها لما كان لعذر فهو خَلَف عن الأصل المتعذر، فإذا زال العذر أمكن العمل بالأصل.
فروع القاعدة:
= العاري إذا وجد ثوبا يستر به عورته لزمه ذلك.
= من لبس الحرير بسبب جرب يجب عليه خلعه إذا زال الجرب.
القاعدة الخامسة: [الاضطرار لا يبطل حق الغير].
معنى القاعدة:
أن الاضطرار وإن كان في بعض المواضع يقتضي تغيير الحكم من الحرمة إلى الإباحة؛ كأكل الميتة، وفي بعضها يقتضي الترخيص في فعله مع بقاء حرمته؛ ككلمة الكفر، إلا أنه على كل حال لا يبطل حق الآخرين، وإلا كان من قبيل إزالة الضرر بالضرر وهذا غير جائز.
فروع القاعدة:
= لو أشرفت السفينة على الغرق فألقى متاع غيره؛ ليخففها ضمنه.
القاعدة السادسة: [إذا تعذر الأصل يصار إلى البدل].
معنى القاعدة:
المراد بالأصل هنا ما يجب أداؤه –العزيمة- ولكن إذا شق على المكلف، ولم يمكنه إيفاء الأصل بالفوات، ينتقل الحكم إلى البدل-الرخصة-.
دليل القاعدة: قوله تعالى: "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (البقرة: 238-239).
فروع القاعدة:
= يذبح الصيد إذا استأنس. ويكفي جرح نَعَم توحش، أو سقط في بئر لم يمكن ذبحه؛ لأن ذكاة الاضطرار إنما يصار إليها عند العجز عن ذكاة الاختيار.
* * *

مفردات القاعدة:
الضرر: إلحاق مفسدة بالغير مطلقا.
الضرار: إلحاق مفسدة بالغير على جهة المقابلة.
دليل القاعدة:
هذه القاعدة نص حديث نبوي( ).
معنى القاعدة:
أن نص هذه القاعدة ينفي الضرر، فيوجب منعه، وتحريمه مطلقا، ويشمل ذلك: الضرر العام والخاص، وأيضا: دفع الضرر قبل وقوعه بطرق الوقاية الممكنة. ما يشمل أيضا رفعه بعد وقوعه بما أمكن من التدابير التي تزيل آثاره تمنع تكراره.
فروع هذه القاعدة:
= لو انتهت مدة إجارة الأرض الزراعية قبل أن يستحصد الزرع، تبقى في يد المستأجر بأجرة المثل حتى يستحصد؛ منعا لضرر المستأجر قبل أوانه.
= لو باع ثمر نخل والمشتري إذا ارتقى؛ ليقطع الثمر يطلع على عورات الجيران يؤمر بأن يخبرهم وقت الارتقاء؛ ليستتروا مرة أو مرتين، فإن فعل وإلا رفع إلى الحاكم ليمنعه من الارتقاء.
* * *
القواعد الكلية الفرعية المندرجة تحت قاعدة: "لا ضرر ولا ضرار".
القاعدة الأولى: [الضرر يدفع بقدر الإمكان].
معنى القاعدة:
أن الضرر يدفع شرعا، فإن أمكن دفعه بدون ضرر أصلا، وإلا فيتوسل لدفعه بالقدر الممكن.
فروع القاعدة:
= شرع الجهاد لدفع شر الأعداء.
= لو امتنع الأب من الإنفاق على ولده العاجز يحبس لدفع ضرر الهلاك عن الولد.
القاعدة الثانية: [الضرر لا يزال بمثله].
معنى القاعدة:
تعد هذه القاعد قيدا لسابقتها؛ لأن الضرر مهما كان واجب الإزالة، فلا يكون بإحداث ضرر مثله، ولا بأكثر منه بطريق الأولى.
فالشرط إذا أن يزال الضرر بلا إضرار بالغير إن أمكن، وإلا فبأخف منه.
فروع القاعدة:
= لا يجوز لإنسان محتاج إلى دفع الهلاك جوعا عن نفسه أن يأخذ مال محتاج مثله.
= لا يجوز لمن أكره بالقتل على القتل أن قتل إذا كان المراد قتله مسلما بغير وجه حق؛ لأن هذا إزالة ضرر بمثله.
القاعدة الثالثة: [الضرر يزال]
معنى القاعدة:
تفيد هذه القاعدة وجوب إزالة الضرر ورفعه بعد وقوعه.
فروع القاعدة:
= إذا سلط إنسان ميزابه على الطريق العام بحيث يضر بالمارين، فإنه يزال.
= إذا طالت أغصان شجر لشخص، وتدلت على دار غيره، فأضرته، يكلف برفعها، أو قطعها.
القاعدة الرابعة: [الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف].
معنى القاعدة:
أن الأمر إذا دار بين ضررين أحدهما أشد من الآخر فيتحمل الضرر الأخف، ولا يرتكب الأشد.
فروع القاعدة:
= جاز شق بطن المرأة الميتة لإخراج الجنين إذا كانت حياته ترجى.
= لو ابتلعت دجاجة شخص لؤلؤة ثمينة لغيره، فلصاحب اللؤلؤة أن يتملك الدجاجة بقيمتها؛ ليذبحها.
القاعدة الخامسة: [يتحمل الضرر الخاص لدفع ضرر عام].
معنى القاعدة:
تعتبر هذه القاعدة قيدا لقاعدة: [الضرر لا يزال بمثله]، فالشرع إنما جاء؛ ليحفظ على الناس دينهم وأنفسهم وعقولهم وأنسابهم وأموالهم، فكل ما يؤدي إلى الإخلال بواد منها فهو مضرة يجب إزالتها ما أمكن، وفي سبيل تأييد مقاصد الشريعة يدفع الضرر الأعم بارتكاب الضرر الأخص.
فروع القاعدة:
= جواز الحجر على الطبيب الجاهل حرصا على أرواح الناس.
= جاز الحجر على المفتي الماجن حرصا على دين الناس.
= وجوب هدم حائط مال إلى طريق العامة.
القاعدة السادسة: [درء المفاسد أولى من جلب المصالح].
مفردات القاعدة:
الدرء: الدفع والإزالة.
معنى القاعدة:
إذا تعارضت مفسدة ومصلحة، فدفع المفسدة مقدم في الغالب، إلا أن تكون المفسدة مغلوبة؛ وذلك لأن اعتناء الشرع بترك المنهيات اشد من اعتنائه بفعل المأمورات، لما يترتب على المناهي من الضرر المنافي لحكمة الشارع في النهي.
دليل القاعدة:
قوله تعالى: "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ". (الأنعام: 108).
فروع القاعدة:
= منع التجارة في المحرمات من خمر، ومخدرات، ولو أن فيها أرباحا ومنافع اقتصادية.
= لو اختلطت زوجته بغيرها فليس له الوطء ولا بالاجتهاد، حتى يستيقن.
* * *


مفردات القاعدة:
العادة في اللغة: مأخوذة من العود بمعنى التكرار.
وفي الاصطلاح: ما استقر في النفوس من جهة العقول، وتلقته الطباع السليمة بالقبول.
معنى القاعدة:
أن العادة تجعل حَكَمًا لإثبات حكم شرعي؛
أي أن للعادة في نظر الشارع حاكمية تخضع لها أحكام التصرفات، فتثبت تلك الأحكام على وفق ما تقضي به العادة أو العرف: إذا لم يكن هناك نص شرعي مخالف لتلك العادة.
دليل القاعدة:
- قوله تعالى: "وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ". (البقرة: 233).
- قوله تعالى: "وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ". (البقرة: 241).
- قوله-صلى الله عليه وسلم- لهند زوجة أبي سفيان-رضي الله عنهما-: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف" رواه البخاري.
متى تكون العادة حجة؟
تعد العادة حجة عند عدم مخالفتها لنص شرعي، أو شرط لأحد المتعاقدَيْن.
فروع القاعدة:
= إذا حلف إنسان أن لا يضع قدمه في دار فلان-فهو يحنث ولو دخلها محمولا وبقيت قدمه خارجها- ولا يحنث لو وضع قدمه فيها وبقي هو خارجها؛ لأن المراد بوضع القدم عند الجميع هو الدخول وليس مجرد وضع قدم.
= اعتياد بعض الناس عند بيع الأشياء الثقيلة أن تكون حمولتها إلى مكان المشتري على البائع.
= تعارف الناس تقديم الأجرة قبل استيفاء المنفعة في إجارة الأماكن شهريا أو سنويا.
= لو قال شخص لآخر: اشتر لي سيارة بأربعة آلاف، ولم يعين النقود هنا، فيلزم الوكيل أن يشتري بالعملة المتعارف عليها هنا عند الإطلاق في ذلك البلد.
* * *
القواعد الكلية الفرعية المندرجة تحت قاعدة: "العادة محكمة"
القاعدة الأولى: [استعمال الناس حجة يجب العمل بها]
معنى القاعدة:
أن عادة الناس-إذا لم تكن مخالفة للشرع- حجة ودليل يجب العمل بموجبها؛ لأن العادة محكمة.
فروع القاعدة:
= لو استأجر أجيرا يعمل له مدة معينة، حمل على ما جرت العادة بالعمل فيه من الزمان دون غيره، بغير خلاف، إلا إذا نص في العقد على زمن مخصوص.
القاعدة الثانية: [العبرة للغالب الشائع لا للنادر]
[إنما تعتبر العادة إذا اطردت، أو غلبت].
المراد باطراد العرف هنا: أن يكون العمل به مستمرا في جميع الأوقات والحوادث، بحيث لا يتخلف إلا بالنص على خلافه. ومعنى ذلك أن تكون العادة كلية.
المراد بالغلبة: أن يكون جريان أهله عليه حاصلا في أكثر الحوادث، أو أكثر الناس.
المراد بالشيوع: اشتهار العمل بذلك العرف وانتشاره بين الناس، وأما إذا كان العرف خاصا فلا يعتد به في الأصح في تخصيص النص أو الأثر، فأولى بذلك العرف النادر استعماله.
القاعدة الثالثة: [لا عبرة بالعرف الطارئ].
مفردات القاعدة:
الطارئ: الجديد.
معنى القاعدة:
تعبر هذه القاعدة عن شرط من شروط اعتبار العرف، وهو كونه سابقا للحكم في الوجود لا تاليا له متأخرا عنه، وأن يحمل الحكم على العرف الموجود وقت التلفظ.
فروع القاعدة:
= لفظ: "في سبيل الله" ولفظ: "ابن السبيل" من آية مصارف الزكاة لها معنى عرفي إذ ذاك، وهو مصالح الجهاد الشرعي، أو سبل الخيرات في الأول، ومن ينقطع من الناس في السفر-في الثاني-، فلو تبدل عرف الناس في شيء من هذه التعابير، فأصبح سبيل الله معناه طلب العلم خاصة، وابن السبيل الطفل اللقيط مثلا؛ فإن النص الشرعي يبقى محمولا على معناه العرفي الأول عند صدوره، ومعمولا به في حدود ذلك المعنى لا غير، ولا عبرة للمعاني العرفية أو الاصطلاحية الطارئة.
القاعدة الرابعة: [الحقيقة تترك بدلالة العادة].
مفردات القاعدة:
الحقيقة: المراد بها: دلالة اللفظ في أصل وضع اللغة.
معنى القاعدة:
أن دلالة اللفظ الحقيقية تترك ولا تعتبر إذا دل العرف والعادة على استعمال هذه اللفظة استعمالا مغايرا لمعناها الحقيقي، ويبنى الحكم على المعنى الذي دل عليه العرف والعادة.
فروع القاعدة:
= صيغ الماضي في العقود؛ كـ: بعت واشتريت يتم العقد بها-وإن كانت للماضي وضعا-؛ لأنها جعلت إيجابا للحال في عرف أهل اللغة والشرع.
القاعدة الخامسة: [الكتاب كالخطاب].
معنى القاعدة:
أن كل كتاب يحرر على الوجه المتعارف بين الناس يكون حجة على كاتبه؛ كالنطق باللسان.
شروط الكتابة المقبولة:
1- أن تكون واضحة الخط.
2- أن تكون مُعَنْوَنَة بأن كانت على الرسم المعتاد.
القاعدة السادسة: [الإشارة المعهودة للأخرس كالبيان باللسان].
معنى القاعدة:
أن إشارة الأخرس المعهودة منه؛ كالإشارة باليد، أو بالعين، أو الحاجب تعتبر كبيان الناطق في بناء الأحكام عليها.
فيم تعتبر إشارة الأخرس؟
تعتبر إشارته في كل تصرفاته معاملاته؛ من: نكاح، وطلاق، وبيع، وشراء، وهبة...
القاعدة السابعة: [المعروف عرفا كالمشروط شرطا].
معنى القاعدة:
أن ما تعارف عليه الناس في معاملاتهم-وإن لم يذكر صريحا- هو قائم مقام الشرط في الالتزام والتقييد.
فروع القاعدة:
= أن نفقة الزوجة على زوجها يكون بالقدر المتعارف المعتاد بين أمثالها من الناس، وبحسب حالهما غنى وفقرا.
= من اشترى سيارة دخل فها عُدَّتَها ومفاتيحها...بدون ذكر في العقد للعرف المتداول والعادة الجارية، إلا إذا نص على خلافه.
* * *
هذا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وسلم.

الموضـــــــــــــوع الصفحة
المحــتويات 1
تصـــدير 3
مقدمـــة 4
الوحدة الأولى : (علم البيان)
 التشبيه ( تعريفه وأركانه)
 الحقيقة والمجاز
 المجاز المرسل
 الاستعارة التصريحية والمكنية
 الاختبار الذاتي الأول
 حل الاختبار الذاتي الأول
 الاختبار الذاتي الثاني
 حل الاختبار الذاتي الثاني
 الكناية وأقسامها
 بلاغة الكناية
 الاختبار الذاتي الثالث
 حل الاختبار الذاتي الثالث 5
7
23
26
32
38
40
43
46
49
54
59
61
الوحدة الثانية : (الخبر - الإنشاء - القصر)
 الخــــبر
 أضرب الخـبر
 أنواع الإنشاء الطلبي (الأمر)
 النهــــــي
 الاستفهـــام (أ)
 الاستفهـــام (ب)
 التمــــني
 النــــداء
 الاختبار الذاتي
 حل الاختبار الذاتي
 القصـــــر (أ)
 القصـــــر (ب)
 الاختبار الذاتي
 حل الاختبار الذاتي 63
65
71
78
84
88
91
95
99
102
104
106
109
113
115
الوحدة الثالثة : (علم البديع)
 الاقتبـــاس
 المحسنات المعنوية 117
123
127



التشبيه ـ تعريفه وأركانه

النصوص:
1/ قال الرسول  : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " .
2/ وقال الشاعر : كأن أخلاقك في لطفها * ورقة فيها نسيم الصبـاح .
3/ وقال آخر : كم وجوه مثل النهار ضياءً * لنفوس كالليل في الإظلام .
التوضيح:
انظر إلي النص الأول نجد أن النبي  قد بين فيه أن صحابته رضوان الله عليهم مهتدون وهادون إلي الخير وأن علينا أن نقتدي بهم لنكون مهتدين ، لذا شبههم أو الحقهم بالنجوم التي تعرف أنها تهدي إلي الطريق في ظلام الليل فصفة الهداية فيها واضحة وجليه .
ونلاحظ أن الأداة التي أفادت هذه المشابهة ، وربطت بين الطرف الأول : المشبه وهو الصحابة ، والطرف الثاني :المشبه به ( النجوم ) هي ( الكاف) التي تدل علي المماثلة بين الطرفين ، وتسمي أداة التشبيه .
كما نلاحظ أن الصفة التي جمعت بين الطرفين : المشبه والمشبه به هي الهداية وتسمي وجه الشبه .
وفي النص الثاني أعجب الشاعر بأخلاق الممدوح وما تتميز به من رقة ولطف ، فأراد أن يوضح لنا مدي هذا التميز فألحق هذه الأخلاق بأمر تبدو فيه الرقة واللطف بجلاء ووضوح، وهو نسيم الصباح ، وربط بين الأمر الملحق ( المشبه) والأمر الملحق به (المشبه به) بأداة تفـيد هـذه المماثلـة وهي (كأن) لتربط بين الطـرفين في الصفة المشتركة بينها (الرقة واللطف) .
وفي النص الثالث يبين لنا الشاعر أن كثيراً من الناس يمتازون بصفاء النفس والهداية ، وأن أثرهم الإيجابي هذا ينتقل إلي آخرين نفوسهم ضالة ، فيكونون سبباً في هدايتهم .
ولكي يوضح لنا ذلك سلك التشبيه حيث شبه المهتدين الهادين بالنهار في ضيائه الذي لا يخفي ، وشبه الضالين بالليل في ظلامه الحالك .وربط بين المشبه والمشبه به في النوع الأول بأداة تدل علي المماثلة والمشابهة في الضياء وهي ( مثل ) . وربط بين الطرفين في التشبيه الثاني بأداة تدل علي المشابهة في الإظلام وهي (الكاف).

الخلاصة :
مما تقدم نستنتج ما يلي :
1/ إن المراد بالتشبيه التمثيل والمشابهة بغرض التوضيح والبيان ويتم ذلك عن طريق إلحاق أمر بآخر في صفة مشتركة بينهما ، بأداة تربط بين الأمرين تفيد المشابهة والمماثلة .
2/ الأمر الملحق هو الشبه ، والأمر الملحق به هو المشبه به ويسميان طرفي التشبيه .
3/ وإن الصفة المشتركة بين الطرفين تسمي وجه الشبه ، ويشترط في هذه الصفة أن تكون في المشبه به أقوي وأوضح منها في المشبه .
4/ وإن الأداة التي تربط بين الطرفين للدلالة علي المشابهة تسمي أداة التشبيه وهي كل ما يدل علي المشابهة ، حرفا كانت كالكاف وكأن ، أو اسما يدل علي المشابهة كمثل ومثيل وشبه وشبيه ومحاك ومضارع إلي غير ذلك من الأسماء التي تدل علي المشابهة ،أو كانت فعلاً كشابه وماثل وحاكي وضارع وغيرها من الأفعال الدالة علي المشابهة.
5/ ومما تقدم يتضح لنا أن أركان التشبيه أربعة و هي :
(أ) المشبه (ب) المشبه به (ج) وجه الشبه (د) أداة التشبيه
أقسام التشبيه باعتبار الوجه والأداة وجوداً وعدماً

النصوص:
1/ قال الشاعر في الأمل : كان الشباب وكان لي أمل * كالبحر عمقاً وكالزمان مدي .
2/قال تعالي : وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام.
3/ وقال الشاعر في المدح: أنت نجم في رفعة وضياء * تجتليك العيون شرقا وغربا.
4/ (أ) قال تعالي :  هن لباس لكم وأنتم لباس لهن .
(ب) وقال تعالي :  وجعلنا الليل لباسا  .
(ج) وقال تعالي :  وتري الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب .
(د) وقيل في الوصف:والريح تعبث بالغصون وقد جري * ذهب الأصيل علي لجين الماء

التوضيح :
1/ في النص الأول شبه الشاعر أمله في الحياة بالبحر في العمق ، وبالزمان في الاتساع والمدى ، ونجد أركان التشبيه جميعها موجودة . والذي يهمنا في هذا الدرس وجود الأداة والوجه . ففي التشبيه الأول الأداة هي الكاف ومتي وجدت أداة التشبيه سمي التشبيه مرسلا . وأن الوجه أيضا موجود وهو (العمق) وإذا وجد الوجه يسمي التشبيه مفصلا . ولوجودهما معا نسمي التشبيه مرسلا مفصلا .
ومثال ذلك يقال في التشبيه الثاني 0 وكالزمان مدى ) فالأداة الكاف والوجه هو المدى فهو مرسل مفصل لوجود الوجه والأداة معاً .
2/ وفي النص الثاني شبهت الآية الجوار المنشآت في البحر أي السفن المرتفعات ، الشراع شبهتها بالأعلام وهي الجبال . وإذا دققنا في التشبيه في الآية وجدنا ثلاثة أركان : المشبه ( الجوار ) ، والمشبه به ( الأعلام) ، والأداة ( الكاف) . ولا وجود للركن الرابع وهو الوجه . ( وهو هنا يعني المشابهة في الضخامة والعلو) . ولوجود الأداة يسمي التشبيه مرسلا كما مر في المثال السابق . ولحذف وجه الشبه يسمي مجملاً .وهو لهذا الحذف أصبح أبلغ من المفصل لأن حذف الوجه يوحي باشتراك المشبه مع المشبه به في مجمل صفاته عامة في حين أن ذكره يدل علي اشتراكه معه في صفة بعينها فقط .
3/ وفي النص الثالث شبه الشاعر ممدوحه بالنجم في الرفعة والضياء ، ونلاحظ وجود ثلاثة أركان المشبه ، والمشبه به والوجه وأن أداة التشبيه محذوفة ومثل هذا النوع يطلق عليه التشبيه المؤكد . وهو أبلغ من سابقيه لأن حذف الأداة يوحي بالمساواة بين الطرفين في حين أن وجود الأداة يوحي بان المشبه أقل من المشبه به .
4/ أما في الفقرة الرابعة فنجد في النص (أ) أن الآية شبهت الزوجات باللباس بالنسبة لأزواجهن وكذلك شبهت الأزواج باللباس بالنسبة لهن .وفي ذلك السترة والحفظ والصون. حيث في كل منهما حفظ وستر لصاحبه كما في اللباس حفظ وستر للابسه ونلاحظ وجود الطرفين فقط . حيث حذف كل من الأداة والوجه ومثل هذا النوع يسمي التشبيه البليغ . ويلاحظ أن الطرفين عبارة عن مبتدأ وخبر .وفي النص (ب) (شبه) الليل باللباس في الستر وحذفت الأداة والوجه معا فهو أيضا من قبيل التشبيه البليغ وأن الطرفين كان أصلها المبتدأ والخبر ودخل عليهما الفعل ( جعل ) الذي ينصب مفعولين فأصبحا مفعولي (جعل) . أما في النص (ج) فقد شبه مرور الجبال بمرور السحب في الحركة والسرعة وقد حذفت الأداة والوجه معاً . فهو أيضا تشبيه بليغ غير أنه يختلف عن السابق . في أن المشبه به جاء مفعولاً مطلقا مبنيا لنوع الفعل .وفي النص (د) شبه الشاعر لون وقت الأصيل بالذهب في الصغرة كما شبه الماء الجاري باللجين أي الفضة الذائبة في الصفاء واللمعان . وحذف كذلك كلاًّ من الأداة والوجه فيهما فالتشبيهان من قبيل التشبيه البليغ غير أننا نلاحظ أن هذا النوع يختلف عن سابقيه في أنه قد تقدم المشبه به وأضيف إلى المشبه هذا والتشبيه البليغ بجميع حالاته أبلغ من الأقسام السابقة لأن حذف الأداة فيه المساواة بين الطرفين وحذف الوجه يدل علي مشاركة المشبه للمشبه به في كل ما له من صفات .

الخلاصة :
مما تقدم يتضح أن التشبيه من حيث الأداة والوجه ( وجودا وعدما) ينقسم إلي:
1/ التشبيه المرسل المفصل وهو ما ذكرت فيه الأداة والوجه معا .
2/ التشبيه المرسل المجمل وهو ما ذكرت فيه الأداة وحذف منه وجه الشبه .
3/ التشبيه المؤكد وهو ما حذفت منه الأداة وذكر فيه وجه الشبه .
3/ التشبيه البليغ وهو ما حذفت منه الأداة والوجه معا وهو يأتي علي ثلاثة أوجه :
(‌أ) أن يكون المشبه به خبرا للمبتدأ أو كان أصله المبتدأ والخبر.
(‌ب) أو أن يكون المشبه به مفعولا مطلقا مبنيا للنوع .
(‌ج) أو أن يتقدم المشبه به علي المشبه ويضاف إليه .

تقسيم التشبيه باعتبار الوجه إفرادا وتركيبا

النصوص:
(أ):
1/ قال تعالي :  إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفّا كأنهم بنيان مرصوص .
2/ وقال المتنبي في المدح : إذا اهتز للندي كان بحر ا * وإذا اهتز للوغى كان نصلاً .
(ب):
3/ قال تعالي :  مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الّذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين .
4/ وقال الشاعر يصف الشمس وقت طلوعها :
ولاحت الشمس تحكي عند مطلعها * مرآة تبر بدت في كفّ مرتعش .

التوضيح:
1/ في النص الأول من القائمة (أ) تشيد الآية الكريمة بالمجاهدين الذين يقاتلون أعداءهم متآزرين متراصين علي قلب رجل واحد وتصفهم بأنهم محبوبون عند الله ، وتشبههم بالبنيان المرصوص .وإذا تأملنا وجه الشبه بين المشبه ( هم) ، والمشبه به ( البنيان المرصوص) نجدهما يشتركان في الرسوخ والتماسك والصلابة وهي صفات مفردة وليس صورة مكونة من عدة أجزاء .وأن كلا من الطرفين مفرد وليس صورة .
2/ كما نجد في النص الثاني من هذه القائمة ، أن المتنبي يشبه ممدوحه بالبحر في صفة العطاء وبالسيف في صفة القطع والحسم ، وبالشمس في الإشراق وبالوبل في كثرة العطاء . وهي كلها صفات مفردة ليست مكونة من أجزاء وأن كلا من الطرفين في كل جاء مفردا ومثل هذا النوع من التشبيه يطلق عليه التشبيه المفرد .
3/ أما إذا نظرنا إلي النص الثالث نجد الآية قد شبهت حال أحبار اليهود وقد قرءوا التوراة ، وحفظوها ما فيها ولكنهم لم يعملوا بما فيها شبهتهم بصورة أو حال حمار يحمل كتب العلوم ، وهو يجهل بما فيها ، ولا يناله إلا الكد والعناء . حيث نجد أن المشبه عبارة عن صورة مكونة من عدة أجزاء ، وأن المشبه به كذلك عبارة عن صورة مكونة من عدة أجزاء ، وأن وجه الشبه كذلك صورة منتزعة من متعدد، وهي صورة شئ نافع بلغ قمة النفع ولكن لا ينتفع به علي الرغم من التعب والمشقة في استصحابه .
4/ وكذلك إذا تأملنا في النص الرابع نجد أن الشاعر قد شبه صورة الشمس لحظة طلوعها فنظر إلي ما فيها من استدارة ، وإلي لونها الأصفر عند الطلوع وما ينعكس منها في هذه اللحظات من أشعة مضطربة مهتزة في نظر من ينظر إليها حيث شبها بصورة مرآة مستديرة ذهبية صفراء اللون يحملها شخص مرتعش اليد فتهتز ويبدو منها البريق واللمعان في اهتزار واضطراب . وأن وجه الشبه باعتبار مجيء وجه الشبه الذي يجمع بين الطرفين عبارة عن صورة شئ مستدير أصفر يلمع في اهتزاز .ومثل هذا النوع يطلق عليه تشبيه التمثيل ،وهو أبلغ من المفرد لما فيه من تركيب لا يوجد في المفرد .

الخلاصة :
نستنتج مما تقدم أن التشبيه باعتبار مجيء وجه الشبه فيه مفرداً أو مجيئه مركباً ينقسم ألي :
أ/ التشبيه المفرد: وهو كل ما كان وجه الشبه فيه مفرداً وليس صورة مكونة عدة أجزاء . وهذا ينطبق كذلك علي الطرفين حيث يأتيان مفردين وليسا صورة .
ب/ تشبيه التمثيل : وهو ما كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد وهذا يقتضي أن يكون كل من الطرفين عبارة عن صورة منتزعة من متعدد كذلك.


تقسيم التشبيه باعتبار الصورة التي جاء عليها وضوحاً وخفاءً

النصوص:
(أ) :
1/ قال تعالي :  خلق الإنسان من صلصال كالفخار .
2/ وقال تعالي :  فجعلهم كعصف مأكول  .
(ب) :
3/ قال المتنبي : من يهن يسهل الهوان عليه * ما لحرج بميت إيلام
4/وقال أبو فراس الحمداني:
تهون علينا في المعالي نفوسنا * ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر

التوضيح:
1/ انظر إلي النصين الأول والثاني من القائمة (أ) تجد المشبه واضحاً والمشبه به واضحاً وهناك أداة صريحة تدل علي المشابهة ، فالتشبيه فيهما جاء علي صورة واضحة وصريحة ولا تحتاج إلي استنتاج واستنباط.ومثل هذا النوع يطلق عليه التشبيه الصريح .
2/ أما إذا نظرنا في القائمة (ب) إلي قول المتنبي فإننا نلمح من خلاله تشبيها ولكنه لم يأت علي صورة واضحة وصريحة . وإنما ضمن الكلام تشبيها يحوجنا إلي كدّ الذهن فهو يشبه الشخص الذي يقبل الذل مرة وراء مرة حتى تهون عليه كرامته و لا يتأثر لما يمسها من سوء، يشبهه بميّت يجرح جثمانه فلا يؤثر فيه ذلك ، ونلاحظ أن صورة المشبه به جاءت برهانا ودليلاً علي إمكانية حصول المشبه . أو علي القضية التي حوتها صورة المشبه.
3/ ومثل ذلك يقال في قول أبي فراس ، فالتشبيه فيه لم يأت صريحا بالطريقة الواضحة الأركان والمعالم وإنما يلمح من ضمن الكلام والسياق . فهو يفخر بحالهم في طلب المعالي واسترخاص كل شئ في سبيلها حتى النفوس الغالية ثم يشبه هذا الحال بحال من يخطب الحسناء فلا يضنّ عليها بزيادة المهر مهما علا . وهذا النوع من التشبيه غير الصريح يطلق عليه اسم ، التشبيه الضمني . وهو أعلي أنواع التشبيه جميعاً بلاغة لما فيه من خفاء ولما يستدعي من كدّ الذهن للوصول إليه.
الخلاصة :
نستنتج مما تقدم أن التشبيه باعتبار ما يأتي عليه من وضوح أو خفاء ينقسم إلي قسمين :
1/ التشبيه الصريح: وهو ما كانت أركانه واضحة وصريحة و لا تحتاج إلي استنباط .
2/ التشبيه الضمني : وهو الذي لا يأتي علي صورة من صور التشبيه المعهودة الواضحة الأركان . بل يلمح التشبيه من ضمـن الكـلام ومن خلال السياق ويحتاج إلي استنتاج واستنباط.
3/ غالبا ما يكون المشبه به في صورة برهان ودليل علي صحة ما تضمنه المشبه من قضية .


تقسيم التشبيه باعتبار قوة وجه الشبه في المشبه والمشبه به

النصوص:
1/ قال الشاعر في المدح:
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمـت * والأُسْدُ أسْدُ الشرى والبأس محتدم
2/ وقال لآخر في المدح أيضا:
جري النهر حتى خلته منك أنعما * تساق بلا ضنّ وتعطي بلا منّ
3/ وقال آخر في المدح أيضا :
علّـم الغـيث الـندي فلمـا * حكـاه علّم البأس الأسـدا

التوضيح:
1/ انظر إلي النص الأول تجد الشاعر قد شبه ممدوحيه بالغيوث في العطاء كما شبههم مرة أخري بالأسود في الشجاعة .ومعلوم أن العطاء الذي يأتي من الغيوث أوضح وأكثر من عطاء الممدوحين . كما أن الشجاعة في الأسود أقوي واظهر منها عند الممدوحين ومعني ذلك أن وجه الشبه في المشبه به اقوي منه في المشبه .وهذا هو التشبيه الذي اعتاد عليه الناس وألفوه فيطلق عليه التشبيه المألوف أو المعهود .
2/ وأما إذا نظرنا إلي النص الثاني فنجد الشاعر قد شبه جريان ماء النهر بجريان نعم الممدوح. والمألوف أن جريان النهر أقوي في هذه الصفة من جريان النعم . ولكن الشاعر ادعي أن جريان النهر أقل من جريان نعم الممدوح . وأن وجه الشبه في نعم ممدوحه وهي المشبه (الحقيقي) أقوي منه في النهر وهي المشبه به (الحقيقي) .
3/ وكذلك نجد الشاعر في النص الثالث بدلا من أن يشبه ممدوحه بالغيث في الندي أدعي أن ممدوحه هو الذي علم الغيث الندي علي اعتبار أنه يري أن الندي عند ممدوحه (المشبه) أقوي وأظهر من وجوده في الغيث ( المشبه به) و كذلك بدلا من أن يشبه ممدوحه بالأسد في الشجاعة كما هو مألوف ، ادعي أن الشجاعة عند ممدوحه تفوق ما عند الأسد من شجاعة بل أن الأسد هو الذي تعلم من ممدوحه الشجاعة . ومثل هذا النوع من التشبيه يطلق عليه التشبيه المقلوب أو المعكوس .

الخلاصة :
نستنبط مما تقدم أن التشبيه باعتبار قوة وجه الشبه في المشبه والمشبه به ينقسم إلي قسمين:
1/ التشبيه المألوف أو المعهود : وهو ما كان وجه الشبه فيه في المشبه به أقوي منه في المشبه.
2/ التشبيه المقلوب أو المعكوس وهو ما يدعي فيه الأديب بأن وجه الشبه في المشبه أقوي منه في المشبه به فيعكس حيث يجعل المشبه به مشبها والمشبه مشبها به .

تدريبات :

نموذج (1):
ميز بين التشبيه المألوف والتشبيه المقلوب فيما يأتي مع التعليل :
1/ قال الشاعر : والوجه مثل الصبح مبيض * والفرع مثل الليل مسود
شبه الوجه المشرق بالصبح في البياض ومعلوم أن البياض في الصبح أقوي وأظهر من وجوده في الوجه كما شبه الشعر الأسود بالليل في سواده ، ومعلوم أن السواد في ظلام الليل أقوي وأظهر ، وعليه فإن التشبيهين من قبيل التشبيه المألوف .
2/ وقال آخر في المدح :
ثلاثة تشرف الدنيا ببهجتهم * شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر
يحكي أفاعيله في كل نائبة * الغيث والليث والصمصامة الذكر .
فالشاعر هنا يمدح أبا إسحاق ويبالغ في مدحه فيدعي أن الغيث في عطائه والليث في شجاعته ، والسيف في حسمه هي التي تشابه وتحكي أفاعيل الممدوح ، فهو يعتبر أن هذه الصفات عند الممدوح أقوي من وجودها في كل من الغيث والليث والسيف . لذلك عكس الأمر فجعلها هي التي تشبه أفاعيل الممدوح. وعليه فالتشبيهات في هذا النص من قبيل التشبيه المقلوب أو المعكوس .

تمرين (2)
ميز بين التشبيه المألوف والمقلوب في كل مما يأتي مع التعليل :
1/ قيل في وصف الخيل :
وخيل تحاكي البرق لونا وسرعة * وكالصخر تهْوِي وكالماء في الجري .
2/ وقال الحميري في المدح:
وبدَا الصــباح كأن غرتـه * وجـه الخليفـة حـين يمــتدح .
3/ وقال البحتري يصف بركة الخليفة المتوكل بالله :
كأنها حين لجّت في تدفقها * يد الخليفة لما سال واديها .
4/ وقيل في الفخر :
أنت كالورد فيه راحة قوم * ثم فيه لآخرين زكام .

تمرين (3) :
لم كان التشبيه مقلوبا فيما يأتي :
1/ قال ابن المعتز :
والصبح في طرة ليل مسفر * كأنه غرة مهر أشقر
( طرة الشيء ، أسفر الليل إذا دخل الإسفار وهو ظهور الفجر ) .
2/ وقال البحتري يمدح ويصف برق سحابة :
كأن سناها بالعشى لصبحها * تبسم عيسي حين يلفظ بالوعد .

تمرين (4) :
هات تشبيها مألوفا وآخرين مقلوبين من إنشائك .

تمرين (5) :
حوّل التشبيه المقلوب فيما يأتي إلي تشبيه مألوف :
قال الشاعر في الحنين :
أحن لهم ودونهم فلاة * كأن فسيحها صدر الحليم


الحقيقة والمجــــاز

النصوص:
1/ قال تعالي :  والسماء رفعها ووضع الميزان 
2/ وقال تعالي :  وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم… 
3/ وقال أبو تمام في الرثاء :
سقي الغيث غيثاً وارت الأرض شخصه * وإن لم يكن فيه سحاب ولا قطر
4/ وقال أبو تمام أيضا في الرثاء :
وما مات حتى مات مضرب سيفه * من الضّرّب واعتلت عليه القنا السمر

التوضيح:
1/ انظر إلي كلمة السماء في النص الأول تجدها قد استعملت في المعني الذي وضعت له وهو هذه السماء المعروفة لذلك يطلق عليها حقيقة .
2/ بينما نجد السماء في الآية الثانية يراد بها الغيث فقد استعملت في غير المعني الذي وضعت له فهي مجازية لوجود علاقة تربط بين المعني الحقيقي والمعني المجازي وهي المجاورة . وكذلك وجود دليل أو قرينة تمنع إرادة المعني الحقيقي وتوضح أن المراد هو المعني المجازي ، وهي كلمة (مدرارا) .
3/ وكذلك إذا انتقلنا إلي النص الثالث نجد أن الشاعر قد استعمل كلمة الغيث مرتين ، مرة علي سبيل الحقيقة ومرة علي سبيل المجاز ، فالغيث الأول المراد به المطر فالاستعمال هنا جاء علي سبيل الحقيقة أما الغيث الثاني فالمراد به المرثي الذي يشبه الغيث الحقيقي في كثرة العطاء فإطلاق الغيث عليه يعتبر مجازاً والقرينة قوله (وارت الأرض شخصه).
4/ وأما النص الأخير فقد استعمل فيه الشاعر الفعل (مات) مرتين مرة علي سبيل الحقيقة وهو الأول لأن فاعله المرثي . ومرة علي سبيل المجاز وهو الفعل (مات ) الثاني لأن فاعله مضرب السيف . ومضرب السف لا يموت حقيقة ، ولكن عدم قطعة وتأثيره جعله كالميت تماما .
وتجدر الإشارة إلي أن العلاقة بين المعني الحقيقي والمعني المجازي إذا كانت غير المشابهة كعلامة المجاورة في السماء في النص الثاني ، سمي المجاز مجازاً مرسلاً .
وأما إذا كانت العلاقة بينهما هي المشابهة كما في الغيث ومات سمي المجاز استعارة . كما سيأتي تفصيلهما إن شاء الله في الدرسين القادمين .

الخلاصة :
نستنبط مما تقدم أن استعمال الكلمة في اللغة العربية ينقسم إلي قسمين :
1/ حقيقة : وهي كل كلمة استعملت في معناها الذي وضعت له .
2/ مجاز : وهو كل كلمة استعملت في غير معناها الذي وضعت له.
3/ لا يجوز استعمال الكلمة علي سبيل المجاز إلا إذا كانت هناك علاقة تربط بين المعني الحقيقي والمعني المجازي . فإن كانت العلاقة هي المشابهة سمي المجاز استعارة ، وإن كانت غير المشابهة ، سمي مجازاً مرسلاً .
4/ ولا يجوز استعمال الكلمة علي سبيل المجاز إلا إذا وجد دليل أو قرينة تمنع إرادة المعني الحقيقي وتوضح أن المراد هو المعني المجازي .

تدريبات :

نموذج (1):
ميّز فيما تحته خط بين ما استعمل استعمالا حقيقيا وما استعمل استعمالا مجازيا مع

التوضيح :
أ/ قال المتنبي في المدح :
فلا زالت الشمس التي في سمائه * مطالعة الشمس التي في لثامه
الشمس الأولي استعملت في معناها الحقيقي بدليل وصفها بأنها في السماء . أما الشمس الثانية فمجازية ويـراد بها الممـدوح الذي يشـبه الشمـس في الإشراق ، والقرينة قوله (التي في لثامه) .
ب/ وقال آخر في المدح :
بنيت بيوتا عاليات وقبلها * بنيت فخارا لا تسامي شواهقه .
من الواضح أن بنيت الأولي جاءت علي سبيل الحقيقية لأن البناء متعلق بالبيوت وهي التي تبني حقيقة ، وأما بنيت الثانية فهي علي سبيل المجاز لأن الفخار والمجد لا يبني حقيقة وإنما شبه بالبناء الذي يبني ويشيد ، والقرينة إثبات البناء للفخار .
تمرين (2) :
اشتمل كل مثال مما يأتي علي كلمة استعملت مرة علي سبيل الحقيقة ومرة علي سبيل المجاز ، ميّز بين الاستعمالين ، مع التوضيح :
1/ قال المتنبي في المدح :
المجد عوفي إذ عوفيت والكــرم * وزال عنك إلي أعدائك الألم
2/ وقال أيضا لممدوحه :
عيب عليك تري بسيف في الوغى * ما يفعل الصمصام بالصمصام
3/ وقال أيضا في المدح :
فيوما بخيل تطرد الروم عنهــم * ويوما بجود تطرد الفقر والجدبا
4/ وقال البحتري :
إذا العين راحت وهي عين علي الجوي * فليس بسر ما تسر الأضالع









المجاز المرسل وعلاقاته

النصوص :
1/ قال رسول  مخاطبا زوجاته : " أسرعكن لحوقابي أطولكن يداً " .
2/ قال تعالي : وينـزلكم من السماء رزقا .
3/ قال تعالي :  يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم  .
4/ وقال تعالي :  واركعوا مع الراكعين  .
5/ وقال تعالي :  ألم نشرح لك صدرك  .
6/ وقال تعالي : إنّ الأبرار لفي نعيم  .
7/ وقال تعالي : وآتوا اليتامى أموالهم  .
8/ وقال تعالي :  إنك ميت وإنهم ميتون  .
9/ وقال تعالي : فإنما يسرناه بلسانك  .
10/ وقال الشاعر في الفخر :
إذا نـزل السماء بأرض قوم * رعيناه وإن كانوا غضابا .

التوضيح :
1/ في النص الأول نجد الحديث الشريف قد استعمل كلمة ( اليد ) في غير معناها الحقيقي وهو العضو ، والمراد منها المعني المجازي وهو العطاء ونلاحظ أن العلاقة بين المعني الحقيقي والمجازي ليست المشابهة وإنما علاقة السبب الذي يؤدي إلي المسبب وهو المعني المراد ،ولما كانت اليد سببا في توصيل العطاء وهو المسبب فتكون العلاقة السببية ، والقرينة أطولكن بمعني أكثركن عطاء .
2/ وأما في النص الثاني فنجد أن الآية الكريمة قد استعملت (رزقا) استعمالا مجازياً إذ المعني الحقيقي للرزق القوت والطعام وهو لا ينـزل من السماء ، وإنما الذي ينـزل من السماء هو الرزق المجازي ،وهو المطر ، وهو المعني المراد . والعلاقة بين المعني الحقيقي والمجازي هي علاقة المسبب الذي يراد منه السب . إذ الرزق متسبب عن المطر الذي هو سبب في إنبات النبات الذي نأخذ منه الطعام .فالعلاقة إذا هي المسببة . والقرينة من السماء .
3/ وفي النص الثالث نجد الآية الكريمة استعملت الأفواه استعمالا مجازيا لأن الإنسان لا يتحدث بالفم كله ( وهو المعني الحقيقي ) وإنما يتحدث بجزء منه وهو اللسان ( وهو المعني المجازي وهو المراد ) . فالعلاقة بينهما هي علاقة الكل الذي يراد منه الجزء فالعلاقة إذا هي الكليّة والقرينة ( يقولون).
4/ وفي النص الرابع قد استعمل الركوع في معناه المجازي وهو الصلاة ومعلوم أن الركوع جزء من الصلاة ، فقد أطلق الركوع وهو الجزء ( المعني الحقيقي )علي الصلاة وهي الكل (المعني المجازي ) فالعلاقة هي الجزئية ، والقرينة حالية تفهم من المقام.
5/ وفي النص الخامس نجد المجاز في كلمة ( صدرك ) حيث أطلق الصدر الذي هو محل وأريد منه الحال فيه وهو القلب وهو المعني المجازي ، فالعلاقة إذا هي العلاقة المحلية ، والقرينة (نشرح). فالانشراح لا يكون للمعني الحقيقي الذي هو المحل وإنما يكون الذي للقلب الذي هو المعني المجازي .
6/ وفي النص السادس نجد المجاز المرسل في كلمة ( النعيم)وهو أمر معنوي غير حسي وهذا هو المعني الحقيقي .والمراد منه المعني المجازي للنعيم وهو الجنة . والنعيم حال في الجنة وهي محل له فالعلاقة إذا هي الحالية حيث أطلق الحال وأريد منه المحل . والقرينة (في) لأن الاستقرار والسكن لا يكون في أمر معنوي ولكن فيما هو حسي وهو الجنة.
7/وفي النص السابع نجد أن الآية قد استخدمت (اليتامى) استخداما مجازيا فإن اليتيم الحقيقي هو من فقد أباه ولم يبلغ . ولكن المراد به هنا اليتيم المجازي وهو من فقد أباه ولكنه بلغ ، فهو حينئذ ليس يتيما حقيقيا وإنما سمته الآية كذلك لأنها نظرت إلي الماضي الذي كان عليه قبل أن يبلغ فأطلقت عليه الاسم الذي كان يحمله في الماضي فالعلاقة إذا هي علاقة اعتبار ما كان .والقرينة ( وآتوا ) لأن اليتيم الحقيقي لا يعطي ماله وهو في هذه السن ، لأنه لا يحسن التصرف في المال.
8/ وأما في النص الثامن فنجد المجاز في كلمة ( ميّت ) لأن الميت حقيقة هو من مات بالفعل ، والخطاب هنا موجه للنبي  وهو حيّ فأطلق عليه كلمة ميت مجازاً علي اعتبار أنه سيموت مستقبلا .فالعلاقة إذا هي علاقة اعتبار ما سيكون .والقرينة كاف الخطاب في (أنك) لأن الخطاب لا يكون للميت وهو المعني الحقيقي وإنما يكون للحي الذي سيموت وهو المعني المجازي .
9/ وفي النص التاسع نجد المجاز في كلمة ( لسانك) ومعناها الحقيقي العضو الذي نتكلم بواسطته ولكن المراد اللسان المجازي وهو اللغة ، ولما كان اللسان هو الآلة التي تؤدي بها اللغة جاز إطلاقه عليها تجوزاً فالعلاقة هي الآلية والقرينة ( يسّرنا).
10/وفي النص العاشر نجد الشاعر قد استخدم السماء استخداما مجازيا إذ يراد بها في النص المعني المجازي وهو المطر ، والعلاقة بين السماء والمطر أن المطر ينـزل من جهة السماء فهو مجاور لها ، فالعلاقة هي المجاورة ، والقرينة (نـزل ) . وتجدر الإشارة إلي أن النص فيه مجاز مرسل آخر في ( رعيناه ) حيث الضمير يرجع للمطر والمطر لا يرعى وإنما يرعى ما يتسبب عنه وهو العشب فالعلاقة إذا السببية والقرينة (رعى).

الخلاصة :
نستنبط مما تقدم ما يلي :
1/ إن المجاز المرسل كلمة استعملت في غير معناها الحقيقي ، لوجود علاقة تربط بين المعني الحقيقي والمعني المجازي وهو غير المشابهة. ومع وجود دليل أو قرينة تمنع إرادة المعني الحقيقي ، وتوضح أن المراد هو المعني المجازي وقد تكون لفظية إذا وجد في العبارة لفظ يوضح قصد المتكلم وقد تكون حالية إذا كان قصـد المتكلم قد فهم من واقع الحال ومن السياق .
2/ علاقات المجاز المرسل كثيرة ومن أشهرها ما يلي :
أ/ علاقة السببية وهي أن نطلق السبب ونريد منه المسبب .
ب/ علاقة المسببية وهي أن نطلق المسبب ونريد منه السبب.
ج/ علاقة الكلية وهي أن نطلق الكل ونريد منه الجزء .
د/ علاقة الجزئية وهي أن نطلق الجزء ونريد منه الكل .
هـ/علاقة المحلية وهي أن نطلق المحل ونريد منه الحال في المحل .
و/ علاقة الحالية وهي أن نطلق الحال ونريد منه المحل .
ز/ علاقة اعتبار ما كان وهي أن نسمي الشيء بالاسم الذي كان يحمله في الماضي .
ح/علاقة اعتبار ما يكون وهيأن نسمي الشيء بالاسم الذي سيؤول إليه في المستقبل.
ط/ علاقة الآلية وهي أن نسمي الشيء باسم الآلة التي يؤدي بها .
ي/ علاقة المجاورة وهي أن نسمي الشيء باسم مجاوره .

تدريبات :

نموذج (1)
حدد فيما يأتي موضع المجاز المرسل وبين علاقته وقرينته:
1/ قال تعالي:  قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر  .
تشتمل الآية علي مجازين مرسلين الأول في كلمة ( البغضاء ) ومعناها الحقيقي الكراهية وهي أمر معنوي لا يبدو ، وإنما الذي يبدو هو (البغضاء ) المجازية وهي الكلام المسيء، والعلاقة بين المعني الحقيقي أن البغضاء الحقيقية دافع وسبب في إبداء الكلام المسيء فهو مسبب فالعلاقة إذا هي السببية حيث أطلق السبب وأريد منه المسبب . والقرينة (بدت) . والمجاز الثاني في كلمة ( أفواههم ) والمعني الحقيقي كل الفم ولكن المراد هو المعني المجازي للأفواه وهو الألسنة وهي جزء ، فالعلاقة هي الكلية حيث أطلق الكل وأريد منه الجزء .
2/ وقال عليه السلام : " من كان عنده فضل ظهر فليعد به علي من لا ظهر له ومن كان عنده فضل زاد فليعد به علي من لا زاد له " . فالمجاز المرسل في كلمة (ظهر) والمراد به الظهر المجازي وهو الدابة ومعلوم أن الظهر جزء من الدابة ،فقد أطلق الجزء وأريد منه الكل فالعلاقة هي الجزئية ، والقرينة حالية .
3/ وقال الشاعر في رثاء زوجته :
ألا من رأي الطفل المفارق أمه * بعيد الكرى عيناه تنسكبان
المجاز المرسل في كلمة عينيه فالمعني الحقيقي العين الباصره وهي عضو لا ينسكب وإنما الذي ينسكب هو الدموع وهو المعني المجازي للعينين ، والعلاقة بينهما أن العينين محل للدموع فقد أطلق المحل وأراد منه الحال فيه فالعلاقة هي المحلية والقرينة (تنسكبان)

تمرين (2) :
قال تعالي :  ومنهم الذّين يؤذون النبي ويقولون هو أذنُ ،قل أذن خير لكم  .
أ/ عمّن تتحدث الآية.
ب/ ماذا قالوا عن النبي  ؟
ج/ وبم ردت عليهم الآية ؟
د/ استعملت كلمة ( الأذن ) في الآية بمعني ( الواشي ) ، فما علاقة المجاز المرسل فيها ؟ ولم اختصت الأذن من بين سائر الأعضاء ؟
تمرين (3):
قال تعالي :  إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ، يد الله فوق أيديهم  .
أ/ تشير الآية الكريمة إلي مبايعة المسلمين للرسول  في عام معين ثم في صلح معين ، ما الاسم الذي أطلق علي هذا العام .
ب/ إذا كان المراد من (يد الله) قدرته ، فما علاقة المجاز المرسل؟ وضح؟

تمرين (4):
بين علاقة المجاز المرسل فيما تحته خط مما يأتي :
1/ قال الشاعر عن النائحات من النساء :
ينحن علي ميت سيتبعن إثــره * ومن عجب ميت ينوح علي ميت
2/ وقال المتنبي :
جود الرجال من الأيدي وجودهم * من اللسان فلا كانوا ولا الجود .
3/ وقال أيضا في المدح :
وما جهلت أياديك البوادي * ولكن ربما خفي الصواب

تمرين (5):
قال المتنبي في المدح:
قوم إذا أمطرت موتا سيوفهـم * حسبتها سحبا جادت علي بلد
وقال في الذم :
ما يقبض الموت نفسا من نفوسهم * إلا وفي يده من نتنها عود
إذا كان (موتا) في البيت الأول تعني ( ضربا ) ونفسا في البيت الثاني تعني ( روحا ) فما علاقة المجاز المرسل في كل من الكلمتين ؟ وضح .

تمرين (6):
حدد فيما يأتي موضع المجاز المرسل ، وبين علاقته وقرينته.
1/ قال تعالي :  فرجعناك إلي أمك كي تقر عينها ولا تحزن .
2/ قال تعالي :  ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث  .
3/ قال تعالي : وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم .
4/قال تعالي :  إني أراني أعصر خمراً  .
5/قال تعالي :  إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي  .
6/قال تعالي :  وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة  .
7/ وقال المتنبي : وما قتل الأحرار كالعفو عنهم * ومن لك بالحر الذي يحفـظ اليدا .
8/ وقـــال : إني نـزلت بكذابين ضيفهم * عن القرى وعن الترحال محـدود .
9/ وقال آخـر : لسان السـوء تهـديه إليـنا * وخنت ومـا حسبتك أن تخـونا.
10/ وقال آخر : فشككت بالرمح الأصم ثيابه * ليس الكريم علـي القنا بمحـرم .

تمرين (7):
هات من إنشائك مجازاً مرسلاً علاقته السببية.
وآخر علاقته الجزئية . وثالثا علاقته المحلية .








الاستعارة التصريحية والمكنية

النصوص:
(أ) :
1/قال تعالي : كتاب أنـزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلي النور  .
2/ وقال تعالي :  واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا  .
3/ وقال الحطيئة يستطعف الخليفة عمر  ، ليطلق سراحه من السجن :
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ * زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة * فأغفر عليك سلام الله يا عمــر
(ب) :
4/قال تعالي : واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمها كما ربياني صغيراً
5/وقال تعالي : رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا .
6/ وقال الشاعر : قوم إذا الشر أبدي ناجذيه لهم * طاروا إليه زرافات ووحدانا

التوضيح :
1/ انظر إلي النص الأول تجد الآية الكريمة تتحدث عن القرآن الكريم المنـزل علي سيدنا محمد  لينقذ الناس من الضلال والكفر ، ويهديهم إلي الهدي والإيمان . ونلاحظ أنه قد شبه الكفر والضلال بالظلمات لما في كل من الضلال والظلمات من التخبط وعدم الوصول إلي الغاية السليمة بسهولة كما شبه الهدي والإيمان بالنور لما فيهما من الوصول إلي الغاية السليمة بسهولة .ولكننا نلاحظ أن الموجود في كل من التشبيهين طرف واحد أما الطرف الآخر فمحذوف ، فكيف تم ذلك؟ لقد استعير لفظ المشبه به (الظلمات) للدلالة علي المشبه ( الكفر والضلال) ،وكذلك استعير لفظ المشبه به (النور) للدلالة علي المشبه ( الهدي والإيمان) ولما كان المصرح به في كل من الاستعارتين هو المشبه به والمحذوف هو المشبه سميت الاستعارة استعارة تصريحية ويلاحظ وجود علاقة المشابهة بين المعنى الحقيقي والمعني المجازي في كل من الاستعارتين كما مر من قبل ويلاحظ كذلك وجود دليل أو قرينة تمنع إرادة المعني الحقيقي في الاستعارتين وهي قوله ( كتاب أنزلناه إليك ) ، لأن الكتاب هو القرآن انزل لينقذ الناس من الضلال لا من الظلمات الحقيقية ، وليقود الناس إلي الإيمان لا إلي النور الحقيقي.
2/وفي النص الثاني نجد الآية الكريمة تأمرنا بالتمسك بدين الله ، وتنهانا عن التفرق ، ولكن جاء ذلك عن طريق الاستعارة ، حيث شبه الدين بالحبل واستعير الحبل للدين ، والعلاقة بينها هي المشابهة في الربط لأن الحبل يربط شيئا بشيء والدين يصل الناس بالله تعالي . ولما كان المصرح به هو لفظ المشبه به ( الحبل ) والمحذوف هو المشبه (الدين) سميت الاستعارة تصريحية ، والقرينة هي إضافة الحبل لله فهي قرينة لفظية.
3/ وأما الحطيئة فقد شبه أطفاله الصغار بالأفراخ واستعار لفظ المشبه به ( الأفراخ للدلالة علي المشبه ( الأطفال ) علي سبيل الاستعارة التصريحية ، لأن المشبه به مصرح به والمشبه محذوف لوجود علاقة المشابهة بين الصغار من الأطفال والأفراخ والمتمثلة في العجز والحاجة إلي الرعاية في كل منهما. وقد فهمنا قصد الحطيئة من واقع الحال الذي كان فيه، فالقرينة إذا حالية .
4/ وإذا انتقلنا إلي الفقرة (ب) نجد النص الرابع قد شبه الذل بطائر واستعير اللفظ الدال علي المشبه به ( الطائر ) ليدل علي المشبه ( وهو الذل ) تم حذف المشبه به ودل عليه بإثبات لازمه (و هو الجناح) .والعلاقة بين الطائر والذل هي المشابهة في الخضوع في كل ، ومتي ما حذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه سميت الاستعارة مكنية والقرينة المانعة من أرادة المعني الحقيقي ( الطائر ) إثبات الجناح للذل .
5/ وفي النص الخامس شبه الرأس الذي انتشر فيه الشيب سريعا بالنار ثم استعير لفظ المشبه به (النار) للدلالة علي المشبه (الرأس) .ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو الاشتعال علي سبيل الاستعارة المكنية ، والعلاقة بين النار والرأس سرعة الانتشار في كل ، والقرينة إثبات الاشتعال للرأس .
6/ وفي النص السادس شبه الشر بحيوان مفترس ثم استعير لفظ المشبه به ( الحيوان المفترس)لدلالة علي المشبه ( الشر) ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه ، وهو إبداء الناجذين ، وذلك علي سبيل الاستعارة المكنية .والعلاقة بين الحيوان المفترس والشر تسبيب الأذى في كل والقرينة هي إثبات الناجذين للشر .
الخلاصة :

نستنبط مما تقدم ما يلي :
1/ إن الاستعارة أحد فرعي المجاز اللغوي ، وهي لفظ استعمل في غير معناه الحقيقي .
2/ لجواز هذا الاستعمال لا بد من وجود علاقة مشابهة تربط بين المعني الحقيقي والمعني المجازي ، وهي كما تسمي علاقة تسمى أيضا الجامع .
3/ ولابد كذلك من وجود دليل أو قرينة تمنع من إرادة المعني الحقيقي وتوضح أن المراد هو المعني المجازي ، وهي تأتي لفظا في العبارة فتسمي قرينة لفظية ، وقد يدل علي إرادة المجاز من واقع الحال الذي قيل فيه الكلام فتسمي القرينة حالية .
4/ يمكن أن تعرف الاستعارة بإيجاز بأنها مجاز علاقته المشابهة أو بأنها تشبيه حذف أحد طرفيه .
5/وعلي ذلك فهي تنقسم إلي :
أ/ الاستعارة التصريحية ومن أبرز علاماتها أن يحذف المشبه ويصرح بالمشبه به مع وجود علاقة مشابهة ، ووجود قرينة لفظية أو حالية.
ب/ الاستعارة المكنية ، ومن أبرز علاماتها : وجود المشبه وحذف المشبه به والرمز إليه بشيء من لوازمه ، مع وجود علاقة مشابهة ، ووجود قرينة وهي عبارة عن إثبات لازم المشبه به للمشبه ، أي أن تحويل صفة المشبه به لتصبح صفة خاصة بالمشبه دليلاً، وقرينة علي إرادة المجاز .
6/ ولما كانت الاستعارة أساساً تقوم علي تشبيه ، أي كانت تشبيها ثم تحولت إلي استعارة . فإنه يمكن تحويل التشبيه إلي استعارة بحذف أحد طرفي التشبيه وكما يمكن تحويل الاستعارة إلي تشبيه بإرجاع الطرف المحذوف .

تدريبات :

نموذج (1):
حدد الاستعارة فيما يأتي ، وبين نوعها ، وعلاقتها ، وقرينتها .
1/ قال تعالي :  اهدنا الصراط المستقيم  :
الاستعارة في كلمة ( الصراط) ، فقد شبه الدين القويم بالصراط أي الطريق المستقيم ثم استعير لفظ المشبه به ( الصراط ) للدلالة علي المشبه ( الدين ) ، والعلاقة هي الاهتداء إلي الغاية السليمة والوصول إليها في كل . ولما كان المصرح به هو المشبه به والمحذوف هو المشبه فالاستعارة تصريحية ، والقرينة حالية تفهم من المقام وهو ما كان عليه الناس من ضلال وحاجتهم إلي هداية .
2/ قال الأعشى يصف لقاء بكر لجيش فارس في موقعة ذي قار :
لمّا أمالوا إلي النشاب أيديهم * ملنا ببيض فظل الهام يقتطف
فالاستعارة في قوله (الهام يقتطف) ، حيث شبه الرؤوس التي تتطاير بعد قطعها بسيوفهم بالثمار التي تقتطف ، ثم استعار المشبه به (الثمار) ليدل علي المشبه (الرؤوس) ، ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو الاقتطاف ، علي سبيل الاستعارة المكنية . والعلاقة بين الهام والثمار هي القطع والتطاير في كل . والقرينة هي إثبات الاقتطاف للهام أو الرؤوس .

نموذج (2):
حوّل مما تحته خط فيما يأتي الاستعارة إلي تشبيه، والتشبيه إلي استعارة.
1/ قال المتنبي في المدح :
حملت إليه من لساني حديقة * سقاها الحجا سقي الرياض السحائب
2/ وقال كعب بن زهير في مدح الرسول  :
إن الرسول لنور يستضاء به * مهند من سيوف الله مسلول

الحل :
1/ في البيت الأول استعارة تصريحية في كلمة (حديقة) . ولما كان الموجود هو المشبه به والمحذوف هو المشبه ، وأن الشاعر حمل إلي الممدوح قصيدة أشبه بالحديقة في تنسيقها ونفعها وجمالها فيمكن تحويل الاستعارة ألي تشبيه بإرجاع الطرف المحذوف فيصبح الكلام كالآتي : ( حملت إليه من لساني قصيد كالحديقة ) .
2/ أما في قول كعب بن زهير فهناك تشبيه في قوله : ( الرسول نور). ويمكن تحويله إلي استعارة تصريحية بحذف المشبه فنقول ( أوحي الله إلي النور فأنقذ الناس من الضلال ). كما يمكن تحويله أيضا إلي استعارة مكنية بحذف المشبه به والرمز إليه بشيء من لوازمه فنقول : ( الرسول يستضاء به).
تمرين (3) :
قال عبد الحميد بن يحي الكاتب: ( أما بعد فإن الله جعل الدنيا محفوفة بالمكاره والشرور، فمن ساعده الحظ فيها سكن إليها ، ومن عضّته بنابها ذمها ساخطا عليها ) .
1/ ماذا تعرف عن عبد الحميد الكاتب ؟
2/ بم وصف الدنيا في الجملة الأولي ؟
3/ كيف ينظر المحظوظ إلي الدنيا ؟
4/ متي يسخط الإنسان علي الدنيا ؟
5/ أعرب محفوفة وساخطا .
6/ في قوله (عضّته الدنيا بنابها) استعارة ، وضحها ، وبين نوعها ، وعلاقتها ، وقرينتها.

تمرين (4):
1/ قال تعالي :  إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم  .
2/ قال الشاعر : فإن تعافوا العدْل والإيمانا * فإن في أيماننا نيرانا .
شبهت الآية الكريمة الريح غير الماطرة بالمرأة العقيم . وشبه الشاعر ما يحملونه في أيديهم لقتال الأعداء بالنيران .
أكمل إجراء الاستعارتين مبينا نوعهما وموضحا علاقتهما وقرينتهما ؟

تمرين (5) :
ميز فيما تحته خط مما يأتي بين الاستعارة التصريحية والاستعارة المكنية مع التعليل .
1/ قال الكميت يصف رفقه ، وعطفه .
خفضت لهم مني جناحي مـودة * إلي كنف عطفاه أهل ومرحب
2/ وقال المتنبي يصف دخول رسول الروم علي سيف الدولة :
وأقبل يمشي في البساط فما دري * إلي البحر يسعى أم إلي البدر يرتقي
3/ وقال علي محمود طه المهندس يصف البحر :
نـزلت فيه تستحم النجوم الزهر * في جلــوة المســاء المــنير

تمرين (6) :
استخرج مما يأتي الاستعارة المكنية ، ووضحها :
1/ قال علي محمود طه المهندس :
وعلي شاطئ الغديـر ورد * أغمضت عينها لمطلع فجر
وسرى الماء هادئا في حوافيه * يغني ما بين شوك وصخر
2/ وقال إيليا أبو ماضي :
السحب تركض في الفضاء * الرحب ركض الخائفين
والشمس تبدو خلفهــا * في الأفق صفراء الجبين
والبحر ساج صامــت * فيه خشوع الزاهديـن

تمرين (7):
استخرج مما يأتي الاستعارة التصريحية ، ووضحها :
1/ قال الشاعر :
شمس وبــدر ولـدا كوكـبا * أقسمـت بـالله لقـد أنجــبا
2/ وقال زهير في المدح :
لدي أسد شاكي السلاح مقذف * له لـبد أظفـاره لـم تقلّــم
3/ قال البحتري :
وصاعقة من نصله تنكفي بـها * علي أرؤس الأقران خمس سحائب

تمرين (8) :
حوّل فيما يأتي الاستعارة إلي تشبيه والتشبيه إلي استعارة :
( أخرج الإسلام الناس من الظلمات إلي هدي كالنور)




الاختبار الذاتي الأول

(حول: التشبيه وأقسامه وأنواعه)

( الأسئلة والأجوبة)
الأسئلــة :
السؤال الأول :
ما الفرق بين التشبيه المرسل المفصل والمرسل المجمل ؟ وأيهما أبلغ ؟ ولماذا ؟
السؤال الثاني:
ما الفرق بين التشبيه المؤكد والتشبيه البليغ؟ وأيهما أبلغ ؟ ولماذا ؟
السؤال الثالث:
وضح الفرق بين التشبيه المفرد ، وتشبيه التمثيل - مع ذكر مثال لكل منهما .
السؤال الرابع :
وضح الفرق بين التشبيه الصريح ، والتشبيه الضمني - ومثل لكل منهما .
السؤال الخامس :
من أي أقسام التشبيه ما يأتي ؟ ولماذا ؟
1/ قال الشاعر : لسانك السيف لا يخفي له أثر * وأنت كالصل(1) لا تبقي و لا تذر
2/ وقال آخر : إن الحـياة قصـيدة أبياتهـا * أعمـارنا والموت فيهـا القافـية
السؤال السادس :
ميز بين التشبيه المفرد ، وتشبيه التمثيل فيما يأتي ، مع التعليل :
1/ قال البار ودي في الحنين إلي وطنه :
ليت شعري متي أري روضة المنيل * ذات النخــيل والأعــناب
حيث تجري السفـن مستبقـات * فوق نهر مثل اللجين المــذاب
2/ وقال أبو تمام :
والشيب قد طرد الشباب بياضـه * كالصبح أحدث للظلام أفـولا
3/ وقال أيضا : وكأن أجرام النجوم لوامعا * درر نثرن علي بساط أزرق
4/ وقال المتنبي :
هجرت الخمر كالذهب المصفي * فخمري مـاء مـزن كاللجين
السؤال السابع:
ميز بين التشبيه الصريح ، والتشبيه الضمني فيما يأتي مع التعليل .
1/ قال الشاعر : وإني لنجم تهتدي بي صحبـتي * إذا حال من دون النجوم سحاب
2/ وقال آخر : والشمس كالمرآة في كف الأشل * لما بدت من خدرها فوق الجـبل
3/ قال المتنبي يمدح الخليفة وابنه :
وأصبح شعـري منهمــا في مكـانه * وفي عنق الحسناء يستحسن العقد
وقال أيضا : تريدني لقيان المعالي رخيصة * ولابد دون الشهد من إبر النحل
السؤال الثامن :
ما نوع التشبيه في كل مما يأتي ؟ مع التعليل .
1/ قال أبو العتاهية : النـاس فـي غفلاتهـم * ورحــى المنيـة تطحــن
2/ وقال آخر : أري كل ذي ملك إليك مصيره * كأنك بحر والملـوك جـداول
3/ وقال آخر : وموعدك الشهد المصفي حلاوة * ودون نجاز الوعد صاب وحنظل
4/ وقال آخر : والشيب ينهض في الشباب كأنه * ليـل يصـيح بجـانبيه نهـار
5/ وقال آخر : علا فما يستقـر المال في يـده * وهل تمسـك ماء قنة الجــبل
6/ وقال خليل مطران :
ثاو علي صخر أصم وليت لي * قلبا كهذي الصخرة الصماء
ينتابها موج كموج مكارهي * ويفتها كالسقم في أعضائي






حل الاختبار الذاتي الأول

ملحوظة :
لا تطلع علي هذا الحل إلا بعد أن تبذل جهدا في حل الأسئلة معتمداً علي نفسك ثم ارجع إلي هذا الحل بقصد المقارنة والتصحيح .
الإجابة الأولي :
التشبيه المرسل هو ما ذكرت فيه أداة التشبيه والوجه معا ، أما المرسل المجمل فتذكر فيه الأداة ويحذف منه وجه الشبه ، وهو أبلغ من المرسل المفصل ، لأن ذكر وجه الشبه يوحي بمشاركة المشبه مع المشبه به في صفة بعينها بينما حذف وجه الشبه يدل علي أن المشبه قد شارك المشبه به في كل صفاته .
الإجابة الثانية :
التشبيه المؤكد : ما حذف منه الأداة وذكر فيه وجه الشبه ، أما البليغ فهو ما حذفت منه الأداة والوجه معاً . وهو أبلغ من المؤكد لأن حذف الوجه يدل علي المساواة بين المشبه والمشبه به في كل ما للمشبه به من صفات .
الإجابة الثالثة :
التشبيه المفرد ما كان وجه الشبه فيه صفة أو صفات مفردة ليست صورة مكونة من متعدد . بينما التمثيل يأتي وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد . ومثال المفرد قول كعب بن زهير :
إن الرسول لنور يستضاء به * مهند من سيوف الله مسلول
ومثال تشبيه التمثيل : قوله تعالي :  مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم .
الإجابة الرابعة :
التشبيه الصريح : هو ما كانت أركان التشبيه فيه واضحة وصريحة ولا يحتاج إلى استنباط.
مثل قول الخنساء : وان صخراً لتأتم الهداه به * كأنه علم في رأسه نار
وأما التشبيه الضمني فهو الذي لا تأتي فيه أركان التشبيه واضحة وصريحة وإنما يلمح التشبيه فيه ضمن الكلام ويحتاج إلي استنباط مثل قول المتنبي:
من يهن يسهل الهوان عليه * ما لجرح بميت إيلام
الإجابة الخامسة :
1/ لسانك السيف لا يخفي له أثر * وأنت كالصل لا تبقي ولا تذر
الشطر الأول يشتمل علي تشبيه مؤكد لحذف الأداة ووجود وجه الشبه .
أما الشطر الثاني يحتوي علي تشبيه مرسل مفصل لذكر الأداة والوجه معا
2/ إن الحياة قصيدة أبياتها أعمارنا * والموت فيها القافية .
يشمل البيت ثلاثة تشبيهات بليغة لحذف الأداة والوجه معا .
الإجابة السادسة :
1/ التشبيه في قوله : ( نهر مثل اللجين المذاب ) .
هو تشبيه مفرد لأن وجه الشبه صفة مفردة وأن الطرفين مفردان.
2/ التشبيه في البيت الثاني كله وهو من قبيل تشبيه التمثيل لأن الطرفين صورة منتزعة من متعدد وهما صورة بياض الشيب الذي يتنشر ويطرد سواد شعر الشباب مثل صورة الصبح الذي يبدّد ظلام الليل بياضه ، ووجه الشبه صورة منتزعة من متعدد وهي صورة شيء أبيض سرعان ما ينتشر ويبدد ما حوله من سواد .
3/ التشبيه في البيت كله وهو أيضا من قبيل تشبيه التمثيل لأن المشبه صورة نجوم الليل ولمعانها وسط زرقة السماء في ظلام الليل والمشبه به صورة الدرر البيضاء اللامعة المنثورة علي بساط أزرق ، ووجه الشبه صورة أشياء بيضاء لامعة محاطة بالزرقة من كل جانب.
4/ يحتوي قول المتنبي علي تشبيهين هما :
أ/ الخمر كالذهب المصفي .
ب/ ماء مزن كاللجين . وهما من قبيل التشبيه المفرد لأن وجه الشبه فيهما جاء صفة مفرده وكذلك نجد الطرفين مفردين.
الإجابة السابعة:
1/البيت الأول من قبيل التشبيه الصريح لأن أركان التشبيه فيه صريحة لا تحتاج إلي استنتاج.
2/ وكذلك التشبيه في البيت الثاني من قبيل الصريح لنفس السبب السابق .
3/ وأما قول المتنبي في مدح الخليفة وابنه :
واصبح شعري منهما في مكانه * وفي عنق الحسناء يستحسن العقد
فالتشبيه فيه من قبيل الضمني لأنه يلمح من ضمن الكلام وسياقه و يحتاج إلي استنباط.
4/ وكذلك قوله الثاني في المدح من قبيل التشبيه الضمني لنفس التعليل السابق .
الإجابة الثامنة:
1/ التشبيه في قوله : (رحى المنية). وهو تشبيه بليغ حذقت منه الأداة والوجه معا وفيه تقدم المشبه به علي المشبه وأضيف إليه .
2/ التشبيه في قوله : (كأنك بحر والملوك جداول ) . من قبيل التشبيه المرسل المجمل لذكر الأداة وحذف وجه الشبه.
3/ التشبيه في قوله : (وموعدك الشهد المصفي حلاوة) . وهو من قبيل المؤكد لحذف الأداة وذكر وجه الشبه .
4/ التشبيه في البيت كله وهو تشبيه من قبيل التمثيل لأن الوجه والطرفين صور منتزعة من متعدد.
5/ التشبيه في البيت كله . وهو من قبيل التشبيه الضمني ، لأن الأركان ليست صريحة ويلمح التشبيه من ضمن الكلام ويحتاج إلي استنباط .
6/ في البيت الأول تشبيه في قوله ليت لي قلبا كهذه الصخرة الصماء وهو تشبيه مألوف حيث وجه الشبه في المشبه به اقوي منه في المشبه وهناك تشبيهان آخران في قوله (موج كموج مكارهي ) ( ويفتها كالسقم في أعضائي وهما من قبيل التشبيه المقلوب لأن الشاعر يدعي أن وجه الشبه في المشبه أقوي منه في المشبه به فيهما







الاختبار الذاتي الثاني
(حول: الحقيقة والمجاز وأنواعه )

الأسئلة :
السؤال الأول:
ما الفرق بين الحقيقة والمجاز اللغويين ؟
السؤال الثاني :
ما الفرق بين المجاز المرسل والاستعارة ؟
السؤال الثالث :
ما أبرز الفروق بين الاستعارة التصريحية والمكنية ؟
السؤال الرابع :
ميّز بين ما استعمل استعمالاً حقيقياً وما استعمل استعمالاً مجازياً فيا تحته خط مما يأتي :
1/ قال البحتري يصف مبارزة الفتح بني خاقان للأسد :
هزبر مشي يبغي هزبراً وأغلب * من القوم يغشي باسل الوجه اغلبا
الهزبر والأغلب : اسمان من أسماء الأسد
2/ وقال : إذا العين راحت وهي عين علي الجوي * فليس بسر ما تسر الأضالع
3/ ( إذا اعتل سيف الدولة اعتلت الأرض ) .
السؤال الخامس :
حدد فيما يأتي موضع المجاز المرسل - وبين علاقته ، وقرينته :
1/ قال تعالي :  فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم .
2/ وقال تعالي:  إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً
3/ وقال تعالي :  وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة ، وأنشأنا بعدها قوماً آخرين  .
4/ وقال أبو فراس الحمداني في المدح :
إذا بقي الأمير قرير العين * فديناه اختياراً واضطراراً
5/ وقال المتنبي في الفخر :
وفؤادي من الملوك وإن كان * لساني يري من الشعراء
6/ وقال آخر في الرثاء :
ألما علي معن وقولاً لقيره * سقتك الفوادي مربعا ثم
7/ قال المتنبي في المدح :
قوم إذا أمطرت موتا سيوفهم * حسبتها سحباً جادت علي بلد
8/ وقال آخر :
نسي الطين ساعة أنه طين * حقير فصال تيها وعربدا
9/ قال تعالي :  فبشرناه بغلام حليم  .
10/ وقال تعالي: يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق جذر الموت والله محيط بالكافرين 
السؤال السادس :
ميّز فيما تحته خط مما يأتي بين الاستعارة التصريحية ، والمكنية ، مع ذكر العلاقة والقرينة في كل .
1/ قال البحتري في المدح :
يؤدون التحية من بعيد * إلي قمر من الإيوان بادِ
2/ قال تعالي: أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدي ، فما ربحت تجارتهم ، وما كانوا مهتدين.
3/ وقال تعالي:  فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه ، واتبعوا النور الذي أنزل معه ، أولئك هم المفلحون.
4/ قال المتنبي في المدح :
فلم أر قبلي من مشي البحر نحـوه * ولا رجلاً قامت تعانقه الأُسد
5/ وقال في مدح سيف الدولة وجيشه :
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه * وفي أذن الجوزاء منه زمازم(1)
7/ وقال البحتري :
وأري المنايا إن رأت بك شيبــة * جعلتك مرمي نبلها المتواتر
السؤال السابع :
ما نوع المجاز فيما تحته خط مما يأتي ؟ ولماذا ؟
1/ قال المتنبي في المدح :
أقامت الرقــاب له أيـاد * هي الأطواق والناس الحمام
2/ قال مسلم بن الوليد في المدح :
ركبنا إليه البحر في مؤخراته * فأوفت بنا من بعد بحر إلي بحر
3/ قال أبو نباته في الرثاء :
لما سكنت من التراب حديقة * فاضت عليك العين بالأنهار .
4/ جاء في حديث شريف : " لا تجالسوا السفهاء علي الحمق " .
5/ وقال الشاعر :
وكم علمته نظم القوافي * فلما قال قافية هجاني








حل الاختبار الذاتي الثاني

ملحوظة : أجّل الاطلاع علي هذه الأجوبة ولا ترجع إليها إلا بعد أن تعتمد علي نفسك في حل الأسئلة .
الإجابة الأولي :
الفرق بين الحقيقة والمجاز :
الحقيقة اللغوية كلمة استعملت في المعني الذي وضعت له مثل : رأيت أسداً في الغابة .
أما المجاز اللغوي فهو قول (لفظ أوتركيب) استعمل في غير المعني الذي وضع له . لوجود علاقة تربط بين المعني الحقيقي والمجازي . ووجود قرينة تمنع إرادة المعني الحقيقي مثل: صافحت أسداً في الحفل .
الإجابة الثانية :
الفرق بين المجاز المرسل والاستعارة :
هما فرعا المجاز اللغوي وكلاهما كلمة استعملت في غير معناها الحقيقي والفرق بينها يكمن في العلاقة . فعلاقة الاستعارة دائماً هي المشابهة بين المعني الحقيقي والمعني المجازي في صفة من الصفات بينما العلاقة في المجاز المرسل غير المشابهة وهي أنواع .
الإجابة الثالثة :
الفرق بين الاستعارة التصريحية والمكنية:
الفرق بينهما يكمن فيما هو موجود أو محذوف من طرفي التشبيه ففى التصريحية يحذف المشبه ويصرح بالمشبه به بينما في المكنية يذكر المشبه ويحذف المشبه به ويدل عليه بلازم من لوازمه .
الإجابة الرابعة:
1/ هزبر الأولي مجاز بالاستعارة والمراد بها الممدوح ، وهزبر الثانية حقيقة وتعني الأسد الحقيقي .
2/ العين الأولي هي العين الباصرة فالكلمة استخدمت في معناها الحقيقي بينما العين الثانية المراد بها الجاسوس فهي مجاز مرسل علاقته الجزئية .
3/ اعتل سيف الدولة استخدمت اعتل في معناها الحقيقي بينما اعتلت الأرض قد استخدمت فيها الكلمة علي سبيل المجاز بالاستعارة .
الإجابة الخامسة:
1/ المجاز المرسل في ( فاعتدوا عليه ) وعلاقته السببية حيث أطلق السبب وهو الاعتداء وأريد منه المسبب وهو المجازاة علي الاعتداء ورد العدوان والقرينة (اعتدي عليكم) .
2/ المجاز في كلمة (ناراً) والعلاقة المسببة حيث أطلق المسبب وأريد منه السبب وهو أكل المال ظلماً والذي يكون سبباً في إدخال النار والقرينة (يأكلون) .
3/ المجاز في (قرية) والعلاقة المحلية حيث أطلق المحل وأريد الحال في المحل وهم أهل هذه القرية ، والقرينة (كانت ظالمة) .
4/ المجاز في (عين) والعلاقة الجزئية حيث أطلق الجزء والمراد الكل أي النفس كلها، والقرينة (قرير).
5/ المجاز في ( لساني) والعلاقة الآلية حيث أطلقت الآلة والمراد بها ما يؤدي بها ، وهو اللغة ، والقرينة ( يري من الشعراء ) .
6/ المجاز في (موتا) والعلاقة المسببة حيث أطلق المسبب وهو الموت وأريد منه السبب وهو الضرب ، والقرينة ( أمطرت سيوفهم ) .
7/ المجاز في ( معن ) والعلاقة الحالية حيث أطلق الحال وأريد المحل وهو المكان الذي دفن فيه معن ، والقرينة ( ألما ) بمعني أنزلا .
8/ المجاز في (الطين) وعلاقته اعتبار ما كان والمراد الإنسان الذي كان طيناً ، والقرينة (نسي) .
9/ المجاز في (غلام حليم) والعلاقة اعتبار ما سيكون والمراد سيولد ثم يصبح غلاماً حليماً ، والقرينة (فبشرناه) .
10/ المجاز في (أصابعهم ) والعلاقة الكلية حيث أطلق الكل والمراد الجزء وهو أطراف الأصابع ، والقرينة ( في آذانهم ) .
الإجابة السادسة :
1/ (قمر ) استعارة تصريحيه ، والعلاقة الإشراق والعلو في كل من الممدوح والقمر الحقيقي ، والقرينة ( يؤدون التحية) .
2/ (اشتروا الضلالة بالهدي ) استعارة مكنية والعلاقة هي المشابهة بين السلعة والضلالة في التناول والتمسك في كل. والقرينة (إثبات الشراء للضلالة)
3/ (النور) استعارة تصريحيه والعلاقة هي المشابهة بين الهدي والنور في كل. والقرينة (انزل معه).
4/ (البحر) و ( الأسد) استعارتان تصريحيتان والعلاقة هي المشابهة بين الممدوح والبحر في العطاء وبينه وبين الأسد في الشجاعة والقرينة ( مشي نحوه) و(تعانقه) .
5/ (أذن الجوزاء ) استعارة مكنية والعلاقة بين الجوزاء والإنسان الارتفاع في كل والقرينة إثبات الأذن للجوزاء .
6/ (المنايا رأت بك) استعارة مكنية والعلاقة بين المنايا والإنسان التعلق والتمسك في كل . والقرينة إثبات الرؤية للمنايا .
الإجابة السابعة :
1/ (الرقاب) مجاز مرسل لأن العلاقة غير المشابهة وهي الجزئية حيث أطلق الجزء وأريد الكل ، (الناس) . و( أياد ) كذلك مجاز مرسل لأن علاقته غير المشابهة وهي السببية حيث أطلق السبب وأريد منه المسبب وهو النعم والمعروف .
2/ ( البحر ) مجاز مرسل لأن علاقته غير المشابهة وهي المحلية حيث أطلق المحل وأريد منه الحال فيه وهو السفن . أما بحر الأخيرة فاستعارة تصريحيه لعلاقة المشابهة بين الممدوح والبحر الحقيقي في العطاء .
3/ ( حديقة ) استعارة تصريحيه ، لعلاقة المشابهة بين القبر والحديقة في النعم . و( الأنهار ) كذلك استعارة تصريحيه لعلاقة المشابهة بين الدموع والأنهار في الغزارة والتدفق .
4/ ( الحمق ) مجاز مرسل علاقته المسببة حيث أطلق المسبب وأريد منه السبب وهو الخمر .
5/ ( قافية ) مجاز مرسل لأن علاقته غير المشابهة ، وهي هنا علاقة الجزئية حيث أطلق الجزء وأريد منه الكل وهو القصيدة .






الكناية وأقسامها

النصوص:
( أ) :
1/ ( محمد نظيف اليد ) .
2/ قال تعالي : وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه علي ما أنفق فيها وهي خاوية علي عروشها ، ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا .
3/ وقـال تعـالي:  ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ، ولا تبسطها كل البسط ، فتقعد ملوماً محسوراً  .
4/ وقالت الخنساء في أخيها صخر :
طويل النجاد رفيع العماد * كثير الرماد إذا ماشتا
(ب) :
5/ قال تعالي : وحملناه علي ذات ألواح ودسر  .
6/ وقال تعالي :  أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ؟  .
7/ ومما أثر عن الرسول  قوله : " يا أنجشة رويدك سوقك بالقوارير " .
(ج) :
8/ قال  : " الخيل معقود بنواصيها الخير " .
9/ وقيل : ( المجد بين برديه ، والكرام تحت ردائه ) .
10/ وقال الشاعر :
إن العفاف لفي بردها * وإن الإباء لفي معطسى .

التوضيح :
1/ انظر المثال الأول تجد فيه أن محمداً قد وصف بصفة ظاهرة ، وهي نظافة اليد ، ولكن إذا تأملنا نجد أن المتكلم لا يعني هذا المعني الظاهر لهذه الصفة ، وإنما يريد ما يلزم منها، فهي ترشد وتقود إلي معني خفي أو صفة مخفية تلزم من هذه الصفة الظاهرة وهي العفّة والأمانة والطهر ، وأن يده لا تمتد إلي الحرام .
والمعني الظاهر غير مراد وإنما المراد هو المعني الكنائي الخفي والذي يطلق عليه لازم المعني. ولما كان هذا اللازم عـبارة عن صفـة فأننا نقول ( نظيف اليد) كناية عن صفة العفة والأمانة .
2/ أما النص الثاني فقد وصفت الآية الكريمة حال صاحب الجنة الذي اغتر بماله ، ونسي ربه ، فنزل علي ثمار جنته من الخراب ، والدمار ما جعلها خاوية علي عروشها . فكيف كان حاله عندما رآها بهذه الصورة ؟أنه جعل يقلّب كفيه ندما علي ما أنفق من مال فيها .
فالكناية في قوله تعالي : ( فأصبح يقلب كفيه علي ما أنفق فيها ) فهذه الجملة تحمل صفة لها معني ظاهر وهو تقليب الكفين ولكن الآية لا ترمي إلي هذا المعني الظاهر وإنما ترمي إلي معني خفي تدل عليه وترشد إليه هذه الصفة الظاهرة ، وهو أن صاحب الجنة اصبح نادماً متحسراً علي ما فعل . ولما كان الندم صفة فإننا نقول : إن هذه الجملة كناية عن صفة الندم والحسرة .
3/ وفي النص الثالث نجد الآية الكريمة تنهانا عن البخل وعن الإسراف والتبذير وتدعونا إلي التوسط والاعتدال في الإنفاق . ولكن الآية لم تعبر عن ذلك صراحة وإنما عبرت عنه عن طريق الكناية حيث جاءت بصفات ظاهرة يلزم منها الدلالة علي هذه الصفات الخفية .
فالكناية الأولي في قوله تعالي : ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك  فالمعني الظاهر لا تجعل يدك مربوطة إلي عنقك . وهذا المعني الظاهر غير مراد . ولكنه يدل علي أن الذي يربط يده إلي عنقه لا يمد يده إلي نقوده لينفق منها ويلزم من ذلك أنه شحيح . فتكون العبارة كناية عن النهي عن صفة الشح .
والكناية الثانية في قوله تعالي :  ولا تبسطها كل البسط  وهي لا تعني ظاهر المعني وهو ( بسط اليد ) ولكن تعني ما يلزم من ذلك وهو أن صاحب اليد المبسوطة لا يبقي علي نقوده .
فالعبارة كناية عن صفة مخفية هي النهي عن التبذير ، ومجموع النهيين يلزم منه الدلالة علي صفة ثالثة مخفية هي الأمر بالاعتدال والتوسط في الإنفاق .
4/ وفي النص الرابع نجد أن الخنساء لا تريد أن تصف أخاها بهذه الصفات ذات المعاني الظاهرة ، وإنما تريد أن تكني عن صفات أخري مخفية . حيث قالت : (طويل النجاد) والمعني الظاهر لهذه الصفة أن نجاد سيفه طويلة أي حمالته التي يعلق بها في الكتف طويلة. ولكنها لا تعني هذا المعني الظاهر ، ولكنها ترمي إلي صفة خفية وهي طول أخيها ، ولما كان من المتعارف عند العرب أن الشجاعة ملازمة للطول فهي تعني أنه شجاع فتكون العبارة كناية عن صفة ( الشجاعة).
وفي قولها : ( رفيع العماد) قد كنّت بالمعني الظاهر لرفعة العماد أي ارتفاع خيمته ومنزله وتميزه عن سائر منازل قومه ، كنّت بهذا عما يلزم منه وهو أنه سيد قومه .
وفي قولها : ( كثير الرماد) قد كنّت بكثرة الرماد في منزله وهو المعني الظاهر ، كنّت به عن صفة مخفية هي ( الكرم ) لأن كثرة الرماد دليل على كثرة الطبخ وكثرة الآكلين وكثرة الضيوف الطارقين منزله .
وإذا انتقلنا إلي المجموعة (ب)
5/ نجد النص الخامس قد تناولت في الآية الكريمة الوسيلة التي نجي الله بها سيدنا نوح والمؤمنين معه وسط الطوفان . ولكنها لم تذكرها باسمها صراحة وإنما كنّت عن ذلك بذكر صفة من صفاتها . وهـي أنها مصـنوعة من ألواح يشد بعضها إلي بعض بخيوط أو مسامير .
وبالتأمل في هذه الصفة الظاهرة ندرك أنها تدل علي موصوف مخفي يتصف بهذه الصفة وهو السفينة .
6/ وفي النص السادس من هذه القائمة نجد الآية قد تحدثت عن الذين نسبوا إلي الله الولد، وقالوا : إن الملائكة بنات الله .
ولكن الآية لم تعبر عن البنات صراحة وإنما كنّت عنهن بصفاتهن الظاهرة وهي أنهن يتربين في الزينة والنعمة ، ولا يستطعن الإبانة عن قضيتهن في وقت الخصام والجدال .
وبالتأمل في هذه الصفات الظاهرة نجد أنها تدل علي موصوف مخفي معين يتصف بها وهو هنا (المرأة) فتكون الآية كناية عن المرأة ، لأن ما ذكر في الآية صفات خاصة بها.
7/ وفي النص السابع نجد أن مما أثر عن الرسول  عندما كان في سفر ومعه أنجشة الذي كان يسوق الإبل سوقاً عنيفاً ، وكان مع الركب نساء فقال :( رويدك سوقك بالقوارير) والمعني الظاهر للقوارير الزجاجية التي لا تتحمل عنفاً ومعرضة للكسر ولكن الرسول  لا يعني هذا المعني الظاهر وإنما كني به عن النساء لآن من سماتهن عدم تحمل العنف فتكون العبارة كناية عن موصوف هو النساء .
وإذا انتقلنا إلي المجموعة الأخيرة (ج) :
8/ فإننا نجد النص الثامن قد ذكر موصوفاً هو الخيل وذكر صفة الخيل وهي ما فيها من خير . ولكن لم تنسب هذه الصفة إلي الخيل مباشرة وإنما نسبت إلي ما له علاقة بها وهي نواصيها .
ويلزم من هذا النسبة الظاهرة نسبة أخري مخفية وهي نسبتها إلي الخيل نفسها . فيكون الكلام كناية عن نسبة .
9/ كما نجد النص التاسع قد ذكر موصوفاً وهو صاحب المجد والكرم وذكر صفة المجد والكرم .ولكن لم ينسب المجد والكرم إلي الممدوح مباشرة وإنما نسباً إلي ما له علاقة به حيث نسب المجد إلي برديه ونسب الكرم إلي ردائه .
ويلزم من هذه النسبة الظاهرة أن ينسبا إلي صاحب البرديين والرداء ، فيكون الكلام كناية عن نسبة .
10/ ويشتمل النص العاشر على كنايتين عن نسبة :
فالأولي في قوله ( إن العفاف لفي بردها ) حيث ذكر الموصوف وهو الضمير الهاء الراجع لهذه المرأة الممدوحة وذكر صفة العفاف ، ولكن لم ينسبها إليها مباشرة وإنما نسبها إلى بردها ويلزم من ذلك نسبة العفاف إلي المرأة نفسها .
والثانية في قوله : ( إن الأباء لفي معطسى ) حيث ذكر الموصوف وهو الضمير ياء المتكلم وذكر صفة هي الإباء ولم ينسبها إلي نفسه مباشرة وإنما نسبها إلي أنفه التي يعطس بها . ويلزم من ذلك نسبة هذه الصفة إليه شخصياً .

الخلاصة :
1/ يتضح مما تقدم أن الكناية ، لغة تعني الخفاء ، ولقد لمسنا هذا الخفاء كذلك في المعني الاصطلاحي .
فالأديب يخفي صفة وراء صفة ظاهرة يذكرها ، ويخفي موصوفاً وراء صفة تخصه يذكرها ، ويخفي نسبة غير مباشرة وراء نسبة ظاهرة مباشرة يذكرها وعلي ذلك فقد عرفت بأنها :
2/ لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة ذلك المعني ، وقد اتضح لنا من خلال التوضيح السابق أن اللفظ الذي أطلق لا يخلو من ثلاث حالات :
أ/ أن يكون صفة لها معني ظاهر غير مراد ولها لازم معني وهو الصفة المخفية وهي المرادة .
ب/ أن تذكر صفة أو عدة صفات ظاهرة ، أما لازم معناها فهو ما يخفي وراءها من موصوف هو المراد .
ج/ أن تذكر نسبة مباشرة ظاهرة غير مرادة ، واما لازم معناها فهو ما يخفى وراءها من نسبة غير مباشرة هى المرادة .
3/ ومما تقدم يتضح لنا أن أقسام الكناية ثلاثة :
أ/ كناية عن صفة ومن علاماتها البارزة أن المتكلم يعطينا موصوفا ويعطينا معه صفة لها معنى ظاهر . ويطلب منا التعرف على صفة مخفية تلزم من هذه الصفة الظاهرة .
ب/ كناية عن موصوف ومن علاماتها البارزة أن المتكلم يعطينا صفة ظاهرة أو عدة صفات . ويطلب منا التعرف على الموصوف المخفي الذي تنطبق عليه هذه الصفة أو تلك الصفات .
ج/ كناية عن نسبة ومن علاماتها الظاهرة أن المتكلم يعطينا موصوفا وصفة وينسب هذه الصفة إلي شيء له علاقة بالموصوف ويلزم من هذه النسبة المباشرة نسبة مخفية غير مباشرة وهي نسبة هذه الصفة إلى نفس الموصوف .
4/ كما يتضح أن الكناية تختلف عن المجاز فى أن المجاز لابد فيه من وجود قرينه تمنع إرادة المعني الحقيقي .
بخلاف الكناية فلا يشترط فيها ذلك أي ليس فيها ما يمنع إرادة المعني الظاهر . ففي قولنا محمد نظيف اليد لا توجد قرينة تمنع إرادة المعني الظاهر وهو نظافة اليد .





بلاغـــة الكـــناية

النصوص :
1/ قال المرقش الأكبر :
شعث مفارقنا تغلي مراجلنا * نأسو بأموالنا آثار أيدينا
2/ قال تعالي:  ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور  .
3/ قال تعالي:  يسألونك عن المحيض قل هو أذى ، فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يَطْهُرْنَ .
4/ (عروق الرماح يا أمير المؤمنين ) .
5/ قال  : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " .

التوضيح :
1/ أنظر إلي النص الأول حيث تجد المرقش قد كني عن صفة الجد والخشونة بقوله : ( شعث مفارقنا ) وإذا دققنا النظر في هذه العبارة ندرك منها سراً من أسرار بلاغة الكناية حيث نجد أن العبارة تبرهن علي ما عندهم من جد وخشونة . لأن ذوي الشعور المشعثة المغبرة لا يفرغون إلي الزينة ولا يهتمون بترجيل شعورهم .
فكأنه قال : نحن أصحاب جد وخشونة والدليل والبرهان أن مفارقنا شعث .
كما نجد قد كني عن صفة الكرم بقوله ( تغلي مراجلنا ) والعبارة تحمل الدليل والبرهان علي ما عندهم من كرم .
فكأنه قال نحن كرماء والدليل والبرهان أن النيران تظل متأججة تحت قدورنا فتظل تغلي دائماً استعداداً لكل ضيف قادم ، وفي أي وقت ينزل بنا .
2/ وفي النص الثاني نهت الآية الكريمة عن صفة معنوية هي التكبر في ثوب حسي وهو تصعر الخد وأمالته عن الناس لتمكين المعني ورسوخه في ذهن المخاطب وهذا سر عظيم من أسرار بلاغة الكناية .
3/ وفي النص الثالث تحدثت الآية عن الجماع الذي يتم بين الرجل وزوجته ، ولكنها لم تعبر عنه صراحة ، وإنما كنّت عنه بألفاظ تستسيغها الأذن وترتاح لها النفس فقالت : فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن  .
4/ وأما النص الرابع ( عروق الرماح ) فهو كناية بليغة تدل علي ما عند قائلها من ذكاء وسرعة بديهة .
وقصة هذا القول أنه عندما مر رجل في صحن قصر هارون الرشيد وهو يحمل حزمة من الخيزران فقال الخليفة هارون الرشيد لوزيره الفضل بن الربيع ماذا يحمل ؟
فقال الفضل في سرعة بديهة : ( عروق الرماح يا أمير المؤمنين ) وكره أن يقول ( خيزران) لموافقة هذا الاسم لاسم أم الخليفة .
5/ والنص الأخير يذكر أمام شخص تتنافى أعماله مع الإسلام ولا نستطيع أن نصفه صراحة بالكفر حتى لا نعطيه الحق علينا .

الخلاصة :
الكناية تمثل قمة من قمم أسرار بلاغة العربية ومن أسرار بلاغتها :
1/ إن الكناية من ألوان البيان التي تبرز المعني في صورة جملية ترسخ في الذهن وتحول المتلقي إلي شخص مبدع يشارك الأديب القائل في الإبداع لأنه يكد ذهنه ويرتقي به لفهم أسرار ما يرمي إليه الأديب القائل .
2/ إنها تمكن الأديب من أن يعرض القضية مصحوبة بالدليل والبرهان .
3/ إنها تمكن الأديب من إبراز المعنويات في ثوب المحسوسات الأمر الذي يجعل المعني أسرع إلي القبول والتمكن في النفس .
4/ إنها تبعد الحرج ، فبعض المعاني لو عبر عنها بألفاظها الصريحة قد لا تقبلها النفس ولا تستسيغها الأذن ، وبالكناية يستطيع المتكلم التعبير عنها بلفظ مستساغ مقبول .
5/ إنها تدل أحياناً علي ذكاء المتكلم وسرعة بديهته .
6/ أنها تمكن المتكلم من أن يشفي غليله من خصمه من غير أن يعطيه حقاً عليه يحاسبه به.
تدريبات :

نموذج (1) :
حدد فيما يأتي موضع الكناية وبين المراد منها وبين نوعها :
1/ قال شاعر جاهلي مهدداً زوجته الأولي بالزواج عليها :
أكلت دما إن لم أرعك بضرة * بعيدة مهوي القرط طيبة النشر
أقسم هذا الشاعر قسما متعارفاً في العصر الجاهلي وهو قوله ( أكلت دما ) بمعني أكلت دية أي يلزمني الوقوع في العيب ، لأن أكل الدية عندهم وعدم أخذ الثأر عيب كبير .
اقسم الشاعر علي زوجته بأنه سيخوفها بضرة وسلك طريق الكناية عن صفة حيث ذكر صفه لها معني ظاهر غير مراد وهي قوله ( بعيدة مهوي القرط ) والمعني الظاهر لهذه الصفة أن مهوي قرطها الذي تضعه في حلمة أذنها بعيد وهو لا يعني هذا المعني الظاهر وإنما كني به عن طول العنق الدال علي الجمال فتكون هذه الصفة الظاهرة كناية عن صفة خفية هي الجمال .
كما ذكر صفة أخري لها معني ظاهر غير مراد وهي قوله (طيبة النشر) والمعني الظاهر أن رائحتها طيبة وقد كني بذلك عن صفة خفـية وهـي أن سمعتها طيبة أي ذات أصل وحسب ونسب .
2/ قال آخر في المدح :
قوم تري أرماحهم يوم الوغى * مشغوفة بمواطن الكتمان
فالكناية في (مواطن الكتمان) وهي صفة ظاهرة وتدل علي موصوف مخفي هو القلوب لأنها التي تتصف بمحل الكتمان ، فالصفة هنا كناية عن موصوف هو القلوب .
3/ وقال آخر في المدح :
اليمن يتبع ظله * والمجد يمشي في ركابه
في هذا البيت كنايتان عن نسبة :
أ/ الأولي في الشطر الأول حيث نسب صفة اليمن إلي ماله علاقة بالممدوح وهو الظل ويلزم من هذه النسبة الظاهرة نسبة اليمن إلي الممدوح نفسه .
ب/ والثانية في الشطر الثاني ، حيث نسب صفة المجد إلي ما له علاقة بالممدوح وهو ركاب الممدوح ويلزم من هذه النسبة الظاهرة نسبة أخري خفية هي نسبة المجد إلي الممدوح نفسه .
تدريب (2) :
قال تعالي: ويوم يعض الظالم علي يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً
1/ ما المراد بذلك اليوم في هذه الآية ؟
2/ما الذي يتمناه الظالم يومئذ ؟
3/ ما الشعور الذي يبدو علي الظالم في هذا اليوم ؟ وكيف عبر عنه ؟
4/ حدد موضع الكناية في الآية وبين المعني الكنائي المراد ، ونوع الكناية.

تدريب (3) :
عندما حصلت جفوة بين سيف الدولة والمتنبي فاعتبر المتنبي أن هذا غدر من سيف الدولة ولم يعبر عن ذلك صراحة بل عن طريق الكناية حيث قال :
فلو كان ما بي حبيب مقنع * عذرت ولكن من حبيب معمم
أ/ ما المعني الكنائي المراد من قوله ( حبيب مقنع ) ؟
ب/ وما المعني الكنائي المراد من قوله ( حبيب معمم ) ؟
ج/ ما نوع الكناية فيهما ؟

تدريب (4) :
قال الشاعر في المدح :
فما جازه جود ولا حل دونه * ولكن يسير الجود حيث يسير
في هذا البيت كناية عن نسبة - وضحها

تدريب (5):
قال الشاعر في الفخر :
لا أمتع العوذ بالفصال * ولا أبتاع إلا قريبة الأجل
إذا كانت ( العوذ) تعني : النياق و (الفصال) تعني أولاد النياق عندما تفصل عن أمها وتفطم من اللبن ، وأن ( ابتاع ) تعني اشتري .
فما الصفة التي كني عنها الشاعر بهذا القول ؟ وضح .

تدريب (6) :
ميّز أنواع الكناية مما تحته خط فيما يأتي :
1/ حنّ شوقي إلي وطنه وهو في منفاه فوقف بشاطئ المحيط وقال :
يا أبنه اليم ما أبوك بخيل * ماله مولعاً بمنعي وحبسبي
2/ قالت الخنساء في رثاء أخيها صخر :
رفيع العماد طويل النجاد * ســاد عشـيرته أمــردا
3/ وقال آخر في المدح :
إن ثوبك الذي المجد فيه * لضياء يزري بكل ضياء

تدريب (7) :
أ/ روي أن أمراه وقفت في مجلس قيس بن سعد وقالت :
( أشكو إليك قلة الفأر في بيتي ) فقال : ( ما أحسن ما كنت عن حاجتها املأوا بيتها خبزاً ولحماً وسمناً )
ب/ ويروي أن عجوزاً تعرضت لسليمان بن عبد الله فقالت :
(يا أمير المؤمنين مشت جرذان بيتي على العصيّ ) فقال : ( ألطفت في السؤال) وملأ بيتها حباً .
1/ المرأتان تشكوان من شئ واحد ما هو ؟
2/ وضح الكناية في القولين ، ومبيناً المعني الكنائي ونوع الكناية في القولين

تدريب (8):
ما سر بلاغة الكناية فيما يأتي :
1/ قال الشاعر في الفخر :
لا يرفع الضيف عينا في منازلنا * إلاّ إلي ضاحــك مناّ ومبتسم
2/ وقال آخر في الفخر أيضاً :
لا ينـزل المجـد إلا في مـنازلنا * كالنوم ليس له مأوي سوي المُقل





الاختبار الذاتي الثالث
(حول: الكناية وأقسامها)

الأسئلة:

السؤال الأول:
ما الكناية لغة واصطلاحاً ؟ وهل يلتقي التعريفان ؟ وضح .
السؤال الثاني :
ما أنواع الكناية ؟وما العلامات البارزة لكل نوع ؟
السؤال الثالث:
ما الفرق بين الكناية والمجاز؟
السؤال الرابع :
حدد فيما يأتي موضع الكناية - وبين المعني الكنائي المراد ونوع الكناية في كل
1/ قال الشاعر :
إن الذي ملأ اللغـات محـاسنا * جعل الجمال وسره في الضاد .
2/ وقال آخر في الفخر :
فلسنا علي الأعقاب تدمي كلومنا * ولكن علي أقدامنا تقطر الدما(1)
3/ وقيل في مدح أمير سجن :
أصبح في قيدك السماحة والمجد * وفضل الصلاح والحسب .
4/ ( فلان يفترش الثري ، ويتوسد الجنادل ) .
5/ وقال الشاعر :
ودبت له في موطن الحلم علة * لها كالصلال الرقش شرديب(2)
6/ وقال آخر في الفخر :
ومايك في من عيب فإنـي * جبان الكلب مهزول الفصيل(3)
7/ يبيت بمنجاة من اللوم بيتها * إذا ما بيوت بالملامة حلت
السؤال الخامس :
من أسرار بلاغة الكناية:
أ/ أنها تمكن المتكلم من عرض القضية مصحوبة بالدليل والبرهان .
ب/ أنها تبرز المعنويات في ثوب المحسوسات .
ج/ أنها تمكن الأديب من أن يشفي غليله من خصمه من غير أن يعطيه دليلاً يؤاخذه به .
مثل لكل سر من الأسرار السابقة بمثال واحد .









حل الاختبار الذاتي الثالث

ملحوظة : لا تطلع علي هذه الأجوبة إلا بعد أن تعتمد علي نفسك أولاً في حل الاختبار .
الإجابة الأولي :
الكناية تعني في اللغة الخفاء . أما في الاصطلاح فهي لفظ أطلق وأريد به لازم معناه ، مع جواز إرادة ذلك المعني .
يلتقي التعريفان في أن لازم المعني مخفي وراء اللفظ الذي يطلق فقد تطلق صفة ظاهرة ويراد منها لازمها المخفي وهو صفة مخفية ترشد إليها الصفة الظاهرة .
وقد تطلق صفة أو صفات ويراد منها لازمها وهو الموصوف وقد تطلق نسبة ظاهرة ويراد منها لازمها وهو النسبية المخفية .
الإجابة الثانية :
أنواع الكناية ثلاثة :
أ/ كناية عن صفة ومن أبرز علاماتها وجود موصوف ووجود صفة لها معني ظاهر غير مراد ولكنها تقود إلي صفة مخفية هي المرادة .
ب/ كناية عن موصوف ومن أبرز علاماتها وجود صفة أو عدة صفات ظاهرة تقود إلي موصوف مخفي يتصف بهذه الصفة أو تلك الصفات .
ج/ كناية عن نسبة ومن أبرز علاماتها وجود موصوف ووجود صفة ووجود نسبة مباشرة ظاهرة هي نسبة هذه الصفة إلي ما له علاقة بالموصوف ويلزم منها الدلالة علي نسبة غير مباشرة مخفية هي نسبة الصفة إلي نفس الموصوف .
الإجابة الثالثة :
الفرق بين المجاز والكناية ، أن المجاز لابد أن تكون معه قرينة تمنع إرادة المعني الحقيقي أي لا يجوز فيه إرادة المعني الحقيقي ويتحتم فيه إرادة المعني المجازي لوجود هذه القرينة .
بينما الكناية ليس فيها قرينة تمنع إرادة المعني الظاهر وتحتم إرادة المعني الكنائي ، بل يجوز أن يرد المعني الكنائي كما يجوز أن يراد المعني الظاهر .
فمثلاً : تقول عن طريق (المجاز صافحت أسداً) وأنت تريد الرجل الشجاع ويستحيل هنا إرادة المعني الحقيقي للأسد ، وذلك لوجود قرينة تمنع ايرادة المعني الحقيقي للأسد وهي (صافحت) لأن المصافحة لا تكون للأسد الحقيقي وإنما تكون للأسد المجازي (الرجل الشجاع) .وتقول عن طريق الكناية ( فلان كثير الرماد ) وأنت تعني أنه كريم ، ولكن ليست هناك قرينة تمنع إرادة المعني الظاهر وهي كثرة الرماد في بيته .
الإجابة الرابعة :
1/ موضع الكناية في (الضاد ) والمعني المراد منها اللغة العربية وهي كناية عن موصوف .
2/ في البيت كنايتان :
أ/ الشطر الأول كله ، والمعني المراد كناية عن نفي الفرار في المعركة وهي كناية عن صفة .
ب/ وفي الشطر الثاني كله ،والمعني المراد كناية عن الإقدام ومهاجمة الأعداء وهي أيضاً كناية عن صفة .
3/ الكناية في البيت كله ، والمعني المراد نسبة صفات السماحة والمجد والصلاح والحسب للممدوح فهي كناية عن نسبة .
4/ الكناية في العبارة كلها ، والمعني المراد الفقر والعدم وهي كناية عن صفة .
5/ الكناية في ( موطن الحلم) والمراد الصدر أو القلب وهي كناية عن موصوف .
6/ الكناية في ( جبان الكلب ) وفي (مهزول الفصيل ) والمعني المراد منهما الكرم وهما معاً كناية عن صفة .
7/ الكناية في الشطر الأول ، والمعني المراد نسبة النجاة من اللوم إلي هذه المرأة فهي كناية عن نسبة.
الإجابة الخامسة :
1/ مثال السر الأول : قول الشاعر مكنياً عن تقدير الناس للممدوح :
يغضون فضل اللحظ من حيث ما بدا * لهم عن مهيب في الصدور مغيب
فالكناية في يغضون فضل اللحظ ، فهو يقول هم يقدرون الممدوح والدليل أنهم يغضون أبصارهم عندما يبدو .
2/ ومثال السر الثاني:قوله تعالي : ويوم يعض الظالم علــي يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً.
3/ ومثال السر الثالث : أن تذكر لتارك الصلاة الحديث الشريف .
(الصلاة عماد الدين ، من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين )






  





الخـــــبر

الأمثلة :

1/ الجنة تحت أقدام الأمهات .
2/ الحلم سيد الأخلاق .
3/ الشمس تشرق من المغرب .
4/ الأسد حيوان أليف .
نقدم إليك أيها الطالب هذه الأمثلة لتقرأها أولاً ثم تفكر فيها جيداً وعندئذ ستدرك أنها كلها أخبار ولكنها تختلف في مضمونها ، فالمثال الأول نقدم إليك خلاله خبراً صحيحاً وتستطيع وأنت مطمئن لتصديقنا ، ومثله أيضاً المثال الثاني فهو خبر صحيح ولا مجال لأي إنسان إلا أن يصدق قائله ، أما المثال الثالث والرابع فواضح أن كل منهما يخالف الحقيقة فالشمس لا تشرق من الغرب وهذه بديهية يعرفها حتى الأطفال ، وأن الأسد ليس حيواناً أليفاً وإنما هو حيوان شرس ومتوحش ، وتستطيع أن تقول لكل من يلقي هذين الخبرين كذبت لأنهما خبران كاذبان ، فالصدق هو مطابقة الأمر الواقع ، والكذب هو عدم مطابقة الخبر للواقع ولنا أن نتسأل بعد ذلك عن ماهية الخبر ، ونجيب بكل وضوح أن الخبر هو ما يمكن أن يقال لقائله صدقت أو كذبت فإذا كـان مطابقاً للواقع تصدقه وإذا كان مخالفاً للواقع تكذبه .
ونقدم إليك مجموعة أدني من الأخبار بعضها صادق وبعضها كاذب للتعرف من خلالها علي كلا النوعين وتطمئن بعد ذلك علي أنك قـد عـرفت معـني الخبر حقيقة ، وإليك هذه الأمثلة :
1/ الإسلام دين العدل 4/ الكعبة بيت الله الحرام
2/ بين الصومال والسودان حدود مشتركة 5/ النيل يجري في قارة آسيا
3/ مستقبل الإسلام في أفريقيا 6/ الهنود الحمر في أفريقيا
حاول أن تتعرف منها علي مضمون الخبر وعلي صدق التعريف الذي قدمناه لك ولن يصعب عليك بعد ذلك أن تميز الخبر عن غيره من أنواع الكلام .
أغراض الخبر :
قد يتبادر إلي ذهنك بعد أن عرفت معني الخبر سؤال لماذا يلقي الناس الأخبار وما هو الغرض من إلقاء الخبر ؟ وبالنظر إلي الأمثلة التالية يمكن لنا أن نصل إلي معرفة هذا الغرض :

الأمثلة :
1/ الإسلام دين العزة 1/ أنت طالب مجتهد
2/ الوضوء يسبق الصلاة 2/ إنك تؤدي الصلاة في جماعة
3/ الحج فريضة 3/ أنت تحترم والديك
4/ الصلاة عماد الدين 4/ إنك تقضي عطلة الإجازة في وطنك

الشرح :
من خلال تأمل هذه الجمل في المجموعتين أن تدرك أن بينهما اختلافاً كبيراً رغم أنها كلها أخبار تخضع لأن يقال لقائلها صدقت أو كذبت .
أما الاختلاف بينهما فينشأ من نوع الغرض الذي قيلت من أجله ، فما هو أذن هذا الغرض ؟
لننظر إلي الأخبار الأربعة في المجموعة الأولي ونتتبعها فسنجد أنها كلها قد قيلت وألقيت لغرض معين ، وهو أخبار المخاطب بشيء كان يجهله تماماً ولا يعرف عنه شيئاً ونحن نريد منه أن يعرف الحقيقة من كل خبر .
فالخبر الأول: الإسلام دين العزة ألقي لمن لا يعرف عن الإسلام هذه الصفة ، والخبر الثاني ألقي لشخص لا يعرف شيئاً عن الصلاة والوضوء ولا يعرف أيّهما يسبق الآخر ومثال ذلك يقال في المثالين الأخريين .
ونلخص من كل ذلك إلي أن هذه الأخبار قد ألقيت وقيلت لمن لا يعرفون شيئاً عن حقيقتها وهذا النوع يسمي فائدة الخبر وهو الغرض الأول .
أما الغرض الثاني فيظهر من تتبع أمثلة المجموعة الثانية :
فإذا قلت لشخص أنت طالب مجتهد فهل تري أنك قد أفدته حقيقة كان يجهلها فمن المؤكد أنه يعرف عن حقيقته أكثر مما تعرف لأنك تحدثه عن صفة يتصف بها وهو أدري بنفسه وما تتصف به أكثر من درايتك بها .
وإذا قلت لآخر أنك تؤدي الصلاة في جماعة فهذه أيضاً حقيقة يعرفها هو عن نفسه أكثر من معرفتك بها .. وهكذا نقول في الخبرين الأخريين وأذن ما دام المخاطب يعرف كل هذا عن نفسه ونحن علي يقين أننا لن نضيف إلي معرفته هذه معرفة أخري فلماذا نقول له ذلك ؟ ولماذا نلقي إليه مثل هذه الأخبار ؟!
ولكن تأمل هذا جيداً فنحن عندما نقول له مثلاً أنت تؤدي الصلاة في جماعة فهل كان يعلم أننا نعرف عنه هذه الحقيقة ، بالطبع لا فهو حقيقة يعرف كل شيء عن نفسه ونفسه لا تعرف شيئاً عن معرفتنا نحن حقيقة نفسـه ، ومن ثم فإننا نريـد أن نفيده بأننا نعرف عنه بمثل ما يعرف .
وهذا النوع من الأخبار يسمي لازم الفائدة لأننا حقيقة لم نجعل المخاطب يستفيد فائدة كاملة مثل هذا النوع .
فالخبر أذن يلقي لغرضين أساسيين هما :
الأول: فائدة الخبر وهو يعني أن يلقي الخبر لمن يجهل حقيقته ومضمونه
الثاني: لازم الفائدة وهو يعني أن يلقي الخبر للمخاطب ليتبين أن المتكلم يعرف حالته .
والفرق بينهما أن فائدة الخبر أن يلقي الخبر للمخاطب الذي يجهل حقيقته .
وأن لازم الفائدة أن يلقي الخبر للمخاطب الذي يعرف حقيقة ما يلقي إليه ولكنه لا يعرف أن المتكلم يعرف عنه بمثل ما يعرف عن نفسه .
ومن هذا ندرك صدق الشاعر في قوله :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً * ويأتيك بالأخبار من لم تزود
فطبيعة إلقاء الأخبار أمر موجود في طبائع البشر فكل يخبر ما يعرف لمن لا يعرف حتى وإن لم يطلب منه ذلك ولكن هل يقتصر الغرض من إلقاء الخبر علي ذينك الغرضين ، الحقيقة أن هناك أخباراً أخرى كثيرة نسمعها ولا نجدها تندرج تحت أي من الغرضين السابقين فما هي الأغراض منها إذن ؟
1/ لنستمع إلي هذا الخبر .. اللهم إني فقير إلي رحمتك فهل تري أن هذا الخبر يندرج تحت فائدة الخبر ؟ أو تحت لازم الفائدة الحقيقة أن لا يتصل أبداً بهذا ولا بذاك لأن الله عالم بهما ولكنك تطلب من الله الرحمة وهذا النوع من الأغراض يسمي الاسترحام .
2/ وإذا سمعت قول الشاعر :
ذهب الشباب فما له من عودة * وأني المشيب فأين منه المهرب
فالشاعر هنا لا يريد أن يخبر عن شيء يجهله المخاطب ولا يريد أن يعرفه بأنه عالم بحاله ولكنه يتحسر علي فقدان الشباب الذي مضي ولن يعود أبداً ، وجاء المشيب ولا يستطيع منه هروباً أو فكاكاً ، فالغرض هو التحسر .
3/ انظر إلي قول سيدنا زكريا عليه السلام : (رب إني وهن العظم مني) ، فماذا يريد سيدنا زكريا من إلقاء هذا الخبر ، أنه يظهر ضعفه فالغرض هو إظهار الضعف .
4/ ماذا تري في قول هذا الشاعر :
الخيل والليل والبيدا تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم
تري هل يريد من ذلك فائدة الخبر أم يريد لازم الفائدة . الحقيقة أنه لا يريد هذه ولا تلك ولكنه يريد أن يفخر بأنه فارس مقدام لا يخشى شيئاً وأنه عالم وأديب يمثل ما هو فارس هذا الغرض هو الفخر .
5/ ويقول شاعر آخر يذكر موت ابنه :
ولما دعوت الصبر بعدك والأسى * أجاب الأسى طوعاً ولم يجب الصبر
فإن ينقطع منك الرجـاء فإنـه * سيبقي عليك الحزن ما بقي الدهر
فيخاطب أبنه الفقيد قائلاً أنه موته دعا الصبر ودعا الحزن ولكن الصبر أبي بينما أجاب الحزن ، إذا كان الرجاء فيه قد انقطع بموته فإن الحزن عليه سيبقي بقاء الدهر ، وهكذا نري أنه يظهر حزنه وآساه علي أبنه ويسمي هذا الغرض إظهار الأسى والحزن .
6/ إذا رأيت أحد زملائك في الدراسة مهملاً وقد جاء ترتيبه في الامتحان متأخراً فخاطبته قائلاً أنت أول الفصل ، فهل يا تري أنه كذلك حقيقة أم تريد من وراء هذا الخطاب شيئاً أخر ؟ الواضح أنك بذلك تريـد أن تسخـر منه وتستهزئ به فالغرض هو السخرية منه .
7/ إذا وجدنا من يقول : وليس أخو الحاجات من بات نائما ولكن أخوها من يبيت علي وجل . فأننا نعلم عندئذ أن يبيّن لنا أن الأمور لا تتحقق إلا بالسعي والجد والعمل الدؤوب وأن من يقضي يومه نائماً فإنه لن يحصل علي شيء ولن يحقق شيئاً ، فالغرض هو الحث علي السعي والجد .
8/ انظر هذا البيت :
ومن بك ذا فضل فيبخل بفضله * علي قومه يستغن عنه ويذمم
وهذا من الحكم ويعني أن من يكن لديه فضلاً في كل شيء ويبخل عن أهله فإن مصيره أن يترك وينبذ ويذم ، ولا يريد الشاعر من هذا البيت إلا أن يقدم نصيحة وإرشاداً للناس حتى لا يذموا أو ينبذوا .

نموذج لأغراض الخبر :
1/ قال أحد الشعراء يتحدث عن أسد اعترضه في الطريق فقتله :
فخر مضرما بدم كأني * هدمت به بناء مشمخراً
معني البيت ، يذكر الشاعر أنه قتل هذا الأسد فسقط علي الأرض ملطخاً بدمائه وكأنه من ضخامته بناء عال .
الغرض - فائدة الخبر .
2/ وقال آخر راثياً أبنا له صغيرا :
وسميته يحي ليحيا فلم يكن * إلي رد أمر الله فيه سبيل
المعني ، أنه سمي أبنه هذا يحي لما في هذا الاسم من معني الحياة ، فلم ينفعه هذا ليحيا ، وليس هناك طريق لرد قضاء الله فيه .
الغرض - إظهار الأسى والحزن .
3/ وقال آخر :
ومكارمي عدد النجوم ومنزلي * مأوي الكرام ومنزل الأضياف
المعني ، إن افضاله ومكارمه كثيرة بعدد النجوم ، وأن منزله منارة يأوي إليها كرام الناس ومقصدا لكل ضيف ومحتاج .
الغرض - الفخر .
4/ يقول أحدهم ، إن الثمانين وبلغتها قد أحوجت سمعي إلي ترجمان .
المعني ، أنه قد بلغ من العمر ثمانين سنة أثقلت سمعه وجعلته في حاجة لمن يوصل الكلام ثم دعا لمحدثه بأن يبلغ هذا العمر .
الغرض - إظهار الضعف .
5/ يقول المتنبي :
أقمت بأرض مصر فلا ورائي * تخبّ بي الركاب ولا أمامي(1)
وملني الفراش وكـان جنـبي * يمل لقاءه في كـل عـام
المعني يقول : أنه أقام بمصر ولم يستطع مغادرتها لضعفه بسبب الحمي التي أصابته ، ومله فراشه وكرهه بعد أن كان هو يمل الفراش ولو رقد عليه في كل عام مرة واحدة .
الغرض - التحسر .
6/ إنك تؤدي واجبك نحو دينك .
الغرق - لازم الفائدة .
7/ قال الحطيئة يخاطب سيدنا عمر  :
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ * زغب الحواصل لا ماء ولا شجـر(2)
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة * فأغفر - عليك سلام الله- يا عمر
المعني : ماذا تقول لهؤلاء الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون أن يكسبوا لحياتهم شيئاً وليس لهم ماء يشربونه ولا شجر يستظلون به
الغرض - الاستعطاف والاسترحام .
8/ قال زهير : ومهما تكن عند امرئ من خليفة وإن خالها تخفي علي الناس نعلم .
المعني : إذا حاول المرء أن يخفي طبيعته علي الناس فلابد أن تظهر مهما حاول إخفاءها .
الغرض - النصح والإرشاد .




أضرب الخبر

الأدوات الآتية تسمي أدوات التوكيد ،ومعني هذا أنها إنْ وجدت في أي كلام أو وجد واحدُُ منها فإن هذا الكلام يكون مؤكداً . وهي :
1/ إن - مثل إن الله عليم خبير .
2/ أن - مثل علمت أن الحق سينتصر
3/ القسم - ويكون صريحاً مثل والله ما ضاقت بلاد بأهلها . ويكون باللام مثل لئن أديت واجبك تسعد
4/ لام الابتداء مثل - إن الله لهو العزيز الحكيم .
5/ نون التوكيد الثقيلة والله لتندمنّ إن لم تجتهد .
نون التوكيد الخفيفة ولنأ سفن علي مافات .
6/ أحرف التنبيه وهي ألا مثل : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
أما مثل - أما والله لا خدمن وطني .
ها مثل - هذا رجل كريم - ها أنتم هؤلاء .
7/ قد مثل :  قد يعلم الله المعوقين منكم 
8/ أما الشرطية مثل - أما أنت فعاقل .
9/ الحروف الزائدة وهي (الباء) ، مثل : (ليس الكافر بناج من عذاب الله) (من) مثل: ما فرطنا في الكتاب من شيء  .
هذه الأدوات كلها هي أدوات الغرض منها تأكيد الكلام ، والكلام الذي يخلو من أي منها لا يعتبر مؤكداً ويطلق علماء البلاغة علي كل جملة اسماً معيناً باعتبار خلو هذه الجملة من أدوات التوكيد أو إذا تضمنت بعضاً منها .. وهذه الأسماء التي تطلق علي تلك الجمل هي ما يعرف بأضرب الخبر . أي أنواع الخبر لأن معني الضرب هو النوع .
ومن الأمثلة الآتية نستطيع أن نصل إلي بيان هذه الأضرب ومعرفتها بوضوح وجلاء .

الأمثلة :
1/ أنجبنا أمة عريقة في المجد .
2/ إن الله مع الصابرين .
3/ لقد وجدت الخير في العلم .
ولا شك إنك بمجرد قراءتك هذه الأمثلة ستدرك أنها أخبار يصح فيها كلها أن يقال لقائلها صدقت لمطابقتها الواقع .
ولكن نستعرضها معاً مثالاً مثالاً إننا سنجد أن الأول منها يخلو من أي أداة من أدوات التوكيد - وهذا الضرب يسمي خبراً ابتدائياً . وإذا سألنا أنفسنا لما يخلو هذا الخبر من أدوات التوكيد ؟ نجيب أن من يلقي إليه لا يحتاج أبداً لأن يؤكد هذا الكلام لأنه لم يكن يعلم قبل هذا به فذهنه خال تماما من أي شيء يتعلق به .
أما المثال الثاني فيتضمن مؤكداً واحداً وهو أن والسبب في هذا التأكيد بهذا المؤكد الواحد فهو أننا نري في هذا الشخص أنه ربما يتردد في قبول ما نقوله أو يشك فيه ، ولكي نزيل من نفسه هذا الشك وهذا التردد نؤكد بمؤكد واحد ، وهذا الضرب يسمي طلبياً .
أما المثال الثالث فأنت تري أنه قد أشتمل علي مؤكدين هما لا القسم وقد ، والغرض من ذلك أن الذي ألقينا إليه هذا الخبر منكر له تماماً وجاحد لمضمونه ولم يصدق كل ما قلناه له ، ونحن في حاجة لأن نثبت له صدق حديثنا فلابد أذن من البحث عن طريقة تجعله يترك إنكاره وجحوده ، وليس هناك طريقة أخري غير أن نؤكد له الخبر بمؤكدين أو أكثر حسب درجة الإنكار فكلما أحسسنا أن الإنكار كبير زدنا في المؤكدات وهذا الضرب يسمي إنكارياً ويلقي للمنكر الجاحد .

القاعدة :

أضرب الخبر ثلاثة :
1/ ابتدائي - ويلقي لخالي الذهن خالياً من أدوات التوكيد .
2/ طلبي - ويلقي للشاك أو المتردد ويؤكد بمؤكد واحد .
3/ انكاري - ويلقي للمنكر الجاحد ويؤكد بأكثر من مؤكد ، ويختلف التأكيد بحسب درجة الإنكار .


نموذج لأضرب الخبر :

1/ واها لأيام الصبا وزمانه * لو كان أسعف بالمقام قليلا
اللغة : واها كلمة تقال للتعجب .
ومعني واها لأيام الصبا ، ما أطيب أيام الصبا ، لو بقي معنا هذا الزمان قليلا .
الغرض - التحسر . والضرب ابتدائي .
2/ أنجبنا أمة ما برحت * تنجب الأبطال من عهد ثمود
المعني: يذكر أنه من أمة عريقة في المجد ، وأنها لا تلد إلا الأبطال منذ ذلك العهد البعيد .
الغرض - الفخر . الضرب ابتدائي
3/ لا تحقرن صغيرة * إن الجبال من الحصى
المعني : علي المرء ألا يستخف بشيء مهما صغر ، فإن الجبال العالية الضخمة أساسها الحصى الصغير .
الغرض - النصح والإرشاد . الضرب طلبي ، المؤكد أن
4/ وإن صخراً لتأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار
المعني: أن صخراً في هدايته للناس كأنه جيل أشعلت في رأسه النار هداية للمسافرين فهو ظاهر ظهور تلك النيران .
الغرض - الأسى والحزن . الضرب (انكاري) ، المؤكد إن واللام .
5/ والسعي في الرزق والأرزاق قد قسمت * بغي ألا إن بغي المرء يصرعه
المعني : إن الأرزاق قد قسمت علي الناس وكل ينال نصيبه منها وهذا أمر قد فرغ منه فسعي الإنسان وراء هذه الأرزاق تجاوز للحد وبغي البغي بصرع دائماً الباغي .
الغرض : الإرشاد . الضرب إنكاري ، المؤكد ألا ، إن
6/ تعز أمير المؤمنين فإنه * لما قد تري يغذي الصبي ويولد
المعني : يطلب من أمير المؤمنين أن يتعزى في فقدان أبنه ويتصبر فإن الموت سبيل كل حي، والصبي لا يولد ولا يعزى إلا استعداداً للموت .
الغرض ، إظهار الأسى والحزن . الضرب إنكاري ، المؤكدات إن ، قد .
التدريبـات

التدريب الأول :
بيّن أضرب الخبر فيما يأتي وعين أدوات التوكيد .
1/ قال تعالي :  إن النفس لأمارة بالسوء  .
2/ قال الشاعر : ولست بخابئ أبداً طعاماً * لكــل غـد طعــام
المعني : إنني لا أخبئ الطعام وأدخره خوفاً من الغد فإن لكل يوم طعام ورزق مقسوم .
3/  إن من البيان لسحرا  .
المعني: إن الكلام البليغ يجذب الإنسان إليه وكأنه سحره .
4/ ليس إلاك يا على همام * سيفه دون عرضه مسلول
المعني : ليس غيرك يا علي شجاعاً يحمي دائماً عرضه بسلاحه .
5/ إن في برديّ جسمانا حلا * لو توكأن عليه لا (نهدم)
المعني: يصف نفسه بالضعف ويقول إن ما بداخله برديه جسم ناحل ضعيف لو استندت عليه لا نهدم .
6/ إنا لمن معشر أفنى أوائلهم * قيل الكماة ألا أين المحامونا
المعني : إنا ننتسب إلي قوم فني أوائلهم ، وماتوا بسبب حملهم لواء الدفاع عن الضعفاء والأقوياء. فإذا طلب الفرسان النجدة ووجدتهم ينبرون لنجدتهم
7/ ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا * ويأتيك بالأخبار من لم تزود
المعني : أنه كل ما مر عليك يوم ستدرك أشياء كنت تجهلها في الماضي وأن الأخبار تتناقل بين الناس من غير أن يكلف أخر بنقلها إليه .
8/ وما من يد إلا يد الله فوقها * ولا ظالم إلا سيبلي بظالم
المعني: ليس هناك قدرة إلا تعلوها قدرة الله ، فقدرة الله هي القوية والغالبة وأن أي ظالم سيجد من هو أكثر ظلماً منه وسيبتلي به
9/ لقد هزلت حتى بدا من هزالها * كلاها وحتى سامها كل مفلس
المعني : لقد ضعفت حتى أن كلاهما قد بدت من شدة ضعفها وحتى طمع في شرائها كل مفلس عديم المال . وهو مثل يضرب للشيء يبتذل فيطمع فيه كل فرد
10/ ولست بمبد للرجال سريرتي * ولا أنا عن أسرارهم بسئول
المعني : لا أعطي سري للرجال ولست مغرماً بتتبع أسرار الناس والسؤال عنها .
التدريب الثاني :
أجب عمّا يأتي :
1/ أي العبارتين خبر وأيهما إنشاء
أ/ أحفظ الله يحفظك .
ب/ إن تحفظ الله يحفظك .
2/ البيت الآتي يتضمن أحد جزأيه خبراً والأخر إنشاء وضح كلاّ منهما
ولا تجلس إلي السفهاء يوماً فإن الجهل ذو عدوي تشين
3/ استخرج من البيت الآتي جملة خبرية وبين ضرب الخبر فيها .
وخذ بالعفو للأحرار سمحاً * فإن العفو تاليه الولاء
المعني : يقصد أن العفو جميل عند الاحرار يقبلونه ويكافئون عليه ، ويكون سبباً لعقد صلاة المودة والموالاة بين الناس .
4/ الغرض في المثال الآتي هو لازم الفائدة والمطلوب تحويله ليكون الغرض فائدة الخبر . المثال : أنت تقبل النصح .
5/ الغرض في المثال الآتي هو فائدة الخبر والمطلوب تحويله ليكون الغرض لازم الفائدة .المثال : الطالب المجد يؤدي واجبه دائماً .

التدريب الثالث :
1/ البيتان الآتيان يؤديان غرضا واحداً فما هو هذا الغرض .
أ/ وليس بعامر بنيان قـوم * إذا أخلاقهم كانت خرابا
ب/ وما نيل المطالب بالتمني * ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
2/ وهذان يؤديان غرضاً واحداً كذلك اذكرهما .
أ/ إن الثمانين وبلغتهـا * قد أحوجت سمعي إلي ترحمان
ب/ وقد حنفتي وقوستني * تسع وتسعون واثنتان
3/ وهذان يؤديان غرضاً واحداً أيضاً
أ/ ونحن أناس لا توسـط بيننا * لنا لصدر دون العالمين أو القبر
ب/ لنا الدنيا ومن أمسى عليها * ونبطش حين نبطش قادرينا
4/ ما الغرض الذي تضمنه البيتان الآتيان ؟
أ/ لم أقدم سوي الذنوب فهل لي * يا إلهي في التائبين نصــيب
ب/ إني لمعتذر إليك من الـذي * أسديت إذ أنا في الظلام مقيم
أمام ، تأمرني بأغوي خطـه * سهم وتأمرني بها مخــزوم(1)
5/ ما الغرض من هذين البيتين ؟
يذكرني طلوع الشمس صخراً * واذكره لكل مغيب شمس
أودي بني فأعقبوني حســرة * بعد الرقاد وعبرة ما تقلع
التدريب الرابع :
أجب عن الأتي :
1/ البيت الآتي يتضمن أخباراً بعضها ابتدائي وبعضها طلبي وبعضها انكاري فميز كل نوع منها وحدد أداة التوكيد .
تود عدوي ثم تزعم أني * صديقك أن الرأي منك لعازب
المعني: أنك تحب أعدائي وتدعي أنني صديقك وهذا فعل من ليس له رأي .
2/ البيت الآتي يتضمن خبرين طلبيين وضح أداة التوكيد في كل منهما .
قد تنكر (العين) ضوء الشمس من رمد * وينكر الفم طعم الماء من سقم
3/ وضح الخبر الطلبي في البيت الآتي وعين أداة التوكيد .
لا تيأسن إذا كبوتم مرة * إن النجاح حليف كل مثابر
المعني : يجب علي المرء ألا يصيبه اليأس إذا لم يوفق في مرة من المرات لأن النجاح يلازم دائما المثابرين المواظبين .
4/ هذا البيت الضرب فيه إنكاري فما هي المؤكدات فيه ؟
إن الرسول لنور يستضاء به * مهند من سيوف الله مسلول
5/ وضح الخبر من غيره في البيت الأتي واذكر أداة التوكيد
أما الأحبة فالبيداء دونهم * فليت دونك بيدا دونها بيد
التدريب الخامس :
حول الخبر الآتي من ابتدائي إلي طلبي ثم إلي إنكاري
ما زارني أحد .
التدريب السادس :
وضح الغرض من الخبر فيما يأتي :
1/ قد كنت أمشي علي رجلين معتدلاً * فصرت أمشي علي أخرى من الشجر
2/ أنا الذي نظـر الأعمـى إلي أدبي * وأسمعـت كلماتي مـن به صـمم
3/ كم تخلي بالأمـس عنّي حبيـب * وجفاني من كان موضع سري
4/ سبعون قصرت الخطـأ فتركنـني * أمشي الهوينا ظالعـاً متعـثراً(1)
5/ إن الشعوب بنور العلم مؤتلقـا * سارت وتحت لواء العلم خفاقاً .
التدريب السابع :
1/ أخبر شخصاً خالي الذهن بنجاحك في الامتحان .
2/ ثم أخبر آخر متردداً في الحكم بعزمك علي أداء فريضة الحج .
3/ ثم أخبر ثالثا منكرا بعملك في التدريس .






أنواع الإنشاء الطلبي

1- الأمــــر :

النصوص :
(أ) :
1/ قال تعالي: يا أيها الذين آمنوا اصبروا ، وصابروا ، ورابطوا ، واتقوا الله لعلكم تفلحون .
2/ وقال تعالي :  وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق  .
3/ وقال تعالي :  عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل  .
4/ وقال تعالي :  فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب  .
(ب):
1/ قال تعالي :  وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين .
2/ وقال تعالي :  قال رب اشرح لي صدري  .
3/ قال الشاعر :
قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى * وقل لنجـد عـندنا أن يودعا
4/ قال تعالي :  يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلي أجل مسمي فاكتبوه ، وليكتب بينكم كتاب بالعدل .. .
5/ وقال تعالي :  اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير  .
6/ وقال تعالي :  وإن كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فأتوا بسورة من مثله  .
7/ وقال  :  كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها  .
8/ قال تعالي:  اصلوها فاصبروا أولا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون .
9/ وقال الشاعر :
وعش إما قـرين أخ وفـي * أمين الغيب أو عيش الوحاد
10/ وقال آخر :
فيا موت زر إن الحياة ذميمة * ويا نفس جدي إن دهرك هازل .

التوضيح :
1/ دقق النظر في القائمة (أ) حيث تجد في النص الأول منها أن هناك طلبا من الله سبحانه وتعالي وجه لعباده المؤمنين حيث أمرهم بالصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى ، وهي أوامر لم تكن حاصلة وقت الطلب ، وإنما ستحصل بعده ، والمؤمنون ملزمون بتنفيذها ، والأمر موجه من الأعلى إلي الأدنى بقصد الإلزام والتكليف . كما نلاحظ أن الصيغ التي استخدمت في هذا الطلب هي أفعال الأمر .(اصبروا ، وصابروا ، رابطوا ، واتقوا الله ) .
2/ وفي الآية الثانية طلب من الحجاج الوفاء بالنذور والطواف بالكعبة ونلاحظ أن الصيغة التي استخدمت في الطلب ليست فعل الأمر وإنما الفعل المضارع المقرون بلام الأمر .
3/ وفي الآية الثالثة أمرنا بأن نلزم أنفسنا ونداوم علي الهداية ، ولا نتأثر بالضالين والصيغة التي استخدمت في هذا الطلب هي اسم فعل الأمر (عليك) بمعني الزموا .
4/ وفي النص الرابع من هذه القائمة طلب من المجاهدين في أرض المعارك أن يضربوا الكفار ضرباً قاتلاً ، والصيغة التي استخدمت في هذا الطلب هي المصدر النائب عن فعل الأمر وهو ( فضرب الرقاب ) لأن المعني اضربوا رقابهم .
وإذا انتقلنا إلي القائمة (ب) :
1/ نجد النص الأول قد اشتمل علي أمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، ولما كان الآمر هو الله سبحانه وتعالي وهو الأعلى والمخاطب هو الأدنى وهو نحن البشر ، وقصد من الأمر الإلزام والتكليف ، فإن الأمر هـنا قد جـاء علـي حقيقته ، ومن هنا يطلق عليه (الأمر الحقيقي ) .
2/ ونجد في الآية الثانية أن الآمر هو موسى عليه السلام ، والخطاب موجه لله سبحانه وتعالي ، فالأمر إذاً من الأدنى إلي الأعلى ، فلا يمكن أن يكون أمراً حقيقياً ، فالمقام مقام تضرع ودعاء ، فيكون الأمر هنا قد أفاد ( الدعاء ).
3/ وأما في النص الثالث فإن الشاعر قد طلب من رفيقيه أن يقفا معه ويودعا نجداً ومن حل بحماها ، والأمر هنا من النّد إلي النّد ، فلا يكون أمراً حقيقياً ، إنما المقام مقام رجاء والتماس ،فالأمر فيه يفيد ( الالتماس ) .
4/ ونجد في النص الرابع أن الآمر هو الله سبحانه وتعالي ، والأمر موجه للمؤمنين ومع أنه من الأعلى إلي الأدنى إلا أنه لم يقصد منه إلزام وتكليف يترتب علي تركه عصيان وعقاب ، وإنما المقام يدل علي النصح والإرشاد فالأمر في قوله (فاكتبوا ، وليكتب) يدل علي النصح والإرشاد) .
5/ والأمر في النص الخامس من هذه القائمة موجه من الله سبحانه وتعالي إلي العصاة المجاهرين بعصيانهم والمتمادين فيه ، ولا يقصد به هنا المعني الحقيقي للأمر وإنما المقام يدل علي التهديد بالعاقـبة الوخيمـة التي تنتظر هـؤلاء العاصين فالأمـر هنا يدل علي (التهديد) .
6/ والأمر في النص السادس موجه من الله سبحانه وتعالي للكفار والمشركين الذين ينكرون أن القرآن من عند الله ، ويطلب منهم أن يأتوا بسورة من مثله إن كانوا قادرين علي ذلك ، وواقع الحال يدل علـي أنهـم عاجزون عن ذلك مهما حاولوا .. فالأمر هنا يفيد ( التعجيز) .
7/ وفي النص السابع نجد أن الأمر موجه من رسول  للمؤمنين وطلب منهم أن يزوروا القبور التي كان قد نهاهم عن زيارتها من قبل والأمر هنا لا يقصد به الإلزام والتكليف فلم يأت علي معناه الحقيقي وإنما أراد أن يبين لهم فيه أن هذا الفعل يعتبر الآن مباحاً لهم إن شاءوا فعلوه .. فالأمر هنا يفيد ( الإباحة ) .
8/ وفي النص الثامن نجد أن الأمر موجه من الله سبحانه وتعالي ، لمن وجب عليهم العذاب بدخول النار حيث أمرهم بالصبر ، ولكن هنا لا يقصد به المعني الحقيقي ، ولكن السياق يدل علي أن صبرهم وعدمه سواء فلا ينفعهم صبرهم فالأمر هنا يفيد (التسوية ) .
9/ وفي النص التاسع يخير الشاعر من يخاطبه بين أن يختار القرين الوفي الذي يحفظ الود والسر أو أن يختار العيش وحيداً من غير قرين ، والأمر من خلال السياق يفيد (التخيير).
10/ وأما في النص العاشر فإن الأمر موجه للموت ( يا موت زر ) وهو لا يعقل ومثله الأمر الثاني الموجه للنفس ( جدي ) . والآمر إذا وجه أمره لما لا يعقل فهو لا يملك أن يجبره علي ذلك فهو في مقام من يتمني أن يحصل ما أمر به فالأمر هنا يفيد ( التمني ) .

الخلاصة :
سبق أن عرفت أن الإنشاء الطلبي هو الذي يستدعي مطلوباً غير حاصل في اعتقاد المتكلم ، وقت الطلب .
وهو خمسة أنواع : أولها :
1/ الأمر وهو طلب حصول الفعل من المخاطب علي وجه الاستعلاء وله أربع صيغ :
(أ) فعل الأمر (ب) الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر
(ج)اسم فعل الأمر (د) المصدر النائب عن فعل الأمر
2/ ينقسم الأمر إلي قسمين :
(I) الأمر الحقيقي : وهـو ما كـان الأمر فيه موجهـاً مـن الأعلى إلي الأدنى بقصد الإلزام والتكليف .
(II) الأمر غير الحقيقي : أي المجازي وله معان كثيرة تستفاد من سياق الكلام منها :
1/ الدعاء : والأمر فيه موجه من الأدنى إلي الأعلى بقصد التضرع والخضوع .
2/ الالتماس : والأمر فيه موجه من النّد إلي النّد بقصد الرجاء .
3/ النصح والإرشاد :وقد يكون الأمر فيه موجهاً من النّد إلي النّد ، وقد يكون من الأدنى إلي الأعلى ، وقد يكون من الأعلى إلي الأدنى ، ولكن سياق الكلام يدل علي قصد النصح والإرشاد .
4/ التهديد : والأمر فيه موجه من الأعلى إلي الأدنى بقصد تهديد المخاطب بعاقبة سيئة تنتظره لو فعل هذا الشيء المأمور به .
5/ التعجيز : وفيه يطلب الآمر من المخاطب أمراً يعجز عن الإتيان به
6/ الإباحة : عندما يكون المقصود من الأمر حكماً شرعياً يفيد إباحة المأمور به.
7/ التسوية : عندما يكون المأمور به وعدمه سوءاً .
8/ التخيير : وفيه يخير المخاطب بين أمرين ليختار أحدهما .
9/ التمني : وفيه يوجه المتكلم أمره لمخاطب غير عاقل

تدريبات :

نموذج (1) :
ما صيغة الأمر فيما يلي ؟ وما المعني الذي يدل عليه الأمر ؟ ولماذا ؟
(i) قال تعالي: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وانتم مسلمون .
الأمر قوله: (اتقوا الله) وصيغته فعل الأمر ، وهو أمر حقيقي لأنه من الأعلى إلي الأدنى بقصد الإلزام والتكليف .
(ii) قال تعالي :  وبالوالدين إحسانا  .
الأمر هو (إحسانا) وصيغته المصدر النائب عن فعل الأمر (احسنوا) وهو أمر حقيقي لأنه من الأعلى إلي الأدنى بقصد الإلزام والتكليف .
(iii) وقال تعالي : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .
قل فعل أمر ويفيد المعني الحقيقي ، و(هاتـوا) أمر مجازي يفيد التعجيز وصيغته اسم فعل الأمر .
(iv) جاء في الأثر : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا )
الأمر قوله (اعمل) وصيغته فعل أمر وهو أمر يفيد النصح والإرشاد حسب السياق .

التدريب الثاني :
لم كان الأمر فيما يلي يفيد الأمر الحقيقي ، والتهديد ، والإرشاد علي الترتيب ؟
أ/ قال تعالي :  يا يحي خذ الكتاب بقوة  .
ب/ وقال تعالي :  تمتعوا فإن مصيركم إلي النار 
ج/ قال عليه السلام : افشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصِلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام  .
التدريب الثالث :
لم كان الأمر فيما يأتي يفيد : التعجيز ، والتسوية ، والإباحة علي الترتيب ؟
أ/ قال الفرز دق يخاطب جريراً :
أولئك آبائي فجئني بمثلهـم * إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ب/ وقال آخر :
أسيئي بنا أو أحسني لاملومة * لدينا ولا مقلية إن تقلت .
ج/ قال تعالي :  وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر .. 
التدريب الرابع :
قال حكيم لابنه :(يا بني استعذ بالله من شرار الناس ، وكن من خيارهم علي حذر) .
وقال غيره : ( يا بني زاحم العلماء بركبتيك ، وأنصت إليهم بأذنيك فإن القلب يحيا بنور العلم كما تحيا الأرض الميتة بماء السماء ) .
أ/ الحكيم الأول طلب من ابنه شيئين ما هما ؟
ب/ الحكمة من الأمر المستفادة من شرار الناس واضحة ، فلماذا الحذر من خيارهم ؟
ج/ ماذا طلب الحكيم الثاني من ابنه .
د/ بم شبه القلب ؟ وفي أي شيء يتشابهان ؟
هـ/ استخرج من الحكمتين أفعال الأمر ، وبين المعني الذي تدل عليه .
التدريب الخامس :
استخرج مما يأتي صيغ الأمر وبين نوعها ، وبين المعني المراد من الأمر في كل:
أ/ ( حي علي الصلاة ، حي علي الفلاح )
ب/ قال تعالي : يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض ، فانفذوا ، لا تنفذون إلا بسلطان .
ج/ قال الشاعر :
قفا نبك من ذكري حبيب ومنزل * بسقط اللوي بين الدخول فحومل(1)
د/ قال تعالي : وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي .
هـ/ قال الشاعر :
فصبرا في مجال الموت صبرا * فما نيل الخلود بمستطاع .







2- النهــــــــي

النصوص :
(أ) :
1/ قال تعالي:  يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا .. .
2/ قال  : " لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا " .
(ب):
1/ قال تعالي :  يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم  .
2/ وقال الشاعر :
ولا تحسداني بارك الله فيكمـا * من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
3/ قال تعالي : قال نوح ربّ لا تذر علي الأرض من الكافرين ديارا..  .
4/ وقال تعالي : لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعلمون .
5/ قال الشاعر :
لا تنه عن خلق وتأتى مثلـه * عـار عليك إذا فعلـت عظيم
6/ قال آخر :
لا تطلب المجد إن المجد سلمه * صعب وعش مستريحاً ناعم البال
7/ وقالت الخنساء :
أعيني جــوداً ولا تجمـدا * ألا تبكـيان لصخـر الـندي

التوضيح :
1/ إذا نظرنا الي النص الأول في القائمة (أ) نجد أن الآية الكريمة تشتمل علي صيغة طلب (لا تكونوا … ) ولا هنا تفيد النهي وصيغة النهي جاءت عن طريق الفعل المضارع المجزوم بلا الناهية وأن الناهي هو الله سبحانه وتعالي .وقد طلب من المؤمنين أن يكفوا عن أن يكونوا كالذين آذوا موسى .
2/ وفي النص الثاني نجد في الحديث الشريف صيغة نهي أيضاً ، (لا تختلفوا ) وهي صيغة المضارع المجزوم بلا الناهية .
فقد نهي الرسول  أصحابه عن الاختلاف حتى لا يهلكوا كما حصل لمن اختلفوا قبلهم.
وإذا رجعنا إلي النصين السابقين نجد أن الطلب جاء من الأعلى إلي الأدنى بقصد الإلزام والتكليف ، فالنهي فيهما يفيد المعني الحقيقي للنهي .
1/ وإذا انتقلنا إلي القائمة (ب) نجد أن النهي في قوله ( لا تسألوا ..) لا يراد منه طلب الكف عن الفعل علي جهة الإلزام ، وإنما المراد منه الإرشاد بأن يسكت الإنسان ما وسعه السكوت ولا يكثر من السؤال فربما سأل عن شيء وكان في الإجابة عليه ما لا يسره .
2/ وفي النص الثاني من هذه القائمة نجد الشاعر يطلب من رفيقيه إلا يحسداه ويرجوهما أن يوسعا له في قبره فالخطاب هنا من النّد إلي النّد فهو يفيد (الالتماس ).
3/ وفي النص الثالث نجد النهي ( لا تذر ) موجه من سيدنا نوح عليه السلام والخطاب موجه لله سبحانه وتعالي ، فالنهي من الأدنى إلي الأعلى ولا يعقل أن يكون المقصود المعني الحقيقي للنهي ، وإنما المقام مقام تضرع ودعاء فالنهي هنا يفيد ( الدعاء ) .
4/ وفي النص الرابع نجد النهي ( لا تعتذروا ) موجه من الله سبحانه وتعالي للكافرين يوم الحساب في الآخرة ، ولا يقصد منه المعني الحقيقي للنهي وإنما الغرض منه إدخال اليأس في نفوس المخاطبين وأن اعتذارهم لن يفيدهم ، فالنهي يفيد ( التيئيس ) .
5/ وفي النص الخامس نجد الشاعر يوبخ من ينهي الناس عن شيء قبيح وهو لا ينتهي عن فعل هذا القبيح ، فالنهي هنا يفيد ( التوبيخ ) .
6/ وفي النص السادس نجد الشاعر ينظر إلي مخاطبه نظرة تحقير ويري أنه ليس أهلا لطلب المجد ، فالنهي هنا يفيد ( التحقير ) .
7/ وفي النص السابع نجد الخنساء توجه نهيها لعينيها وتطلب منهما عدم الكف عن الدموع، فالخطاب موجه لما لا يعقل فالمقام مقام التمني فالنهي يفيد (التمني ) .

الخلاصة :
نستنتج مما تقدم ما يلي :
1/أن النهي هو طلب الكف عن الفعل علي جهة الاستعلاء .
2/ وأن الصيغة المستخدمة فيه صيغة واحدة وهي المضارع المجزوم بلا الناهية
3/ إن النهي ينقسم إلي قسمين :
أ/ النهي الحقيقي : وهو ما كان الطلب فـيه من الأعلى إلي الأدنى بقصد الإلزام والتكليف .
ب/ النهي غير الحقيقي : أي المجازي وهو يفيد معان أخري تستفاد من سياق الكلام ومن أشهرها :
1/ الإرشاد 2/ الدعاء 3/ الالتماس 4/ التيئيس 5/ التوبيخ
6/ التحقير 7/ التمني .

التدريبات :

نموذج (1):
ما المعني الذي يدل عليه النهي فيما يأتي :
أ/ قال تعالي :  ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها  . يُطلب منا في الآية الكريمة أن نكف عن الفساد وتطلب منا أن نسعى إلي الإصلاح . والناهي هو الله سبحانه وتعالي والنهي موجه إلينا نحن العباد فهو من الأعلى إلي الأدنى وقصد منه الإلزام والتكليف فالنهي هنا يفيد المعني الحقيقي .
ب/ قال تعالي :  ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به  . فالناهي المؤمنون ، والخطاب موجه إلي الله سبحانه وتعالي ، فهو من الأدنى إلي الأعلى ، فالمقام مقام تضرع فالنهي هنا يفيد ( الدعاء ) .
ج/ وقال تعالي :  ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون  .فالنهي في الآية الكريمة يرمي إلي توبيخ من يخلط الحق بالباطل ويكتم الحق وهو يعلم ذلك فالمقام مقام توبيخ ، فالنهي هنا يفيد ( التوبيخ ) .
د/ قال الشاعر :
لا تطويا السر عني يوم نائبة * فإن ذلك ذنب غير مغتفر .
فالنهي هنا موجه من الشاعر لنّديه ورفيقيه طالباً منهما ألا يطويا عنه السر أيام النوائب فهو في مقام المترجي ، فالنهي هنا يفيد ( الالتماس ) .

التدريب الثاني :
لم كان النهي فيما يأتي ، يفيد النهي الحقيقي ، والإرشاد ، والدعاء علي الترتيب :
1/ قال تعالي :  ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن .
2/ قال الشاعر : ولا تجلس إلي أهل الدنيا * فإن خلائق السفهاء تعدي .
3/ قال تعالي :  ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا  .
التدريب الثالث :
لم كان النهي فيما يأتي يفيد الالتماس ، والتيئيس ، والتحقير علي الترتيب :
1/ قال المتنبي في سيف الدولة مخاطباً رفيقيه :
فلا تبلغاه ما أقول فإنه * شجاع متي يذكر له الطعن يشتق .
2/ قال تعالي :  لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم  .
3/ تقول لغيرك : ( لا تجهد نفسك فيما تعب فيه العظماء ) .

التدريب الرابع :
1/ قال تعالي: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
2/ قال  :  إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها  .
أ/ ماذا طلبت الآية الكريمة من المؤمنين ؟
ب/ ماذا تعرف عن الطاعون ؟ وماذا طلب منا الرسول  ؟ ولماذا ؟
ج/ في الآية الكريمة أمر ونهي ، حددهما وما المعني الذي يفيده كل منهما ؟ ولماذا ؟ .
د/ اشتمل الحديث الشريف علي صيفتي نهي ، فما المعني الذي يفيده النهي في كل ؟

التدريب الخامس :
بيّن المعني المراد من النهي فيما يأتي :
1/ قال الشاعر :
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل * خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسـبن الله يغفـل ساعـة * ولا أن ما يخفي عليك يغـيب
2/ وقال آخر مخاطبا الحمام :
قِفْ لا تنح من غير شيء فإنني * بكيت زماناً والفؤاد صحيح
3/ وقال آخر في الهجاء :
دع المكارم لا ترحل لبغيتهـا * واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
( اسم الفاعل ، الطاعم ، الكاسي ، يراد به هنا اسم المفعول )
4/ قال تعالي :  لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيراً منهم  .
5/ وقال تعالي :  ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا  .
الاستفـهـــــــــــام (أ)
(أدواته واستخداماتها)

النصوص :
1/ قال تعالي :  أ أ نتم أشد خلقاً أم السماء بناها  .
2/ قيل لأشعب : أرأيت أطمع منك ؟ قال : نعم ، كلبة بني فلان رأت رجلين يمضغان علكا : (لبانا) فتبعتهما فرسخين تظن أنهما يأكلان شيئاً .
3/ هل تحب العلم ؟
4/ (أ) ما اللجين ؟ (ب) ما الحسد ؟
5/ من فتح مصر ؟
6/ (أ) متي تولي الخلافة عمر ؟ (ب) متي الامتحان ؟
7/ قال تعالي :  يسأل أيان يوم القيامة  ؟
8/ وقال تعالي :  أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ؟
9/ وقال تعالي :  فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد .. ؟
10/ وقال تعالي: فأماته الله مائة عام ثم بعثه ، قال : كم لبثت ؟ قال لبثت يوماً أو بعض يوم.. .
11/ (أ) وقال تعالي علي لسان زكريا :  أني يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً  ؟
(ب) وقال تعالي : كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً ، قال يا مريم أني لك هذا ؟ …  .
(ج) أني يحضر المسافرون ؟
12/ قال تعالي : ( أي الفريقين خير مقاماً … ) ؟

التوضيح :
1/ إذا نظرنا إلي النص الأول نجد الآية الكريمة قد تصدرتها أداة استفهام وهي الهمزة ، وقد طلب بها إدراك المفرد أو تصوره وأنها تستخدم للتصور ، عندما يكون هناك تردد في تحديد أحد شيئين ، لذلك يأتي الجواب بتعين أحدهما ، وفي هذه الحال تذكر بعدها أم التي يليها معادل لما جاء بعد الهمزة .
2/ وإذا نظرنا إلي المثال الثاني نجد همزة الاستفهام قد طلب بها إدراك النسبة أو الحكم الذي يربط بين المسند والمسند إليه ، فيحصل تصديق بهذه النسبة ثبوتاً أو عدماً ، ويلاحظ أنه في هذه الحال لم تذكر بعدها (أم )التي يليها معادل .
3/ وفي المثال الثالث استخدمت الأداة ( هل ) لإدراك النسبة أو الحكم بين المسند والمسند إليه ، ولم تستخدم بعدها ( أم) .
4/ وفي الفقرة الرابعة (أ) و(ب) نجد أن الأداة المستخدمة هى (ما) واستفهم بها عن غير العاقل ، غير أنها في المثال (أ) سئل بها عن المعني اللغوي للمفرد الذي وليها لذلك تأتي الإجابة بذكر مرادفه اللغوي فيقال : اللجين : الفضة . أما في المثال (ب) فالسؤال عن حقيقة الشيء وماهيته ، لذلك يأتي الجواب بشرح هذه الماهية ، فيقال : الحسد : هو تمني زوال نعمة الغير .
5/ وفي المثال الخامس استخدمت الأداة ( من ) وهي تستخدم للسؤال عن العاقل فيأتي الجواب بذكر العاقل الذي سئل عنه وهو هنا : عمرو بن العاص .
6/ وفي المثال السادس استخدمت الأداة ( متي ) وهي للسؤال عن الزمان ماضياً كما في (أ) أو مستقبلاً كما في (ب) .
7/ وفي النص السابع استخدمت الأداة ( أيان ) للسؤال عن الزمان أيضاً غير أنها تختص بالسؤال عن المستقيل فقط .
8/ وفي النص الثامن استخدمت الأداة ( أين ) للسؤال عن تحديد المكان .
9/ وفي النص التاسع استخدمت الأداة ( كم ) للاستفهام عن عدد مبهم .
10/ وفي النص العاشر نجد الأداة المستخدمة هي ( أني ) وهي تأتي بمعني (كيف ) كما في النص (أ) من هذه الفقرة .وقد تأتي بمعني (من أين) كما في النص (ب) من هذه الفقرة ، وقد تأتي بمعني ( متي ) كما في المثال (ج) من هذه الفقرة .
12/ وأما النص الثاني عشر فإن الأداة المستخدمة هي (أي) ويطلب بها تمييز أحد المتشاركين في أمر يهمهما .ويلاحظ أنها في النص أتت مضافة إلي الفريقين لتمييز أحدهما بالخيرية .

الخلاصة :
نستنتج مما تقدم ما يلي :
1/ إن الاستفهام هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل بأدوات مخصوصة ، وهذا هو المعني الحقيقي للاستفهام .
2/ إن أدواته إحدى عشرة وهي : الهمزة ، وهل ، وما ، ومن ، ومتي ،و أيان ، وأين ، وكيف ، وكم ، وأني ، وأي .
3/ إن استخداماتها علي النحو التالي :
1/ الهمزة : ولها حالتان ( أ) أن يطلب التصور وهو إدراك المفرد ويجوز أن يذكر معها معادل بعد (أم ).والإجابة تأتي بتعيين أحد المفردين المتردد فيهما .(ب) أن يطلب بها التصديق وهو إدراك الحكم أو النسبة أواقعة هي أو غير واقعة ؟ أي مطابقة للواقع الخارجي أو غير مطابقة له . والإجابة تأتي بـ (نعم ) أو (لا) ليحصل تصديق ، ولا يذكر معها معادل .
2/ ( هل) : ويطلب بها التصديق أي إدراك الحكم أو النسبة أواقعة أو غير واقعة أي مطابقـة للواقع الخارجي أولاً ويمتنع معها ذكر المعادل بعد أم ، وتأتي الإجابـة بـ (نعم) أو ( لا) .
3/ (ما): وتستخدم للاستفهام عن غير العاقل ومن معانيها (أ) طلب شرح المفرد و(ب) شرح حقيقة الاسم وماهيته .
4/ (من): وتستخدم للاستفهام عن العاقل .
5/ (متي): وهي للسؤال عن الزمان ماضياً كان أو مستقبلاً .
6/ (أيان): وهي للسؤال عن الزمان المستقبل خاصة .
7/ (أين): وهي للسؤال عن المكان .
8/ (كيف): وهي للسؤال عن الحال .
9/ (كم): وهي للسؤال عن العدد المبهم .
10/ (أني): وقد تأتي عن الحال وتكون بمعني (كيف) وقد تأتي للسؤال عن المكان فتكون بمعني (من أين) وقد تأتي للسؤال عن الزمان فتكون بمعني (متي) .
11/ (أي) : وهي ملازمة للإضافة ومعناها يتحدد بالمضاف إليه . فإن أضيفت إلي العاقل كانت بمعني (من) وإن أضيفت لغير العاقل كانت بمعني (ما) وإن أضيفت إلي الزمان كانت بمعني (متي) وهكذا حسب المضاف إليه .


الاستفــــهـــــــــام (ب)
(المعاني المجازية لأدوات الاستفهام)

النصوص:
1/ قال تعالي :  وتري الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلي مرد من سبيل ؟
2/ وقال تعالي حكاية عن كفار مكة :  وقالوا ما لهــذا الرســول يأكـل الطعــام ويمشــي في الأسواق  ؟
3/ وقال تعالي :  ألم نشرح لك صدرك  ؟
4/ وقال تعالي :  فهل من مدّكر ) ؟
5/ وقال تعالي : أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه ..  ؟
6/ وقال تعالي :  أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنت تتلون الكتاب أفلا تعقلون ؟
7/ وقال تعالي :  هل جزاء الإحسان إلا الإحسان  ؟
8/ وقال تعالي :  قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين  ؟
9/ وقال تعالي :  هل أدلكم علي تجارة تنجيكم من عذاب أليم  ؟
10/ وقال تعالي :  من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه  ؟
11/ وقال تعالي:  وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا ، أهذا الذي بعث الله رسولاً ؟

التوضيح :
علمت في الدرس الماضي أن الاستفهام الحقيقي هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوماً من قبل . ولكن قد تخرج أدوات الاستفهام عن هذا المعني الحقيقي إلي معان أخري تستفاد من سياق الكلام علي النحو التالي :
1/ فإذا نظرنا إلي النص الأول نجد الآية الكريمة قد تحدثت عن المشركين يوم القيامة حين يرون العذاب ( يقولون هل إلي مرد من سبيل ) ؟فهم لا يريدون أن يسألوا عن شيء يجهلونه ، وإنما لسان حالهم يدل علي أنهم يتمنون الرجوع إلي الدنيا حتّى يعملوا عملاً صالحاً ينجيهم من هذا العذاب .فالاستفهام هنا يفيد ( التمني ) .
2/ وفي النص الثاني نجد كفار مكة لا يسألون عن السبب الذي يجعل الرسول يأكل الطعام ، ويمشي في الأسواق ، وإنما يتعجبون من هذا الأمر كيف يحدث ممن يقول أنه رسول ، فالمقام مقام تعجب ، فالاستفهام هنا يفيد ( التعجب ) .
3/ وفي النص الثالث نجد أن الغرض من الاستفهام هو حمل المخاطب علي الإقرار والاعتراف بمضمون ما سئل عنه ، فالاستفهام فيه يفيد ( التقرير ).
4/ وفي النص الرابع نلاحظ أن مضمون السؤال يدل علي أمرنا بالتذكر فالاستفهام يفيد (الأمر ) .
5/ وفي النص الخامس نجد مضمون السؤال يدل علي نهيناً عن خشية غير الله فالاستفهام يفيد (النهي ).
6/ وفي النص السادس نجد أن سياق الآية الكريمة يدل علي توبيخ من يأمر الناس بالبر وينسي نفسه ولا يعمل بمقتضى ما أمر به .
7/ وفي النص السابع نجد أن أداة الاستفهام تفيد النفي فهي هنا بمعني ( ما ) فالاستفهام في الآية يفيد ( النفي ) .
8/ والاستفهام في النص الثامن يدل علي أن هؤلاء يقولون :وعظك لنا وعدمه سواء ، فالاستفهام يفيد ( التسوية ) .
9/ والاستفهام في الآية التاسعة يدفعنا إلي التشوق لمعرفة الإجابة المترتبة علي السؤال ، فالاستفهام يفيد ( التشويق ) .
10/ ومضمون الاستفهام في النص العاشر يدل علي تعظيم الله سبحانه وتعالي .
11/ وأما في النص الأخير فإن مضمونه يدل علي أن الكفار يحقرون من شأن الرسول  عندما سألوا هذا السؤال ، فالاستفهام هنا يفيد ( التحقير ).

الخلاصة :

مما تقدم يتضح لنا أن الاستفهام قد يخرج عن معناه الحقيقي وهو طلب معرفة أمر مجهول إلي معان أخري مجازية تستفاد من سياق الكلام ، ومن أشهرها :
1/ التمني 2/ التعجب 3/ التقرير 4/ الأمر
5/ النهي 6/ الإنكار 7/ النفي 8/ التسوية
9/ التشويق 10/ التعظيم 11/ التحقير .


تدريبات :

نموذج (1) :
عين فيما يأتي أدوات الاستفهام ، وبين أوجه استخدامها :
1/ ما الإسراف ؟
الأداة : (ما) وتستخدم للسؤال عن غير العاقل وهي هنا تفيد طلب شرح حقيقة وماهية الإسراف .
2/ قال تعالي :  يقول الإنسان يومئذ أين المفر  ؟
الأداة : أين ، وتفيد السؤال عن المكان .
3/ وقال تعالي :  قال قائل منهم كم لبثتم …  ؟
الأداة : كم وتفيد السؤال عن العدد المبهم .
4/ وقال تعالي :  يسألونك عن الساعة أيان مرساها ؟
الأداة : أيان ، وتفيد السؤال عن الزمان .

نموذج (2):
ما المعاني المستفادة من الاستفهام من خلال سياق الكلام فيما يأتي ؟
1/ قال تعالي :  هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض ؟
الاستفهام حسب السياق يفيد ( النفي ).
2/ وقال تعالي :  أفغير دين الله يبغون .. ؟
سياق الآية يدل علي الإنكار وعلي توبيخ من يتخذ غير دين الله .
3/ قال الشاعر : أضاعوني وأي فتي أضاعوا * ليوم كريهة وسداد ثغر ؟
الاستفهام يدل علي تعظيم الشاعر لنفسه .
4/ وقال آخر : ودع الوعيد فما وعيدك ضائري * أطنين أجنحة الذباب يضير
فالشاعر يحقر من شأن المخاطب ويري أن وعيده لا يضير كما أن طنين أجنحة الذباب لا يضير من سمعه ، فالاستفهام يفيد ( التحقير ) .

التدريب الثالث :
لم كان الاستفهام في الأمثلة التالية يفيد النفي ، التوبيخ ، والتعظيم ، علي الترتيب
1/ قال شاعر :متي يبلغ البنيان يوما تمامه * إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم ؟
2/ وقال آخر: أنلهو وأيامنا تذهب * ونلعـب والمـوت لا يلعب ؟
3/ وقال آخر في المدح :
ومن مثل كافور إذا الخيل أحجمت * وكان قليلاً من يقول لها أقدمي؟

التدريب الرابع :
لم كان الاستفهام في الأمثلة التالية يفيد التقرير ، والتعجب ، والتمني ، علي الترتيب :
1/ قال تعالي :  ألم نريك فينا وليدا  ؟
2/ وقالت إحدى النساء تشكو ابنها :
أنشـا يمزق أثوابـي يؤدبــني * أبعد شيبي يبغي عندي الأدبا
3/ وقال آخر :هل بالطلول لسائل رد * أم هل لها بتكلـم عهـد ؟

التدريب الخامس :
ما المعاني المجازية للاستفهام فيما يأتي ؟
1/ قال الشاعر :
متي يستقيم الظل والعود أعوج * وهل ذهب الإبريز يحكيه بهرج ؟
2/ وقال آخر : وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغني * ورأي أمير المؤمنين جميل؟
3/ قال تعالي :  قالت : أني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر .. ؟
4/ وقال تعالي :  ألا تحبون أن يغفر الله لكم  ؟
5/ وقال الشاعر :كيف ترقي رقيّك الأنبياء * يا سماء ما طاولتها سماء ؟
6/ قال تعالي:  إن الذين كفروا سواء عليهم أ أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ؟
7/ وقال تعالي :  أفبا لباطل يؤمنون ، وبنعمة الله هم يكفرون ؟





التمــــــــني

النصوص :
1/ قال الشاعر في المدح :
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها * عقود مدح فما أرضي لكم كلمي
2/ قال تعالي :  يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم  .
3/ وقال تعالي :  فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ..  ؟
4/ قال الشاعر : ولي الشباب حمـيدة أيـامـه * لو كان ذلك يشتري أو يرجع
5/ وقال آخر : أسرب القطا هل من يعير جناحه * لعلي إلي من قد هويت أطـير

التوضيح :
1/ أنظر إلي النص الأول تجد الشاعر يتمني أن تقترب منه الكواكب لينظمها عقوداً يمدح بها ممدوحه بدلاً عن الألفاظ التي يري أنها لا تتناسب ومقام ممدوحه ، ومعلوم أن تحقيق ذلك مستحيل .
2/ وفي النص الثاني نجد قوم قارون يتمنون أن يؤتوا من المال والغني مثل ما أوتي قارون ، وهو أمر ممكن ولكنه بعيد التحقق والحصول .ونجد في النصين السابقين أن الأداة المستخدمة في التمني هي الحرف (ليت) .
3/ وأما في النص الثالث فنجد أن الكفار يوم القيامة يتمنون أن يكون لهم شفعاء يشفعون لهم مما ينتظرهم من عذاب ، وهذا الأمر مستحيل ولكنهم تمنوه واستخدموا الأداة (هل) بدلاً عن (ليت) لإظهاره في صورة الممكن الذي لا يقطع بانتفائه ، وذلك لكمال العناية بهذا الأمر والتعلق به .
4/ وفي النص الرابع يتمني الشاعر عودة الشباب بأيامه الحميدة حتى ولو كان عن طريق الشراء ، وهذا أمر مستحيل الحصول ، ولإظهار المبالغة في بعد استحالة حصوله استخدم الأداة (لو) بدلاً عن (ليت) لأن لو تساعد علي أداء هذه المبالغة لأنها بأصل وضعها تفيد الامتناع ، فهي أداة شرط تفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط ومن ثم يسمونها حرف امتناع لامتناع .
5/ وفي النص الخامس يتمني الشاعر أن يعيره الطائر جناحيه حتى يستطيع الطيران إلي من يحبها وهذا أمر مستحيل ، ولكنه لما كان محبباً عند الشاعر أظهره في صورة الممكن قريب الحصول واستخدم الأداة التي تساعد علي هذا الفهم وهي ( لعل ) بدلاً عن ليت لأنها حرف ترج .
الخلاصة :
نستنتج مما تقدم :
1/ أن التمني هو طلب الشيء المحبوب الذي لا يرجى حصوله ، إما لكونه مستحيلاً ، أو ممكناً غير مطموع في حصوله .
2/ للتمني أربع أدوات ، واحدة أصلية وهي ( ليت ) والباقية غير أصلية وتستخدم نيابة عن ليت لأغراض بلاغية وهي :
أ/ (هل): وتستعمل بدلاً عن ليت لأبراز المتمني في صورة الممكن الذي لا يجزم بانتفائه وذلك لإظهار كمال العناية به .
ب/ (لو): وتستعمل بدلاً عن ( ليت ) للإشعار بعزة المتمني وندرته وللمبالغة في عدم حصوله فيبرز في صورة الممتنع .
ج/ (لعل): وتستعمل بدلاً عن ( ليت ) لإبراز المتمني في صورة الممكن قريب الحصول لإظهار التعلق به والشوق إليه .

تدريبات :

نموذج (1) :
ميّز بين المتمني مستحيل الحصول ، والمتمني بعيد الحصول فيما يأتي ، مع التعليل :
1/ قال الشاعر : ألا ليت الشباب يعود يوماً * فأخبره بما فعـل المشـيب
تمني الشاعر عودة الشباب بعد فواته ، وهذا أمر مستحيل الحصول
2/ وقال آخر : فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا * شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
تمني الشاعر أن يكون قومه شجعانا يشنون الغارات علي أعدائهم وهو أمر ممكن الحصول ولكنه بعيد الحصول لأنه يعرف أن هذه الصفة غير موجودة في قومه .
3/ وقال المتنبي في رثاء أخت سيف الدولة :
فليت طالعة الشمسين غائبة * وليت غائبة الشمسين لم تغب .
شبه الشاعر أخت سيف الدولة بالشمس ، وتمني في وضح النهار غياب الشمس الحقيقية وهذا مستحيل . وتمني أيضاً الحياة والبقاء للشمس المجازية التي قد ماتت بالفعل وهذا مستحيل أيضاً .
التدريب الثاني :
وضح التمني ، وحدد أداته وسبب استعمالها في كل :
1/ قال شوقي: أنادي الرسم لو ملك الجوابا * وأجزيه بدمعي لو أثابا
2/ وقال تعالي حكاية عن الكفار :  فلو أن لناكرة فنكون من المؤمنين  .
3/ وقال تعالي:  فهل إلي الخروج من سبيل  ؟
4/ وقال تعالي: يا هامان ابن لي صرحاً لعلى أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلي إله موسى .. 
5/ وقال الشاعر :فليت هوي الأحبة كان عدلاً * فحمل كل قلب ما أطاقا .

التدريب الثالث :
هات من إنشائك مثالاً للتمني مستخدماً ليت للدلالة علي المتمني مستحيل الحصول ومثالاً ثانياً بليت للمتمني بعيد الحصول .
ومثالاً ثالثاً مستخدماً فيه ( هل) .
ورابعاً مستخدماً فيه ( لعل ) .
وخامساً مستخدما فيه ( لو ) .





الــــــــــنداء


النصوص :
1/ قال الشاعر : أبني إن أباك كارب يومه * فإذا دعيت إلي المكارم فاعجل
2/ أي بنيّ حافظ علي صلواتك .
3/ يا سارية الجبل .
4/ وقال الشاعر في رثاء ابنه :
أبني لا تبعد وليس بخالد * حي ومن تصب المنون بعيد
5/ وقال آخر :أيا رب قد أحسنت عوداً وبدأة * إلي فلم ينهض بإحسانك الشكر
6/ وقال الفرز دق يهجو جريراً :
أولئك آبائي فجئني بمثلهم * إذا جمعتنا يا جرير المجامع
7/ وقال آخر: يا أيها السادر المزور من صلف * مهلا فإنك بالأيام منخدع
8/ وقال آخر في الرثاء :
يا درة نزعت من تاج والدها * فأصبحت حلية في تاج رضوان
9/ وقال آخر: أفؤادي متي المتاب ألما * تصح والشيب فوق رأسي ألما
10/ يا لله للمسلمين !
11/ وا قدساه !

التوضيح :
1/ انظر إلي النص الأول تجد الشاعر ينادي ابنه وهو حاضر معه ، واستخدم أداة النداء (الهمزة) وهي حرف ينوب مناب الفعل : أدعو ، أو أنادي ولما كان الابن قريباً منه استخدم الأداة الدالة علي نداء القريب وهي الهمزة .
2/ ومثل ذلك تماماً النداء في المثال الثاني المستخدم فيه أداة النداء (أي) للدلالة علي القرب.
3/ وفي المثال الثالث النداء موجه لسارية الذي كان بعيداً عن المنادي فاستخدمت الأداة الدالة علي نداء البعيد ( يا) .
4/ وفي النص الرابع نجد الشاعر ينادي ابنه الميت المدفون وبالطبع هو بعيد عنه ولكنه استخدم في ندائه أداة النداء الدالة علي القرب وهي الهمزة تنزيلاً للبعيد منزلة القريب ، ليدل علي أنه قريب من نفسه ولا يغيب عن قلبه فكأنه قريب قرباً حسياً .
5/ وفي النص الخامس النداء موجه من الشاعر لله سبحانه وتعالي الذي هو أقرب إليه من حبل الوريد ، لكنه استخدم أداة نداء البعيد ( يا) تنزيلاً للقريب منزلة البعيد ، للدلالة علي أن المنادي رفيع القدر عظيم الشأن فجعل بعد المنزلة كأنه بعد حسي .
6/ وكذلك الحال في النص السادس حيث ينادي الشاعر الفرز دق جريراً وهو قريب منه ولكنه استخدم أداة النداء الدالة علي البعد ( يا) تنزيلاً للقريب منزلة البعيد تنبيهاً لبعد انحطاط قدره وشأنه في نظر المتكلم ، فجعل بعد منزلته في الانحطاط كأنها بعد حسي .
7/ وكذلك الحال في النص السابع حيث نزل القريب منزلة البعيد تنبيهاً إلي أن السامع غافل وساه ، فكأنه بعيد حساً ومكاناً ، فاعتبره كأنه غير حاضر في مجلسه
8/ وأما في النص الثامن فقد خرج النداء عن معناه الحقيقي إلي معني مجازي يستفاد من سياق الكلام ، وهو هنا يفيد التحسر والندم .
9/ وكذلك الحال في النص التاسع حيث سياق الكلام يدل علي أن النداء يقصد منه زجر الشاعر لفؤاده الذي يتباطأ عن التوبة فالنداء يفيد الزجر والملامة .
10/ وفي المثال العاشر النداء يفيد الاستغاثة .
11/ وفي المثال الحادي عشر يفيد النداء الندبة والتفجع .

الخلاصة :
نستنتج مما تقدم :
1/ إن النداء هو طلب المتكلم إقبال المخاطب عليه بحرف نائب مناب الفعل أنادي وشبهه .
2/ للنداء أدوات ثمانية هي :
الهمزة ، وأي ، وهما للنداء القريب ، وبقية الأدوات لنداء البعيد وهي : يا ، وآي ، وآ ، وأيا ، وهيا ، و وا .
3/ قد ينزل البعيد منزلة القريب في فستخدم في ندائه أداة نداء القريب تنبيهاً لقرب منزلته في القلب فكأنه حاضر لا يغيب عن القلب .
4/ وقد ينزل القريب منزلة البعيد فتستخدم في ندائه أداة النداء الدالة علي البعد وذلك إما :
أ/ تنبيهاً إلي علو قدره وعظم شأنه .
ب/ أو تنبيهاً إلي بعد انحطاط منزلته .
ج/ أو تنبيها إلي غفلته وسهوه فكأنه غير حاضر .
5/ قد يخرج النداء عن معناه الحقيقي إلي معانٍ أخري مجازية تستفاد من سياق الكلام مثل : 1/ التحسر والحزن 2/ الزجر والملامة 3/ الندبة 4/ الاستغاثة إلي غير ذلك
تدريبات : (نموذج)
أدوات النداء فيما يأتي جرت علي غير أصل وضعها في نداء القريب والبعيد ، فما السب في كل .
1/ قال الشاعر : يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم
نزل القريب منزلة البعيد فنودي بنداء البعد ( يا ) تنبيها لعلو قدره وعظم شأنه فجعل بعد المنزلة كأنه بعد حسي .
2/ وقال آخر : أيا جامع الدنيا لغير بلاغة * لمن تجمع الدنيا وأنت تموت
نزل القريب منزلة البعيد فنودي بأداة نداء البعد ( أيا) تنبيهاً إلي لأنه غافل فكأنه بعيد غير حاضر .
3/ وقال آخر : أسكان نعمان الأراك تيقنوا * بأنكم في ربع قلبي سكان
الشاعر ينادي سكان نعمان الأراك البعدين عنه ، ولكنه نزلهم منزلة القريبين فاستخدم في ندائهم أداة نداء القريب ( الهمزة ) تنبيهاً إلي قرب منزلتهم من نفسه وأنهم لا يغيبون عنه فكأنهم حاضرون معه .

التدريب الثاني :
أدوات النداء فيما يأتي جرت علي غير أصل وضعها في نداء القريب والبعيد ، علل لذلك.
1/ قال تعالي حكاية لقول فرعون لموسى : إني لأظنك يا موسى مسحوراً
2/ وقال أبو العتاهية في الوعظ :
أيا من تؤمل طول الحـياة * وطول الحياة عليه خطــر
إذا ما كبرت وبان الشـباب * فلا خير في العيش بعد الكبر
3/ قال المتنبي منشداً كافوراً أمامه :
يا رجاء العيون في كل أرض * لم يكن غير أن أراك رجائي .
4/ أرسل والد كتابا إلي ولده جاء فيه :
أحسين إني واعظ ومـؤدب * فأفهم فإن العاقل المتأدب

التدريب الثالث :
خرج النداء فيما يأتي إلي معان مجازية تفهم من سياق الكلام وضح المعني المراد من النداء في كل .
1/ قيل في الرثاء
يـا راحـلا أخلـي الديـار * وفضلـه لــم يرحـل
2/ وقال آخر : يا أيها الظالم في فعله * الظلم مردود علي من ظلم
3/ فواعجبا كم يدعي الفضل ناقص * ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل

التدريب الرابع :
مثل لما يأتي من إنشائك :
1/ منادي قريب .
2/ منادي بعيد .
3/ منادي قريب نزل منزلة البعيد للتعظيم .
4/ منادي بعيد نزل منزلة القريب لقربه من النفس .






الاختبار الذاتي حول : أنواع الإنشاء الطلبي

الأسئلة :
السؤال الأول :
ما المراد بالإنشاء الطلبي ؟
السؤال الثاني :
للأمر أربع صيغ ما هي ؟
السؤال الثالث :
متي يكون الأمر حقيقياً ؟
السؤال الرابع :
ما المراد بالنهي ؟ وما صيغته التي يأتي عليها ؟
السؤال الخامس :
ميّز بين أنواع الإنشاء الطلبي ؟ وما الأداة المستخدمة في كل مما يأتي ؟
1/ قال الشاعر : هل العلم في الإسلام إلا فريضة * وهل أمة سادت بغير التعلـم
2/ وقال آخر : لا تحسـبن العلـم ينفع وحده * إذا لم يتوج ربه بخـــلاق
3/ وقال آخر : فاختر لنفسك ما تعـيش بذكره * فالمرء في الدنيا حديث يذكـر
4/ وقال آخر : كل من في الكـون يشكو دهره * ليت شعري هذه الدنيا لمـن ؟
5/ قال تعالي :  يوسف أعرض عن هذا 
6/ قال الشاعر : حذار أن ترضي مودة مــن * يقلي المقل ويعشق المثري(1)
7/ وقال آخر : ولا تطمعن من حاسد في مودة * وإن كنت تبديها له وتنيل
8/ وقال آخر : هل بالتحكى بالكنى من فضيلة * إذا لم تزين بالفعال الطبائع

السؤال السادس :
ما المعاني المجازية للأمر والمستفادة من سياق الكلام فيما يأتي :
1/ قال الشاعر : فيا نسمات الفجر أدي تحيتي * إلي ذلك البرج المطل علي النهر
2/ وقال آخر : بكرا صاحبي يـوم الإيـاب * وقفـا بي بعـين شمس قفـا بي
3/ وجاء في الأثر: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا" .
4/ قال تعالي :  وقل : رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين  .
السؤال السابع :
ما المعاني المجازية للنهي والمستفادة من سياق الكلام فيما يأتي :
1/ قال الشاعر :لا يخدعنك من عدو دمعه * وارحم شبابك من عدو ترحـم
2/ وقال آخر :فيا قلب لا تجزع فإن المـني * في الصـبر والله مـع الصابـر
3/ قال تعالي :  لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم  .
4/ قال الشاعر : لا تحسبوا من قتلتم كان ذا رمق * فليس تأكل إلا الميتة الضبع
السؤال الثامن :
ما المعاني المجازية التي يدل عليها الاستفهام فيما يأتي ؟
1/ قال المتنبي عن الحمي :
أبنت الدهر عندي كل بنت * فكيف وصلت أنت من الزحام ؟
2/ وقال آخر :وهل يستطيع المرء كتمان لوعه * ينم عليهـا مدمع وزفير
3/ وقال آخر :اصبرا وقد أمسي العدو يهينـنا * أما فيكم علي الأم أغير ؟
4/ قال تعالي :  أليس الله بأحكم الحاكمين  ؟





الأجـــوبة

الإجابة الأولي :
المراد بالإنشاء الطلبي: أنه الذي يستدعي مطلوباً غير حاصل في اعتقاد المتكلم وقت الطلب.
الإجابة الثانية :
صيغ الأمر هي : 1/ فعل الأمر 2/ الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر
3/ اسم فعل الأمر 4/ المصدر النائب عن فعل الأمر
الإجابة الثالثة :
يكون الأمر حقيقياً عندما يكون الأمر من الأعلى إلي الأدنى بقصد الإلزام والتكليف
الإجابة الرابعة :
المراد بالنهي طلب الكف عن الفعل علي جهة الاستعلاء وله صيغة واحدة وهي الفعل المضارع المجزوم بلا الناهية .
الإجابة الخامسة :
1/ هل العلم ..الخ نوع الإنشاء الطلبي ( الاستفهام ) والأداة المستخدمة فيه (هل)
2/ لا تحسبن ..الخ النوع نهي والصيغة المستخدمة المضارع المسبوق بلا الناهية ( لا تحسبن ) .
3/ فاختر لنفسك ..الخ النوع أمر والصيغة المستخدمة فعل الأمر ( اختر) .
4/ ليت شعري ..الخ النوع التمني والأداة ( ليت ) .
5/ (يوسف أعرض عن هذا )يوسف منادي والأداة حرف نداء محذوف وأعرض فعل أمر .
6/ حذار أن ترضي ..الخ النوع: أمر والصيغة اسم فعل الأمر ( حذار ) .
7/ ولا تطمعن من حاسد في مودة ..الخ النوع : نهي والصيغة المضارع المسبوق بلا الناهية (لا تطمعن).
8/ هل بالتحلي بالكنى ..الخ النوع : استفهام والأداة ( هل ) ؟
الإجابة السادسة :
1/ المراد بالأمر ( أدي تحيتي ) التمني لأن الخطاب موجه لغير العاقل ( نسمات الفجر) .
2/ الأمر بكرا وقفا : المراد منه الالتماس لأنه من النّد إلي النّد .
3/ المراد بالأمر اعمل واعمل الإرشاد حسب السياق .
4/ المراد بالأمر اغفر وارحم الدعاء لأنه من الأدنى إلي الأعلى .
الإجابة السابعة :
1/ المراد بالنهي ( لا يخدعنك ..الخ ) الإرشاد حسب السياق .
2/ المراد بالنهي ( لا تجزع ) التمني لأن الخطاب موجه لغير العاقل ( القلب )
3/ ( لا تعتذروا ..الخ ) المراد بالنهي في الآية الكريمة التيئيس حسب السياق .
4/ المراد بالنهي ( لا تحسبوا ..الخ ) التحقير حسب السياق .
الإجابة الثامنة :
1/ المراد بالاستفهام ( فكيف وصلت ..الخ ) التعجب حسب السياق .
2/ المراد بالاستفهام هل يستطيع ..الخ وأما فيكم ..الخ التوبيخ حسب السياق.
3/ المراد بالاستفهام ( أليس ..الخ ) التقرير .






القصر : أنواعه وأقسامه
(أ) (تعريفه - طرقه - طرفاه)

النصوص :
1/ قال تعالي :  وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل.. .
2/ وقال تعالي :  إنما يخشى الله من عباده العلماء ..  .
3/ قال الشاعر :
(أ) عمر الفتي ذكـره لا طول مدته * وموته خزيه لا يومه الداني
(ب) وقال آخر :ليس التعجب من مواهب ماله * بل من سلامتها إلي أوقاتها
(ج) وقال آخر :وما شاب رأسي من سنين تتابعت * علي ولكن شيبتني الوقائع
4/ (أ) قال تعالي :  وإلي الله ترجع الأمور  .
(ب) وقال تعالي :  إياك نعبد وإياك نستعين  .
(ج) وقال تعالي :  ذلك جزاء أعداء الله النار لهـم فيهـا دار الخلد جزاءً بما كانوا بآياتنا يجحدون  .

التوضيح :
1/ إذا نظرنا إلي النص الأول نجد أن سيدنا محمداً قد خص بكونه رسولاً ، أي قصر علي صفة الرسالة ، وأن الطريق أو الوسيلة أو الأداة التي أفادت هذا التخصيص ما في الآية من نفي واستثناء ، ونلاحظ أن ما وقع بعد أداة النفي هو كلمة (محمد) وقد قصر علي الرسالة وهو الطرف الأول ويسمي المقصور ، كما نلاحظ أن كلمة (رسول)وقعت بعد أداة الاستثناء وهي الطرف الثاني ويسمي (المقصور عليه) .
2/ وأما في النص الثاني فقد قصرت الخشية من الله علي العلماء من عباده وأن الطريق الذي أفاد القصر هو (إنما) .ونلاحظ أن الطرف الأول (المقصور) وهو الخشية قد جاء بعد إنما مباشرة ، وأن المقصور عليه (العلماء) قد جاء بعد ذلك .
3/ وفي الفقرة الثالثة نجد في النص (أ) أن عمر الفتي قد قصر علي ذكراه فالعمر مقصور والذكري مقصور عليه ، وأن الطريق الذي أفاد القصر هو العطف (بلا) ويلاحظ أن المقصور قد بدأت به الجملة وأن المقصور عليه قد سبق لا ، وكان مقابلاً لما بعدها (طول مدته) .كما قصر موته علي خزيه فالموت مقصور والخزي مقصور عليه وطريق القصر هو العطف بلا ، ويلاحظ أن المقصور جاء في أول الجملة ، وأن المقصور عليه سبق لا وكان مقابلاً لما بعدها (يومه الداني) . وفي النص (ب) من هذه الفقرة يتحدث الشاعر عن كرم الممدوح وكثرة إنفاقه وقد نفي التعجب من أمواله التي يهبها وأبان أن التعجب يكمن في كونها بقيت سالمة حتى جاء وقت هباتها . لذلك قصر التعجب علي بقائها سالمة واستخدم في إفادة القصر طريق العطف ببل ، ويلاحظ أنه في هذا الطريق قد جاء المقصـور بعد أداة النفي مباشـرة (التعجب) وأن المقصـور عليه جاء بعد (بل) وهو في سلامتها . وفي النص (ج) نفي الشاعر أن تكون السنين سبباً في شيبه وحصر سبب الشيب في الوقائع التي خاضها . فقصر الشيب علي الوقائع فالشيب هو المقصور والوقائع المقصور عليه واستخدم طريق العطف بـ ( لكن ) . ويلاحظ أن المقصور ولي أداة النفي وأن المقصور عليه جاء بعد ( لكن ) .
4/ وفي الفقرة الرابعة نجد أن الجار والمجرور (إلي الله) قد تقدم علي الفعل الذي يتعلق به (ترجع) وأن المفعول به (إياك) قد تقدم علي ناصبه (نعبد ونستعين) وأن خبر المبتدأ (شبه الجملة لهم) قد تقدم علي المبتدأ (دار الخلد) ويلاحظ أن التقديم في كل هو الذي أفاد القصر ، حيث قصر في الآية الأولي الرجوع علي الله فالرجوع مقصور والمقصور عليه الله سبحانه كما قصرت في الآية الثانية العبادة علي الله وحده وقصرت الاستعانة علي الله وحده ، فالمقصور هو العبادة والاستعانة والمقصور عليه في كل هو الضمير الراجع إلي الله سبحانه وتعالي . كما قصرت الآية الثالثة دار الخلد ( المقصور ) علي الضمير هم العائد علي أعداء الله ( المقصور عليه ) ويلاحظ أن طريق القصر في كل هو تقديم ما حقه التأخير .

الخلاصة :
نستنتج مما تقدم ما يأتي :
1/ إن القصر هو تخصيص أمر بآخر بطريق مخصوص .
2/ وأن طرق القصر كثيرة وأشهرها أربع وهي :
أ/ النفي والاستثناء ب/ إنما
ج/ العطف بـ (لا) ، ولكن ، وبل .
د/ تقديم ما حقه التأخير وقد يكون عن طريق تقديم الجار والمجرور علي متعلقه ، أو عن طريق تقديم المفعول به علي فعله ، أو عن طريق تقديم الخبر علي المبتدأ بقصد إفادة القصر .
3/ في كل قصر لابد من وجود طرفين ، ويسمي الأول المقصور ، ويسمي الثاني المقصور عليه .
4/ المقصور في طريق النفي والاستثناء يأتي بعد أداة النفي بينما المقصور عليه يأتي أداة الاستثناء .
5/ والمقصور في طريق ( إنما ) يليها مباشرة والمقصور عليه يأتي بعد ذلك ليكوّن مع المقصور معني تاماً .
6/ وأن المقصور في طريق العطف (بلا) ما تبدأ الجملة والمقصور عليه يسبق لا ويكون مقابلاً لما بعدها .
7/ وأن المقصور في طريق العطف بـ ( بل ، ولكن ) يأتي بعد أداة النفي والمقصور عليه يأتي بعدهما ويكون مقابلاً لما قبلهما .
8/ وفي طريق تقديم ما حقه التأخير نجد الأمر يختلف عن الطرق السابقة فما تقدم هو المقصور عليه ، وما تأخر هو المقصور .







القصــــــــــــــر
(ب) (أنواعه وأقسامه باعتبار الطرفين وباعتبار الحقيقة والواقع)

النصوص :
1/ لا يعلم الغيب إلا الله .
2/ قال تعالي :  وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب  .
3/ قال الشاعر : إنما الدنيا مـتاع زائـل * فاقتصد فيه وخذ منه ودع .
4/ قال تعالي :  فذكر إنما أنت مذكر  .

التوضيح :
1/ قي المثال الأول قصر علم الغيب علي الله وحده ، ولما كان علم الغيب صفة (المقصور) وأن الله سبحانه وتعالي هو الموصوف ( المقصور عليه ) فيكون القصر باعتبار طرفيه من باب قصر الصفة علي الموصوف وقصر الصفة علي الموصوف يعني أن هذه الصفة تخص الموصوف وحده دون غيره ، وإذا كان الواقع يؤيد ذلك يسمي القصر حقيقياً أو واقعياً وإلا سمي إضافياً أي نسبياً لا يشمل كل أفراد الحقيقة . ولما كان الواقع في هذا المثال يؤيد أن علم الغيب يخص الله وحده فالقصر هنا حقيقي أو واقعي .
2/ والنص الثاني يشتمل علي ثلاثة أساليب قصر ، الأول قوله ( وما توفيقي إلا بالله ) والمقصور التوفيق ( صفة ) والمقصور عليه هو الله سبحانه وتعالي (موصوف ) فالقصر من باب قصر الصفة علي الموصوف . والواقع يؤيد أن التوفيق مقصور علي الله وحده فالقصر هنا حقيقي .
والثاني في قوله (عليه توكلت)فقد قصر التوكل (الصفة) علي الله سبحانه وتعالي (الموصوف) فالقصر من باب قصر الصفة علي الموصوف . والواقع يؤيد أن التوكل مقصور علي الله وحده ، فالقصر واقعي .
والثالث في قوله ( وإليه أنيب ) فقد قصر الإنابة ( الصفة ) علي الله سبحانه وتعالي (الموصوف) فالقصر من باب قصر الصفة علي الموصوف . والواقع يؤيد أن الصفة تخص الموصوف وحده دون غيره . فهو قصر واقعي .
3/ أما النص الثالث فقد قصر الدنيا ( الموصوف ) علي كونها متاعاً زائلاً (الصفة) فالقصر من باب قصر الموصوف علي الصفة . ومعني قصر الموصوف علي الصفة أن هذا الموصوف يختص بهذه الصفة وحدها دون غيرها من الصفات ، وإذا أيد الواقع ذلك سمي القصر حقيقياً أو واقعياً وإلا سمي إضافياً .
وإذا نظرنا إلي القصر في هذا النص نجد أن الدنيا لا تختص بهذه الصفة وحدها وإنما لها صفات أخري غير كونها متاعاً زائلاً ، فالقصر هنا نسبي لا يعم كل الواقع لذلك يسمي القصر هنا إضافياً .
4/ وفي النص الأخير في هذا النص نجد أن المقصور هو (أنت) وهو الموصوف وأن المقصور عليه هو (منذر) وهو صفة.فالقصر من باب قصر الموصوف علي الصفة ولما كان الرسول لا يختص بصفة الإنذار وحدها وإنما له صفات أخري غيرها فالأمر هنا نسبي لا يعم كل الواقع ، لذلك فالقصر هنا إضافي .

الخلاصة :
1/ ينقسم القصر باعتبار طرفيه إلي قصر صفة علي موصوف وقصر موصوف علي صفة .
2/ معني قصر الصفة علي الموصوف أن هذه الصفة تخص الموصوف وحده دون غيره ، وهذا لا يمنع أن تكون للموصوف صفات أخري غيرها .
3/ ومعني قصر الموصوف علي الصفة أن هذا الموصوف يختص بهذه الصفة وحدها دون غيرها ، وهذا لا يمنع أن يشاركه غيره في هذه الصفة .
4/ إذا كان الواقع يؤيد أن الصفة تخص الموصوف وحده دون غيره أو أن الموصوف يختص بهذه الصفة وحدها دون غيرها يسمي القصر واقعياً أو حقيقياً. وإلا سمي إضافياً أي نسبياً .

تدريبات :

نموذج (1) :
حدد فيما يأتي طريق القصر ، وطرفيه :
1/ قال تعالي : شهد الله أنه لا إله إلا هو .. . طريق القصر النفي والاستثناء المقصور ما جاء بعد أداة النفي وهو ( إله) . والمقصور عليه ما ولي أداة الاستثناء وهو الضمير (هو) .
2/ قال تعالي : إنما المؤمنون اخوة.طريق القصر (إنما) والمؤمنون مقصور ، واخوة مقصور عليه .
3/ الأرض متحركة لا ثابتة . طريق القصر العطف (بلا) والأرض مقصور ومتحركة مقصور عليه .
4/ قال الشاعر : سيذكرني قومي إذا جد جدهم * وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
طريق القصر (تقديم ما حقه التأخير) والمقصور (يفتقد البدر) والمقصور عليه (الليلة الظلماء)

نموذج (2) :
ما نوع القصر باعتبار الطرفين ؟ وما نوعه باعتبار الحقيقة فيما يأتي :
1/ قال تعالي:  يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بينا وبينكم ألا نعبد إلا الله  . القصر في قوله ( ألا نعبد إلا الله ) والمقصود نعبد (صفة) والمقصور عليه (الله وهو موصوف) فالقصر هنا من باب قصر الصفة علي الموصوف ، ولما كانت العبادة تخص الله وحده ، والواقع يؤيد ذلك فالقصر هنا حقيقي أو واقعي .
2/ قال الشاعر : وما الدنيا سوي حلم لذيذ * تنبهه تباشير الصـباح
الدنيا مقصور ( موصوف ) وحلم لذيذ مقصور عليه ( صفة ) فالقصر هنا من باب قصر الموصوف علي الصفة . ولما كانت الدنيا ليست مختصة بهذه الصفة وحدها وإنما لها صفات أخري فيكون القصر هنا من باب القصر الإضافي .

التدريب الثاني :
قال تعالي :  إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ، وعلي ربهم يتوكلون  .
(I) وصف المؤمنون في هذه الآية الكريمة بثلاث صفات ، ما هي ؟
(II) اشتملت الآية علي أسلوبي قصر حدد كلا منهما وعين طريق القصر وطرفيه في كل

التدريب الرابع :
بين فيما يأتي طريق القصر ، وحدد طرفيه
1/ قال تعالي :  وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير  .
2/ قال الشاعر : وإنما المرء حديث بعده * فكن حديثاً حسناً لمن وعي .
3/ ما المتنبي كاتب لكن شاعر .
4/ قال الشاعر : إلي الله أشكو أن في النفس * حاجة تمر بها الأيام وهي كما هيا
التدريب الخامس :
ما نوع القصر باعتبار الطرفين ، وباعتبار الحقيقة والواقع فيما يأتي :
1/ قال الشاعر : إنما يشتري المحامد حر * طاب نفساً لهن بالأثمان .
2/ وقال آخر : ليس اليتيم الذي قد مات والده * بل اليتيم يتيم العلم والأدب
3/ قال تعالي :  وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو 







الاختبار الذاتي حول القصر

الأسئلة :
السؤال الأول :
ما المراد بالقصر ؟
السؤال الثاني :
ما أشهر طرق القصر أو أدواته ؟
السؤال الثالث :
ما المراد بطرفي القصر ؟
السؤال الرابع :
ما موقع طرفي القصر مع طرق القصر المختلفة ؟
السؤال الخامس :
إلي كم ينقسم القصر باعتبار الطرفين ؟
السؤال السادس :
وإلي كم ينقسم باعتبار الحقيقة والواقع ؟
السؤال السابع :
ما الفرق بين القصر الحقيقي ، والقصر الإضافي ؟
السؤال الثامن :
حدد طريق القصر ، وطرفيه فيما يأتي :
1/ قال تعالي : ( إنما أنت منذر من يخشاها ) .
2/ وقال تعالي : ( وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب ..)
3/ قال الشاعر في المدح :
أمواله في رقاب الناس من منن * لا في الخزائن من عين ومن نشب(1)
السؤال التاسع :
ما نوع القصر باعتبار الطرفين ؟ وما نوعه باعتبار الحقيقة والواقع فيما يأتي:
1/ قال تعالي :  إنما يخشى الله من عباده العلماء  .
2/ وقال تعالي :  وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ..  .
3/ قال تعالي :  وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو  .
4/ قال الشاعر : إنما الدنيا هبات * وعــوار مســتردة
5/ قال تعالي :  وما من إله إلا الله ..  .







الأجـــــوبة
الإجابة الأولي :
القصر هو تخصيص أمر بآخر بطريق مخصوص .
الإجابة الثانية :
طرق القصر كثيرة وأشهرها أربع :
1/ النفي والاستثناء 2/ إنما 3/ طيق العطف بلا ، وبل ، ولكن
4/ طريق تقديم ما حقه التأخير .
الإجابة الثالثة :
المراد بطرفي القصر المقصور ، والمقصور عليه .
الإجابة الرابعة :
في طريق النفي والاستثناء يأتي المقصور بعد أداة النفي ويأتي المقصور عليه بعد أداة الاستثناء .
وفي طريق (إنما) يأتي المقصـور بعد إنمـا ، والمقصـور عليه يأتي بعد ذلك ليكمل مع المقصور معني تاماً .
وفي طريق العطف بلا ، يأتي المقصور في أول الجملة ، والمقصور عليه يسبق (لا) ويكون مقابلاً لما بعدها .
وفي طريق العطف بـ ( بل ، ولكن ) يأتي المقصور بعد أداة النفي ، ويأتي المقصور عليه بعدهما .
وفي طريق تقديم ما حقه التأخير ، المقصور عليه هو المتقدم والمقصور هو المتأخر .
الإجابة الخامسة :
ينقسم القصر باعتبار الطرفين إلي: (1) قصر صفة علي موصوف (2)قصر موصوف علي صفة.
الإجابة السادسة :
ينقسم القصر باعتبار الحقيقة والواقع إلي : (1) قصر حقيقي أو واقعي (2) قصر إضافي .
الإجابة السابعة :
الفرق بين القصر الحقيقي والإضافي يتمثل في أن الواقع إذا كان يؤيد أن الصفة تخص الموصوف وحده دون غـيره أو أن الموصـوف يختص بهـذه الصفة وحـدها دون غيرها يسمي واقعياً أو حقيقياً وإلاّ سميّ إضافياً .
الإجابة الثامنة :
(أ) طريق القصر (إنما) المقصور (أنت) والمقصور عليه (منذر) .
(ب) طريق القصر (النفي والاستثناء) المقصور (أمر الساعة) والمقصور عليه (كلمح البصر) .
(ج) طريق القصر (العطف بلا) المقصور (أمواله) والمقصور عليه (في رقاب الناس) .
الإجابة التاسعة :
أ/ نوعه باعتبار الطرفين قصر صفه (يخشى الله) علي الموصوف (العلماء) ونوعه باعتبار الحقيقة والواقع ، قصر واقعي .
ب/ نوعه باعتبار الطرفين قصر موصوف (محمد) علي صفه (رسول) ونوعه باعتبار الحقيقة والواقـع ، قصر إضافي .
ج/ (وعنده مفاتح الغيب) قصر صفة علي موصوف ، وهو قصر حقيقي (لا يعلمها إلا هو) قصر صفة علي موصوف وهو قصر حقيقي .
د/ إنما الدنيا هبات قصر موصوف علي صفة وهو قصر إضافي .
هـ/ (وما من إله إلا الله) قصر صفة علي موصوف وهو قصر حقيقي .









  












البديع :
في اللغة من أبدع الشيء إذا اخترعه وأوجده على غير مثال سابق .
أما من حيث اصطلاح علماء البلاغة فهو العلم الذي يقصد منه تحسين الكلام وتزينيه بأنواع من الجمال اللفظي أو المعنوي ، وهو لذلك يشتمل من حيث موضوعاته على محسنات لفظية ومحسنات معنوية .فالمحسنات اللفظية تشمل الجناس والسجع والاقتباس . وسنتناول بالحديث نوعين هما : الجناس والاقتباس ، وسنرجئ البحث في السجع إلى مرحلة تالية .
أما الجناس فهو يعني في اللغة المشاكلة والمماثلة يقال : تجانس الشقيقان أي اتحدا في الجنس وتماثلا .ويعرفه علماء البديع بأنه ( اتفاق الكلمتين في كل الحروف أو في أكثرها مع الاختلاف في المعنى .

ويقسمونه إلى قسمين :
فإذا اتحد اللفظان في كل الحروف يسمونه جناساً تاماً مثل قول الشاعر :
وسميته يحي ليحيا فلم يكن * إلى رد أمر الله فيه سبيل
وبالنظر إلى الكلمتين يحي ويحيا نجد أنهما قد اتحدتا في اللفظ وبنيتا من حروف متماثلة هي الياء والحاء والألف ، وبتأمل الكلمتين مرة أخرى نرى أن المعنى في كل منهما يختلف تمامًا فكلمة يحي الأولى علم على شخص ، ويحيا الثانية فعل مضارع من الحـياة …. ومثل ذلك قول الشاعر :
عضنا الدهر بنابه * ليت ما حل بنابه
فالكلمة الأولى بنابه يقصد منها أن الدهر عضه بنابه والناب كما هو معروف أحد الأسنان . والكلمة الثانية بنابه تعني أن الشاعر يتمنى أن يصاب الدهر بما أصابه به . فأنت ترى أن عبارة بنابه الأولى مكونة من حرف الجر الباء ، ثم كلمة ناب ثم حرف الجر الباء وبعدها ضمير الغائب الهاء . أما العبارة الثانية فهي مكونة أيضاً من حرف الجر الباء ثم ضمير الجمع (نا) ثم حرف الجر الباء مجروراً به ضمير الغائب الهاء أيضاً .فاللفظان متحدان تماماً ولكنهما مختلفان في المعني اختلافاً تاماً كما علمت .
ولنأخذ مثالاً ثالثاً نجده في قوله تعالى :  ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة فالكلمتان ساعة وساعة متفقتان في اللفظ ولكن إذا نظرنا إلى جانب المعنى فسنجد أن ساعة الأولى تعنى القيامة ، أما الثانية فتعني المدة الزمنية المعروفة .
وإذا رجعنا إلى هذه الأمثلة مرة ثانية ، وتأملنا جيداً في كل كلمتين تماثلتا لفظاً واختلفتا معنى فسنرى أن هذه المماثلة تشمل أربعة أشياء هي :
أولاً : نوع الحروف ، فحروف الكلمة الأولى هي حروف الكلمة الثانية نفسها .
ثانياً : عدد الحروف ، فعدد حروف الكلمتين متساو تماماً بحيث لا يزيد ولا ينقص في كلمة عن الأخرى .
ثالثاً : ترتيب الحروف ، وذلك يعني أن حرف الياء في كلمة يحي مثلاً هو الحرف الأول تليه الحاء فيهما معاً أيضاً وهكذا الألف .
رابعاً : شكل الحروف : فكل حرف من الكلمتين يحرك أو يسكن بصورة مماثلة لبعضهما وهذه الأشياء تسمى عناصر الوفاق الأربعة وهي :
1/ نوع الحرف 2/ عدد الحروف 3/ ترتيب الحروف 4/ شكل الحروف .
وهذا هو القسم الأول من أقسام الجناس .
أما إذا لم تتحد الكلمتان بأن اختل عنصر من عناصر الوفاق الأربعة فيسمى جناساً ناقصاً أو غير تام فاختلال العنصر الأول (نوع الحروف ) يتمثل في قوله تعالى :  وهم ينهون عنه وينأون عنه  فالكلمتان متحدتان في كل الحروف ما عدا حرفاً واحداً وهو الهاء في ينهون مقابلة الهمزة في ينأون، فالجناس هنا جناس ناقص لاختلاف الكلمتين في نوع الحروف. فاختلال العنصر الثاني (عدد الحروف ) يبدو في قول الشاعر :
فيا راكب الوجناء هل أنت عالم * فداؤك نفسي كيف تلك المعالم
فكلمة عالم مكونة من أربعة أحرف هي العين والألف واللام والميم ، بينما تزيد الكلمة الثانية المعالم حرفاً خامساً هو الميم في أولها .
أما العنصر الثالث ( ترتيب الحروف ) فيبدو اختلاله في قول الشاعر :
بيض الصفائح لأسود الصحائف في * مئونهن جلاء الشك والريب
فالصفائح هي السيوف والصحائف الأوراق واختلال الترتيب واضح فيهما حيث إن الفاء في كلمة الصفائح هي الحرف الثاني والحاء هي الحرف الأخير . وفي كلمة الصحائف نجد أن الفاء هي الحرف الأخير بينما نجد أن الحاء تكون في الموضع الثاني من الكلمة مع أن الحروف كلها متفقة في النوع .
والعنصر الرابع (شكل الحروف ) ويظهر في قول بعضهم لا تنال الغرر إلا بركوب الغرر، فالغرر جمع غرة ، والغرر ، الخطر ، ومعنى العبارة أن المرء لا يظفر بالطيب الحسن من الأشياء إلا إذا تعب وجاهد في الحصول عليه .
ويلاحظ أن الكلمتين اختلفتا في الشكل فالكلمة الأولى جاءت الغين فيها مضمومة بينما جاءت في الثانية مفتوحة .

الخلاصة :
الجناس هو اتفاق الكلمتين في اللفظ واختلافهما في المعنى ، وينقسم إلى :
1/ جناس تام : وهو ما اتفقت فيه الكلمتان في عناصر الوفاق الأربعة : نوع الحروف ، عدد الحروف ، ترتيب الحروف ، شكل الحروف .
2/ جناس ناقص غير تام : وهو ما اختل فيه عنصر من عناصر الوفاق الأربعة .

التدريبات :

التدريب الأول :
في كل مما يأتي جناس تام والمطلوب توضيح موضعه .
1/ لا تعرضت على الرواة قصيدة * ما لم تكن بالغت في تهذيبها
فإذا عرضت الشعر غير مهذب * عدوه منك وساوساَ تهذي بها
2/ إذا رماك الدهـر في معشـر * قد أجمع الناس على بغضهـم
فدارهم مادمـت في دارهـم * وأرضهم مادمت في أرضهـم
3/ عباس عباس إذا احتدم الوغى * والفضل فضل والربيع ربيـع
4/ إنسان عيني مذ تناءت داركم * ما راقه نظـر إلى إنســان
التدريب الثاني :
في كل مثال مما يأتي جناس غير تام فبيّن موضعه ، واذكر سبب مجيئه غير تام .
1/  وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب وإنه لحب لشديد  .
2/ اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا .
3/ دع عنك المطامع والأماني * فكم أمنية جلبت منية .
4/ ما يستفيق غراماً * بها وفرط صبابة (1)
ولو درى لكفـاه * مما يروم صـبابة (2)
التدريب الثالث :
ما نوع الجناس ؟ ، وما موضعه ؟ فيما يأتي :
1/ جبة البرد جنة البرد(3) .
2/ فكم لجباه الراغبين لديه * من مجال سجود في مجالس جود
3/ فإن حلو فليس لهم مقر * وإن رحلـوا فليس لهـم مفـر
4/ أرى قوما بليت بهـم * نصيبــي منهــم نصــبي
التدريب الرابع :
كون من كل كلمتين مما يأتي جملة وبين نوع ما فيها من جناس .
1/ الشقاء - الشفاء 2/ إنسان - إحسان .
3/ رحبة - رحبة(1) 3/ أشكو - أشكر .
التدريب الخامس :
وضح معنى كل من البيتين الآتين ثم بين نوع ما فيهما من جناس .
1/ من بحر سفرك اغترف * وبفيض جودك اعترف
2/ حلبت الدهر أشطـره * وفي حلبٍٍ صفـا حَلَبي .




الاقــــتباس

ويعرف بأنه تضمين الكلام المنظوم أو المنثور شيئاً من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف فمما اقتبس من القرآن الكريم قول أحد الأدباء :
لا تغرنك من الظلمة كثرة الجيوش والأنصار * إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه القلوب والأبصار
وتلاحظ أن هذه الآية وردت متناسقة مع العبارة الأولى من غير أن يصرح لنا الكاتب بأنها من القرآن .
ونقول مثل هذا في المثال الآتي :
رحلوا فلست مسائلاً عن دارهم * إنا باخع نفسي على آثارهم
فالأثر المقتبس مأخوذ من سورة الكهف ، ولكن بشيء من الملاحظة ندرك أن هناك تغييراً بين نص الآية (فلعلك باخع نفسك على آثارهم ) وبين ما أورده الشاعر ، ومن خلال هذا نستنتج أنه يجوز للشاعر أو الناثر أن يغير في الأثر المقتبس ، ونأخذ مثال ثالثاً هو قول الشاعر:
لا تعاد الناس في أوطانهـم * قلما يرعى غريب الوطن
وإذا ما مشئت عيشاً بينهم * خالق الناس بخلق حسن .
فالاقتباس هنا من الحديث الشريف ، وهو عبارة خالق الناس بخلق حسن ومعنى خالق ، خالط أو عاشر أو عامل الناس ، وترى الأثر المقتبس حاء موافقاً ومكملاً لصدر البيت ومتناسقاً معه .
ونخلص من كل ذلك إلى أن الاقتباس كما ذكر هو تضمين الكلام سواء كان منظوماً أو منثوراً أو شيئاً من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف ،ويأتي هذا الأثر المقتبس منسجماً ومتوافقاً مع العبارة التي قبله بصورة لا يبدو فيها أنه من القرآن الكريم أو الحديث .
ويجوز أن يحدث شيء من التغيير في الأثر المقتبس كما رأينا ذلك في المثال الثاني والغرض من الاقتباس هو أن يكتسب الكلام قوة من قوة الأثر المقتبس ، وأن يظهر الشاعر أو الكاتب براعته في حسن الملاءة والتنسيق والربط بين قوله وبين الأثر المقتبس بحيث تبدو العبارة كلها وكأنها من تأليفه .

نموذج لتدريب محلول :
1/ قال أحد الأدباء :
اغتنم فودك الفاحم قبل أن يبيض * فإنما الدنيا جدار يريد أن ينقض
شرح المفردات :
الفـود : شعر الرأس مما يلى الأذن .
الفاحم : الأسود . ينقض : ينهار ، ويسقط .
2/ كتب القاضي الفاضل رداً على رسالة .
ورد على الخادم الكتاب الكريم فشكره وقربه نجيا ورفعه مكانا عليا وأعاد عليه عصر الشباب وقد بلغ من الكبر عتيا .
3/ وقال في الحمام الزاجل :
وقد كادت أن تكون من الملائكة فإذا نيطت بها الرقاع * صارت من أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع
شرح المفردات :
الحمام الزاجل : نوع من الحمام يرسل بالرسائل إلى مسافات بعيدة .
نيطت : علقت .
الرقاع : الرسائل .
الحل :
1/ الأثر المقتبس في العبارة الأولى ( فإنما الدنيا جدار يريد أن ينقض ) ، ونلاحظ أن الآية المأخوذ منها نصها (فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه) وهي من سورة الكهف ، وتري أن الكاتب قد غير في النص قليلاً ، ويمكن معرفة ذلك بمقابلة الأثر المقتبس بنص الآية الكريمة ، وهذا التغيير جائز كما سبق الذكر .
2/ الأثر المقتبس في العبارة الثانية هو وقرية نجيا ورفعه مكانا عليا ، وقد بلغ من الكبر عتيا ، وقد حدت تغيير قليل في قوله ( وقربة نجيا ) ونص الآية وقربناه نجيا ، وفي قول ورفعه مكانا عليا ونص الآية ورفعناه مكانا عليا .
3/ الأثر المقتبس هو ( أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع ) وقد ورد مطابقاً للنص القرآني من غير أن يحدث فيه تغيير .

التدريب الأول :
بين الأثر المقتبس في كل مما يأتي :
1/ قال بعضهم : لا عدمت الدولة بيض سيوفه التي يرى بها الذين كذبوا على وجوهم مسودة
2/ قال أحد الشعراء :
أقول وقد رأيت له سحاباً * من الهجران مقبلة علينا
وقد سحت غواديها بهطل * حوالينا الصدود ولا علينا
3/ وقال آخر :
رب بخيل لو رأى سـائلاً * لظنه رعبا رسول المنون
لا تطعموا في النزر من نيله * هيهات هيهات لما توعدون
التدريب الثاني :
اذكر الآية التي اقتبسها الشاعر في قوله :
لقد أخطأت في مدحيك * ما أخطأت في منعي
لقد أنـزلت حاجـاتي * بوادر غير ذي زرع
التدريب الثالث :
ضع ما في المجموعة ( أ ) مع يناسبه في المجموعة ( ب ) :

( أ ) ( ب )
1/إن أكرمكم عند الله اتقاكم
2/ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
3/هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون
4/ ولا ينبئك مثل خبير .
5/ فالمؤمنون إخوة . رب حقود ينصب لأخيه شراكاً لقتله
إذا أردت أن تعرف ما خفي عنك فأسأل عنه عالما
أزل ما بينك وبين إخوانك من جفوة
دعو التفاخر بمآثر آبائكم .
إذا افتخر أصحاب الأموال بما يملكون فقل

التدريب الرابع :
العبارة الآتية كل منها يصلح لأن يقتبس من الحديث الشريف .
(في كل معروف صدقة ) ، ولكن بعضها أكثر ملاءة من بعض فوضح هذا
1/ لا تمنع المسكين شيئا ــــــــــــــ
2/ أبعد الأذى عن الطريق ـــــــــــــ
3/ لا تأنف أن تتصدق بالقليل ـــــــــــ
4/ أبذل معروفك للمحتاجين فإن ـــــــــ
التدريب الخامس :
اقتبس آية قرآنية أو حديثاً نبوياً لكل عبارة مما يأتي .
1/ لا تظلم الناس .
2/ لا تهمل أداء الصلاة .
3/ كن باراً بأمك .
4/ أدع الله في سرك وجهرك .









المحسنات المعنوية

سميت بذلك لأنها تختص بتزيين المعنى دون المبنى كما هو الشأن في المحسنات اللفظية . والمحسنات المعنوية متنوعة فتشمل الطباق والمقابلة والتورية وحسن التعليل وتأكيد المدح بما يشبه الذم وتأكيد الذم بما يشبه المدح وأسلوب الحكيم . ولكننا هنا سنعالج نوعين فقط هما الطباق والمقابلة لأنهما أكثر وروداً من غيرهما في الكلام ونترك الأنواع الأخرى لتعالج في دراسات لاحقة .

الطـــــباق

يعرف الطباق بأنه الجمع بين الشيء وضده في الجملة الواحدة ، مثل اقرأ القرآن ليلاً ونهاراً فجمع بين الليل والنهار في عبارة واحدة وهما متضادان في المعنى .
وينقسم الطباق أيضاً إلى قسمين :
القسم الأول : طباق إيجاب : وهو يعني أن تكون الكلمتان متفقتين في الإثبات ، أي ليس فيهما نفي مثل قوله تعالى : وتحسبهم أيقاظ وهم رقود  فالمطابقة هنا بين كلمتي أيقاظ ورقود وكلتا الكلمتين مثبتة وليست منفية . وطباق الإيجاب أيضاً يعني أن تكون الكلمتان متفقتين سلباً بمعني أن تكونا منفيتين معاً مثال : فلان لا قائم ولا قاعد .
القسم الثاني : طباق سلب : وهو يعني أن تختلف الكلمتان إيجاباً وسلباً وذلك بأن تكون إحداهما مثبتة والأخرى منفية مثل : ما قصرت بل اجتهدت ، فعبارة ما قصرت منفية وعبارة اجتهدت مثبتة ، أو يكون بين فعلين أحدهما مثبت والآخر منفي مثل : يعملون ولا يعملون . ويكون الفعلان من مادة واحدة . والطباق يكون بين اسم واسم مثل قائم وقاعد وبين اسم وفعل مثل  أو كان ميتاً فأحيناهوبين فعلين مثل : وأنه هو أمات وأحيا  وبين حرف وحرف مثل : القرآن حجة لك أو عليك .
فالقاعدة هي :
الطباق هو الجمع بين الشيء وضده في الكلام . وهو إما طباق إيجاب وهو ما لم يختلف فيه الضدان إيجاباً وسلباً . وإما طباق سلب وهو ما اختلف فيه الضدان إيجاباً وسلباً .
التدريبات :

التدريب الأول :
الأمثلة الآتية تتضمن كلها طباق إيجاب فبين موضعه ، ووضح لماذا كان طباق إيجاب :
الأمثلة :
1/ خير المال عين ساهرة لعين نائمة .
2/ لا تعجبي يا سلمى من رجــل * ضحك المشيب برأسه فبكى .
3/ سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم * فليست سواء عالم وجهول .
4/ قبح الإله بني كلــيب إنهــم * لا يغدرون ولا يفون بجار .
التدريب الثاني :
ما نوع الطباق في الأمثلة الآتية :
1/ ولكن أكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا .
2/ ركبنا في الهـوى خطـراً فإمـا * لنا ما قد ركـبنا أو علــينا .
3/ وتنكر إن شئناً على الناس قولهـم * ولا ينكرون القول حين نقول .
التدريب الثالث :
وضح ما كان الطباق فيه بين اسمين أو فعلين أو غيرهما .
1/ يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله  .
2/ لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت  .
3/ الآمة تتجه نحو العلم لتمحو الجهل عنها .
4/ الخوف من الموت يحي في الناس حب العمل .
التدريب الرابع :
حول طباق الإيجاب إلى طباق سلب .
1/ يحبون النوم ويكرهون العمل .
2/ تحيا الأمم بالعلم وتموت بالجهل .
3/ الإنسان يعلم كثيراً من الأشياء ويجهل كثيراً منها أيضاً .
4/ ليس من الحزم أن تحسن إلى الناس وتسئ إلى نفسك .
التدريب الخامس :
حول طباق السلب إلى طباق إيجاب .
1/ العدو يظهر السيئة ولا يظهر الحسنة .
2/ ليس من العدل أن تعطي قوماً ولا تعطي آخرين .
3/ يفنى كل شيء ولا يفنى وجه الله .
4/ يموت العظيم ولا تموت ذكراه .









المقـــــابلة

والمقابلة هي أن تؤتي بمعنيين أو أكثر ثم يؤتي بما يقابل ذلك على الترتيب . والمقابلة على هذا تعتبر طباقاً متعدداً حيث تكون هناك أطراف متقابلة ، طرفان أو ثلاثة أطراف أو أكثر يقابلها طرفان أو ثلاثة أو اكثر ، ويشترط لذلك وجود الترتيب بينها ومثال ذلك فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً فالمقابلة بين طرفين اثنين يضحكوا في الجزء الأول من الآية يقابله يبكوا في الجزء الثاني ، وقليلاً في الجزء الأول يقابله كثيراً في الجزء الثاني .
ومثال آخر هو : من أقعدته نكاية اللئام * أقامته إعانة الكرام . فالمقابلة حدثت بين ثلاثة تقابلها ثلاثة .
فأقعدته ، قابلها ، أقامته .
نكاية ، تقابلها ، إعانة .
اللئام ، تقابلها ، الكرام .
ومثال ثالث حدثت فيه المقابلة بين أربعة وهو قوله تعالى  فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى  فالمقابلة بين .
أعطى : بخل
اتقى : استغنى
صدق : كذب
اليسرى : العسرى .
والمعاني الأربعة الأولى قابلتها المعاني الأربعة الثانية . ولننظر إلى المثال الآتي وسنجد أن المقابلة فيه بين خمس معان في شطر البيت الأول تقابلها خمس معان أخرى في الشطر الثاني ، والبيت هو :
أزورهم وسواد الليل يشفع لي * وأنثني وبياض الصبح يغري بي
فقابل بين :
أزور : أنثني .
سواد : بياض
الليل : الصبح .
يشفع : يغري .
لي : بي .
وهكذا نرى أن المقابلة تكون بين معنيين أو أكثر كما وضح في التعريف وأن الطباق يكون في كلمة واحدة تضادها كلمة واحدة . وهذا هو مجمل الفرق بينهما .

التدريبات :

التدريب الأول :
بيّن مواقع المقابلة في العبارات الآتية :
1/ قال عبد الملك بن مروان :
ما حمدت نفسي على محبوب ابتدأته بعجز * ولا لمتها على مكروه ابتدأته بحزم .
2/قال رسول الله  للأنصار : " إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع " .
3/ وقال آخر يصف رجلاً : ليس له صديق في السر ولا عدو في العلانية .
4/ قال رسول الله  لعائشة رضوان الله عليها : " عليك بالرفق يا عائشة فإنه ما كان في شيء الازانة ولا نزع من شيء الإشانة " .
التدريب الثاني :
وضح الأطراف المتقابلة فيما يأتي وبين عددها :
1/ كدر الجماعة خير من صفو الفرقة .
2/ فإن حاربوا أذلوا عزيزاً * وإن سالموا أعـزوا ذليلاً .
3/ وباسط خير منكم بيمينه * وقابض شر عنكم بشماله .
4/ قال تعالى :  ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث 
التدريب الثالث:
ميّز الطباق من المقابلة في الأمثلة الآتية :
1/ قال تعالى :  إن مع العسر يسرا  .
2/ قال تعالى :  لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم  .
3/ قال الشاعر : ومن يغترب يحسب عدوا صديقه ومن لا يكرم نفسه لا يكرم .
4/ قال تعالى :  والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى  .
التدريب الرابع :
حول الطباق في العبارات الآتية إلى مقابله .
1/ تضيق الحياة وتتسع .
2/ الحسنة تذهب السيئة .
3/ أجد في الليل والنهار .
4/ من طبيعة الإنسان أن يضحك ويبكي .
التدريب الخامس :
حول المقابلة فيما يأتي إلى طباق وغيّر ما يلزم لذلك في العبارة :
1/ ما أحسن الدين و الدنيا إذا اجتمعا * واقبح الكفر والإفلاس للرجل .
2/ ومن العـداوة مـا ينالك نفعـه * ومن الصداقة ما يضر ويؤلم .
3/ قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت * ويبتلي الله بعض القوم بالنعم .
4/ كدر الجماعة خير من صفو الفرقة .





